أكد الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى فى افتتاح الجلسات الختامية للحوار الوطنى الثلاثاء الماضى أنه سيتم التوصل إلى حل عادل للقضية الجنوبية يعالج مظالم الماضى، وأن ما تبقى من نقاط لم تحسم ولن تكون صعبة على الحل بفضل حكمة اليمنيين وتغليبهم للمصلحة الوطنية العليا والروح الوطنية. وفى رسالة قوية وجّهها للجنوبيين الرافضين لاستمرار الوحدة والحوار قال هادى إن «المزايدين والمتاجرين بالقضية الجنوبية سيجدون أنفسهم خارج التاريخ بسبب خروجهم عن لحظة الإجماع الوطنى». وكان الحوار الوطنى اليمنى قد بدأ فى مارس الماضى بمشاركة 565 عضوًا يمثلون مختلف الأطياف السياسية برعاية دولية وتحت إشراف الأممالمتحدة، فى سياق تنفيذ «المبادرة الخليجية» ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن الرئيس اليمنى خلال افتتاح الجلسات الختامية للحوار قوله: «قد يقول البعض إن مؤتمر الحوار خرج قليلًا عن خطته، الأمر الذى يعتبره أولئك البعض دليلًا على صعوبات تواجهه أو فشلًا يتهدده ولهؤلاء نقول إن الصعوبات كانت قائمة وستستمر، لكن الفشل ليس خيارنا لأن الشعب اليمنى اختار النجاح عندما اختار الحوار». وقد بحثت الجلسة العامة الختامية التقارير المرفوعة من فرق العمل التسع المنبثقة عن مؤتمر الحوار متضمنة النتائج التى توصلت إليها ومشاريع القرارات والتوصيات التى تم التوافق عليها. وقد شملت محاور المؤتمر تسع قضايا تتمثل بالقضية الجنوبية وقضية صعدة والقضايا ذات البُعد الوطنى ومنها قضية النازحين واسترداد الأموال والأراضى المنهوبة، فضلًا عن قضية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وبناء الدولة وأسس بناء الجيش والأمن ودورهما وقضايا اجتماعية وبيئية. اعتراض جنوبى من ناحية أخرى شن قيادى جنوبى هجومًا غير مسبوق على المبعوث الدولى جمال بن عمر متهمًا إياه بعدم الحيادية والسعى لفرض حلول دولية على الجنوبيين. وحذر عبد الحميد شكرى نائب رئيس المجلس الوطنى الأعلى لتحرير واستعادة الدولة الجنوبية من خطورة ما أسماه مساعى دولية ويمنية لفرض حلول للقضية الجنوبية كأمر واقع لا يحقق تطلعات الشعب الجنوبى. وناشد الأممالمتحدة سرعة إيقاف مهمة ابن عمر باليمن نظرًا لعدم حياديته وإنصافه. وقد تعذر حتى الآن التوافق على شكل الدولة الاتحادية المرتقبة وعدد الأقاليم فيها نظرًا لتمسك «الحراك الجنوبى» بتقسيم البلاد إلى إقليمين ومعارضة قوى أخرى تقترح خمسة أقاليم. وقد أكد المبعوث الأممى جمال ابن عمر «أ+ن اللجنة المصغرة حول القضية الجنوبية تسعى جاهدة منذ أوائل سبتمبر لإيجاد حلول توافقية، وأنه تلبية لطلبها تقوم الأممالمتحدة بدعمها». مجددًا تأكيده أن «اليمنيين وحدهم أصحاب القرار، وأنهم سيتحملون نتائج الخيارات التى يتخذونها». وقد بدأت الجلسات الختامية فى مناقشة القرارات التى أنجزتها فرق المؤتمر تمهيدًا للتصويت عليها لتكون بمثابة توجهات لكتابة الدستور الجديد وتشريع القوانين المستقبلية.