فى مثل هذه الأيام من كل عام تتجه القلوب المؤمنة والنفوس الطاهرة إلى الأراضى المقدسة مهبط الوحى وموطن الرسول حيث يتوجه المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها إلى جبل عرفات ووجوههم مشرقة بنور الإيمان والتقوى وتوجهوا جميعا إلى قبلة واحدة ويدعون ربا واحدا لا شريك له أن يكون حجهم مبرورا وذنبهم مغفورا فى جمع تحفه ملائكة الرحمة وفى هذا المكان تتفتح أبواب السماء لقبول الدعوات الصالحات حيث تتجلى أعظم العلاقات الإنسانية وأسمى آيات الوحدة الوطنية ورغم اختلاف أجناسهم وألسنتهم يرفعون أكف الضراعة فى صوت واحد يشق عنان السماء وهم يدعون ربهم «لبيك اللهم لبيك لا شريك لبيك أن الحمد والنعمه لك والملك لا شريك لك» أن هذا اليوم الأغر لهو أعظم الأيام فى تاريخ الأمة الإسلامية كما قال عليه الصلاة والسلام «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم عرفة» وفى هذا اليوم الذى يباهى الله به ويقول لملائكته «انظروا عبادى قد آتونى شعثا غبرا يرجون رحمتى ومغفرتى ويخشون عذابى أشهدكم ياملائكتى أنى قد غفرت لهم». محمد أمين عيسوى