والشعب التونسى محب الغناء بكل ألوانه وسهل عليه أن يميز بين الغث منه والثمين وأن يكشف المدعى حتى ولو كان من أبناء جلدته.. وربما كانت تونس أكثر الأقطار العربية بعد مصر ولبنان إنجابًا لمطربات يمكن وصفهن بالجدية والاحترام. المطربة «صليحه» (1914-1958) صاحبة عدد هائل من الأغنيات المعروفة اسمها الأصلى صلوحه.. عملت فى منزل محمد باى الذى تولى عرش تونس أقصاه الفرنسيون بعد هزيمة الألمان فى تونس إلى فرنسا.. فى داره احتكت بالفنانين والعازفين وكانت تقلد غناء الأميرات بلهجة بدوية - وانتقلت 1927 للعمل فى بيت المطربة «بدرية» وكانت تغنى أغانيها فى غيابها واستمع إليها محام أثناء مروره أمام المنزل فأخذها إلى الملحن الطرابلسى البشير الذى قدمها فى حفل افتتاح الإذاعة التونسية 1938 وتبناها الفنان الباجى السرداحى وقدمها إلى المعهد الرشيدى واستمع إليها مؤسس المعهد مصطفى صغر وضمها للعمل بفرق المعهد. أما «فتحية خيرى» (1918-1986) فكان زوج أختها ينظم حفلات وعروضًا سينمائية وساعدها عبد الرزاق كرباكة واختار لها اسما فنيا هو «خيرة». ضمها الفنان محمد الشيشتى لفرقته ولحن لها سيدشطا وغنت مع فرقة الملك احمد باى أدت أغنيات أم كلثوم مع فرقة شباب الفن أتقنت اللغة العربية ولمعت فى المسرح وقامت ببطولة مسرحية «أنطونيو وكيلوبترا» ألحان سيد روسين ومحمد عبد الوهاب وعرضت فى تونس وكان الرئيس الحبيب بورقييه يعتبرها رمزًا للفن التونسى الأصيل. أما «عليا» (1930-1990) فاسمها الحقيقى «بيّة الرجال» والدها كان ممثلا كبيرا فى تونس اختار لها صالح المهدى اسم عليا وعلمها الموسيقى فى المعهد الرشيدى اعتمدت فى الإذاعة التونسية 1957 ودعاها أحمد شفيق أبو عوف عندما كان رئيسا للجنة العليا للموسيقى العربية للقاهرة حيث غنت دور يا طالع السعد «لحن داود حسنى» وسافرت إلى لبنان ثم عادت لمصر وتزوجت الموسيقار حلمى بكر وغنت «يا حبايب مصر» ونالت عنها وساما من الرئيس أنور السادات وغنت «ع اللى جرى». ولدت المطربة «حسيبة رشدى» عام 1922 اكتشفها مدير جمعية النجم التمثيلى عام 1937 واسند إليها دورا فى رواية ونجحت واكتشفها كمغنية عازف القانون محمد السنابلى واشتهرت بتقليد أم كلثوم. جاءت إلى العاصمة التونسية بوصية من المطربة خيرة وتعلمت الموسيقى وكونت فرقة خاصة وسافرت لأمريكا لتغنى لعرب المهجر 1947 ثم لباريس ثم إلى مصر حيث شاركت فى 7 أفلام سينمائية ثم شاركت فى 3 أفلام إيطالية وكانت تقيم حفلين فى كل شهر على مسرح حديقة المأمول وعادت لتونس 1959 ومثلت فيلما هناك. ولدت «نعمة» عام 1934 فى قرية أزمور فى تونس واسمها حليمة الشيخ وكانت تنتقل بين القرية والعاصمة تونس برفقة أمها حيث استوديو الفن الذى تخرج فيه عدد من كبار نجوم الغناء هناك.. غنت الشعبيات ولم يزد عمرها عن إحدى عشر عاما وتزوجت فى سن السادسة عشرة ومن أغانيها «صالحة» «مكحول النظارة» غنت يا عصفور «شرع الحب» «ما حلاها كلمة فى فمى» الليلة آه ياليل.. «يا زين الصحراء»، «يا طير تعديت منين»، «وبين الوتر والسراح»، «أنا وأنت والأحلام» «العمر بين يديك» «توسمت فيك الخير». أما المطربة «شيلة راشد» فكانت أمها مطربة معروفة وانضمت إلى المعهد الرشيدى كأول مطربة ومن أغانيها «ما أحلى النسيم». والمطربة أمينة وأخت صاحبة أغنية «إنت مرادى» جاءت إلى مصر فى استضافة الموسيقار صلاح عرام وشاركت فى أكثر من حفل غنائى وبرنامج إذاعى ولم يطب لها العيش طويلا فى أرض الكنانة فعادت إلى بلدها تونس. ومنية البجاوى اشتهرت فى تونس بأغنيها «همس الموج» و «سنية مبارك» غنت «تتفتح لتسكون» و«خلى الحزن بعيد عنك» أما «لطيفة» فلم تعرفها تونس كمطربة وجاءت إلى مصر واستطاعت بذكائها الكبير وجمالها الواضح أن تصنع اسما فنيا واعتمدت فى البداية على أشعار عبد الوهاب محمد مثل أنا ماتنسيش، حبك هاوى، أرجوك اوعى تغير «متاهات» «أنا قدما احبك» وغيرها. اسمها لطيفة العرفاوى ولدت بتونس 1966 كانت تقوم بدور المذيعة تقدم فقرات الحفلات التى تقيمها المدرسة والتحقت بالمعهد العالى للموسيقى العربية فى مصر ارتبطت بالمنتج موريس اسكندر لما رحل عن عالمنا أكملت ابنته دوريسى المشوار بها.. غنت قصيدة لنزار قبانى من ألحان كاظم الساهر، وشاركت بالتمثيل والغناء من ألحان عمر خيرت فى فيلم «سكوت حنصور» إخراج يوسف شاهين وفى بيروت قامت ببطولة مسرحية غنائية من ألحان زياد رحيانى، أما «ذكرى» فقد ختطفها الموت فى حادث أليم وكانت على أعتابا النجاح رغم أدائها العنيف.