حقق الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين طفرة حضارية ومعمارية فائقة فى توسعات الحرم المكى فى زمن قياسى، حيث أن التوسعة الأخيرة شهدت تطورا وتوسعا أفقيا ورأسيا وخدميا وتعد بجدارة علامة مضيئة فى تاريخ عمارة المسجد الحرام، ويفخر ملوك المملكة العربية السعودية ويعتزون أيما اعتزاز بإضفاء لقب خادم الحرمين الشريفين عليهم على اعتبار أن الحرمين المكى والنبوى أمانة ومسئولية حملها أبناء الملك عبد العزيز آل سعود تباعا على أفضل ما يكون بدءا من الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد وأخيرا الملك عبد الله حفظه الله. ويعد مشروع التوسعة الأخيرة للمسجد المكى درة الأعمال الجليلة فى خدمة الإسلام والمسلمين وعلامات مضيئة تنير وتسطع فى التاريخ الإسلامى على اعتبار أنها من المشروعات العملاقة الأكثر توسعة فى تاريخ البلد الحرام مع الحفاظ على النسق المعمارى والحضارى والجمالى. وتضم التوسعة مشروع جبل عمر الذى يضم عدة أبراج سكنية ومراكز تجارية ومرافق عامة ومنها أنفاق المشاة الذى يربط الساحات الشمالية للمسجد الحرام بمنطقة جرول ومنطقة الحجون. وتم نزع عقارات حجمها 530 عقارا كما يتم العمل فى تنفيذ المرحلة الثانية لمشروع توسعة الساحات الشمالية والغربية للمسجد الحرام بعد انتهاء المرحلة الأولى وتمت إضافة مساحة 400 ألف متر وبعمق 380 مترًا مما ضاعف مساحات استيعاب أعداد المعتمرين والحجاج وأدائهم المتماسك الدينية فى سهولة وراحة وطمأنينة للمصلين. وبلغت التعويضات التى أنفقت لأصحاب العقارات التى تمت إزالتها نحو 40 مليار ريال. وتمت أعمال التوسعة فى المسجد الحرام بأسلوب عبقرى وفنى فريد حيث جمع بين التقنية الهندسية المعمارية المتطورة والمحافظة على شكل البيئة العمرانية والتطور العمرانى مع مراعاة روحانية المكان. كما يعد مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لسقيا زمزم الذى افتتحه فى شهر رمضان 1431 فى منطقة كذى بمكة المكرمة لضمان نقاوة مياه زمزم وتعبئته وتوزيعه آليا بتكلفة نحو 700 مليون ريال، كما تم افتتاح المرحلة الأولى من الطواف المعلق أيضا فى شهر رمضان الماضى لراحة المصلين والمعتمرين من كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة من المعاقين. إن المملكة العربية السعودية تسعى جاهدة بكل الحب وعطاء الأسرة الحاكمة على امتداد تاريخها المجيد أن توفر كل سبل الراحة لزوار الحرمين الشريفين على اعتبار أن ذلك مسئولية تاريخية وعقائدية ودينية واستجابة لدعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام. إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله يسعى جاهدا لاستكمال مسيرة للعطاء والبذل التى حملها بجدارة وتفرد وتفان وعطاء بلا حدود.