«الخطوات التصعيدية التى لن يتخيلها أحد».. و «هنفجر مصر» تتزايد معها عبارات الإقصاء والتهميش والإبعاد والملاحقة وغيرها من العبارات التحريضية التى وردت على لسان بعض رموز التيارات الدينية المتشددة والمعسكر المضاد الذى لا يقل عنها فاشية.. أولئك وهؤلاء الذين يتبنون ويدعمون مخطط «صناعة الكراهية» ويقودون المجتمع لنشر الفتن والضغائن بين أبناء الوطن الواحد الأمر الذى يهدد أمن ومصالح البلاد والعباد. فى البداية يقول د. جمال زهران أستاذ العلوم السياسية إن تصاعد حدة الخلافات والانقسامات بالشارع المصرى تولدت بقوة عقب تولى جماعة الإخوان المسلمين الحكم وفرض سيطرتهم على مؤسسات الدولة ليس للنهوض بها وإنما لتنفيذ مخطط الأخونة الذى انتهجوه وكأنه مشروعهم القومى الذى سينقذون من خلاله المجتمع المصرى، لكن مع الأسف تسببوا فى إحداث حالة من الخلاف والضغينة بين أبناء الوطن الواحد، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من ذلك يجب وضع مصلحة البلاد فوق اى اعتبار وعلى الجميع الهرولة إلى إطلاق شعار المرحلة «إيد واحدة لبناء مصر» وبمشاركة جميع التيارات دون إقصاء لأحد. ودعا زهران جميع القوى السياسية إلى طرح الخلافات جانبا لصعوبة المرحلة على أمل إنقاذ مايمكن إنقاذه دون تشفى أو تصفية حسابات مستقبليا. الحصان الخاسر ويرى الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية أن التغلب على صناعة الكراهية يتطلب التراجع بأقصى سرعة عن التشدد الذى ينتهجه البعض، محذرا فى الوقت نفسه من خلط الدين بالسياسة واتخاذ الدين الحنيف ستارًا لتحقيق مصالح شخصية، فهو بمثابة الحصان الخاسربحكم أن المجتمع المصرى متدين بالفطرة وليس بحاجة لمن يوجهه. وأشار عثمان إلى أن الإسلام أول من نادى بالديمقراطية والحفاظ على حقوق الافراد وهو مفهوم راسخ لدى العقلاء ،ومن يحيد أو يتجاوز عن ذلك إنما يهدف لنشر التطرف بيننا. أما أبو العز الحريرى عضو مجلس الشعب السابق، فيؤكد على انتهاز الفرصة لنشر التسامح واحترام حقوق الطرف الآخر وكذلك على الآخر الالتزام بالسلمية دون التجاوز فى حقوق بعضنا البعض. وأضاف الحريرى:مايحدث حاليا يحتاج لبعض الإغراءات ممن يمتلكون قواعد اللعبة لطمأنة المعسكر الآخر بفتح حالة حوار معبرة عن المستقبل المشرق مادامت كانت تحت شعار حب الوطن دون شعارات زائفة. تغيير الخطاب الدينى ويؤكد د. سعيد عامر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر أن اللعب على وتر الدين أحدث هذا الانقسام ومن ثم يجب عدم الخلط مستقبلا بين الدين والسياسة لمناصرة رأى على آخر ،مشيرا إلى أن العلاج يبدأمن تغيير مفهوم الخطاب الدينى لمنع استقطاب فئات معينة وتوضيح مفاهيم الإسلام المعتدلة . وأشار عامر الى أن الكراهية التى وصلت لحد التطرف تتم بمباركة من يطلقون على أنفسهم علماء دين والإسلام منهم برىء، حيث رأينا تطاولا وتبجحا لايليق بمسلم وليس بعالم دينى، ومن ثم على أبناء الشعب الواحد تقبل بعضهم البعض ومد اليد للمعاونة واحتواء الأزمة للخروج من هذا المأزق. وترىد. سوسن فايد أستاذ علم الاجتماع أن معدل الكراهية الذى يزداد من حين لآخر هو نتيجة فقدان الثقة بين جميع الأطراف والتشكك فى مدى مصداقية كل طرف مما يعكس حالة من التباعد فى البداية، ثم تتبلور بعد انقطاع التواصل خاصة فى الرؤى والأفكار لدرجة أن معدل الكراهية أصبح يتفوق على معدل النمو بمراحل متعدده، مشيرة إلى أن الحلول العملية هى الأنسب والأدق حاليًا متمثلة فى مواجهة أسباب المشكلة من جذورها لعلاج المرض. الخطط البديلة فى حين أبدت د. عزة كريم أستاذ علم الاجتماع استغرابها من حالة الانقسام الشديدة التى فرضت نفسها على الجميع، رغم أن الحلول يسيرة جدا من خلال إقامة مائدة حوار الهدف منها المصلحة العليا، مشيرة إلى أن سلوكيات المجتمع نفسها تبدلت وأصبحت تفرز بعض المتشددين الذين يعدون الفاعل الأساسى لارتفاع معدل الكراهية. وطالبت كريم : بمبادرة مكتملة الأركان قادرة على منع زيادة الخلافات بين المصريين. أما د. هاشم البحيرى، رئيس قسم طب الأمراض النفسية بجامعة الأزهر فيربط بين الحالة المزاجية للشخص ورغبته الملحة فى تصعيد حدة لهجته فى قضية ما، مشيرا إلى أن الداعمين لصناعة الكراهية يشعرون بحالة فقدان الثقة ولايتحكمون فى مشاعرهم التى دائما ماتسيطر عليها تجاوزات تصل لحد العنف. وأضاف البحيرى أن تهيئة المناخ لاعب أساسى فى السيطرة على تلك النوعية والغريب أنها شخصيات قد تكون مرنة شريطة إجادة فن إدارة الحوار معها.