يعتبر الاستثمار الأمثل لمصر هو الاستثمار فى أطفالها ويعتبر مدى استثمار بلد ما فى أطفال دليلًا على الأولوية المعطاة لهم، فالأطفال لهم الحق فى الحياة ليصبحوا أسوياء بلا عقد نفسية. وتقول الدكتورة إيناس الجعفراوى أستاذ الكيمياء الحيوية ورئيس شعبة البحوث الكيميائية والبيولوجية بالمركز الجنائية: يشكل الأطفال أكبر فئة سكانية منفردة بين مواطنى مصر حيث يشكلون ثلث السكان، أكثر من خمس هؤلاء الأطفال يعيشون فى فقر ومن المحتمل أن يعانى الأطفال الذين يكبرون وهم فقراء من مشكلات صحية وأن يحصلوا على تعليم أقل ويفتقروا إلى المهارات اللازمة لإعالة أنفسهم. وتشير البحوث إلى أن الأطفال قد يكونون عرضة لآثار الفقر بوجه خاص خلال فترة ما قبل الولادة وخلال السنوات الأولى من العمر ويعرض الفقر نمو المخ فى وقت مبكر إلى عوامل خطيرة تشمل سوء التغذية، واكتئاب الأمهات- السموم البيئية ومخاطر الصدمات وإساءة المعاملة ونوعية الرعاية اليومية، كما يواصل الفقر تأثيره علىالأطفال عبر مجموعة من النتائج منها انخفاض الوزن عند الولادة والتعرض الضار للتلوث بالرصاص وانخفاض درجات مقاييس القدرة المعرفية وكذلك زيادة العنف الفقر أكثر وضوحًا عندما يكون الفقر على المدى الطويل، خاصة إذا كان الفقر فى وقت مبكر من حياة الطفل، ويشير البحث التى أجرته الدكتورة الجعفراوى. إلى أن الأطفال فى مصر يتأثرون بشكل غير متناسب بسبب الفقر متعدد الأبعاد، فالفقر المادى ليس سوى جانب واحد من فقر الأطفال وغالبًا يترافق مع سوء الحالة الصحية وسوء التغذية وضعف التعليم وعدم ملاءمة المساكن وغيرها من أشكال الحرمان التى تعكس جميعا فى فرص أقل للبقاء وفرص أقل للتنمية.