مثل كل المدن العتيقة ذات التاريخ القديم يحيط بمدينة القدس سور من كل جانب وللسور أبواب عديدة تشهد على تاريخ هذه المدينة المقدسة والتى تحتوى بداخلها المسجد الأقصى الذى ذكره الله تعالى فى قرآنه الكريم ( (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) والذى قال عنه النبى محمد( صلى الله عليه وسلم ) «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدى هذا» وقد صلى الحبيب المصطفى بأنبياء الله السابقين عليه فى هذا المسجد ليلة الإسراء تكريما له وشهادة بعلو مكانة المسلمين على سائر الأمم السابقة. سور القدس: يعود سور القدس إلى أيام اليبوسيين ثم تغير موقعه فى العهود اللاحقة حتى استقر فى العهدين الرومانى والبيرنطى على ملامح محددة واتخذ صورته الأخيرة مع التجديد والترميم اللذين قام بهما السلطان العثمانى سليمان القانونى فى القرن السادس عشر الميلادى،ويبلغ طول السور الحجرى 4200 متر يتخلله أثنا عشر بابا منها ثمانية أبواب مستعملة وأربعة أخرى مغلقة. وإلى جولتنا مع أبواب القدس.. 1 - باب العمود: ويسمى باب دمشق وباب نابلس وهو أهم وأجمل أبواب مدينة القدس القديمة لأنه المدخل الرئيسى للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق ومنه إلى سوق خان الزيت والعطارين والفحامين والصاغة والحصر، كما يؤدى الدخول منه إلى الحى المسيحيى (حارة النصارى) يمينا والحى الإسلامى يسارا وأماما. ومن أبرز العائلات التى وكل إليها عمادة محلة باب العمود عائلة الهدمى وشغلت المنصب من 1890 وحتى أواخر القرن العشرين. 2 - باب الساهرة: ويسمى باب هيرودس عند الغربيين وهو أحد أبواب القدس القديمة ويقع فى الركن الشمالى من المدينة موصلا منها إلى حى «الساهرة» الذى يقطنه العرب ويوصل إلى أحياء «حطة» و «الغوانمة». قام الأتراك عام 1875 بتوسعة الباب لتسهيل المرور إلى البلدة القديمة وقاموا بسد المدخل القائم من أيام سليمان القانونى. 3 - باب الأسباط: ويسمى باب القديس استيفانوس وباب ستى مريم.. يقع فى الحائط الشرقى من سور القدس.. ويوجد فوق الباب عقد حجرى مدبب عليه نقش كتابى بالعربية يبين اسم السلطان العثمانى سليمان القانونى وتاريخ ترميم السور. 4 - باب المغاربة: وسمى بذلك لأن القادمين من المغرب الإسلامى كانوا يعبرون منه لزيارة المسجد الأقصى.. وعرف أيضا باسم (باب حارة المغاربة) وباب البراق وباب النبى. وهو أقرب الأبواب إلى حائط البراق ويصل إلى مدينة دواد، نجح الجيحون وبركة قرية سلوان، كان مغلقا وفتح عند الحاجة لإدخال قرب الماء لسكان القدس. وتم توسيعه لدخول العربات من على الباب من الخارج قوس الوسائد الحجرية وفوقه زخرفة مستديرة بشكل وردة. وضع صلاح الدين حاشية لحماية المسجد الأقصى ومدينة القدس. سوت إسرائيل حارة المغاربة بالأرض وأقامت مكانها ساحة المبكى لخدمة الحجاج والمصلين اليهود عند حائط البراق. 5 - باب النبى داود: يسميه الأجانب باب صهيون.. وهو باب كبير منفرج عليه مميزات العمارة العسكرية من حيث الارتفاع والبرج الحجرى الذى كان يستعمل للمراقبة ورمى السهام.. ويقع باب النبى داود فى الجانب الجنوبى من السور. 6 - الباب الجديد: سمى بذلك لأنه جديد نسبيا ويعرف أيضا بباب عبد الحميد حيث أنشىء فى عهد السلطان عبد الحميد الثانى عام 1898 لاستقبال الإمبراطور الألمانى فيلهلم الثانى ومرور موكبه عبر هذا الباب الأقرب لكنيسة القيامة. يقع الباب فى شمال غرب السور ويطل مباشرة على أراض القدس العربية. وأغلق خلال حرب 1948 حتى بعد 1967 وسقوط القدسالشرقية تحت الاحتلال الصهيونى. 7 - باب الخليل: أو باب يافا وهو المدخل الغربى للبلدة القديمة.. وهو مبنى على شكل زاوية قائمة لمنع الأعداء من الدخول عن طريقه إلى المدينة.. كان هناك جدار منخفض يصل بين مبنى الباب وأسوار القلعة المجاورة لكن تم هدمه لزيارة الإمبراطور الألمانى وتوسيع الطريق لدخول الحاشية القيصرية. 8 - باب الرحمة: يسمى كذلك عند الأجانب بالباب الذهبى لبهائه ورونقه ويقع جنوب باب الأسباط فى الحائط الشرقى للسور، يعود الباب للعصر الأموى.. وهو مزدوج يعلوه قوسان ويؤدى إلى باحة مسقوفه بعقود ترتكز على أقواس قائمة فوق أعمدة كورنيشتية ضخمة. أغلق العثمانيون الباب لخرافة تقول إن الفرنجة سيعودون ويحتلون القدس عن طريق هذا الباب.. وهو من أجمل أبواب المدينة ويؤدى مباشرة إلى داخل الحرم. هذه الأبواب الثمانية هى الأبواب المستعملة والتى يعبر منها الناس إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى والأحياء القديمة للمدينة وأسواقها. أما الأبواب المغلقة غير المستعملة فهى أربعة أبواب من جملة الاثنى عشر بابا حول سور القدس.