السلس البولى من الأمراض الشائعة عند النساء حيث يصيب من60 إلى 70% بعد سن الثلاثين. يقول مصطفى رزق أستاذ الكلى والمسالك البولية بمستشفى القاهرة الفاطمية إن هناك سببين رئيسيين لحدوث السلس البولى الأول ينتج عن حدوث تشنجات وارتفاع فى ضغط المثانة نتيجة اضطرابات تصيب عضلات أو أعصاب المثانة وهى تحدث لأسباب متعددة خاصة مع تقدم العمر كما أن الالتهابات الحادة والمزمنة للمثانة تؤدى أيضًا إلى حدوث هذا النوع من السلس البولى. أما السبب الآخر فهو ضعف عضلات المحابس البولية وهذا يحدث فى حالات ضعف عضلات منطقة الحوض بصفة عامة نتيجة الولادة المتكررة بمنطقة المثانة ومجرى البول. ويؤكد د. مصطفى على وجود وسائل علاجية كثيرة منها التقليدية مثل استخدام عقاقير تؤدى إلى ارتخاء عضلات المثانة حتى تستطيع المثانة تحمل كمية أكبر من البول من غير حدوث ارتفاع فى ضغط المثانة كما أن هناك عمليات تقليدية لتقوية المحبس البولى مثل عمليات رفع المثانة والمحبس البولى أو تعليق مجرى البول باستخدام الأغشية المغلقة للعضلات و هناك وسائل حديثة كثيرة لعلاج السلس البولى عند النساء بالنسبة للنوع الأول من السلس البولى والناتج عن ارتفاع ضغط المثانة فهناك عقاقير طبية حديثة تعمل بكفاءة أكثر دون حدوث أعراض جانبية تفيد فى الإقلال من ضغط وتشنجات المثانة كما أن هناك بعض العقاقير التى تحقن موضعيًا للمثانة تؤدى إلى هذا الغرض وفى بعض الأحيان تقلل من تشنجات المثانة بالتأثير على الأعصاب الحساسة للمثانة. ويضيف د. مصطفى رزق أنه توجد أيضًا طرق حديثة للمرضى الذين لا يستجيبون وهى زرع منظم كهربائى تحت الجلد متصل بأسلاك تنبه أعصاب المثانى، وتؤدى إلى ارتخاء المثانى وبالتالى التحكم فى التبول هذا بالنسبة للنوع الأول. أما بالنسبة للنوع الثانى من السلس البولى والذى ينتج عن ضعف فى عضلات المحابس البولية فهناك وسائل حديثة منها حقن مواد موضعية مثل السيلكون والتفلون أو الكولجين بمنطقة مجرى البول والمحبس البولى لتقويته وتجرى عملية الحقن باستخدام منظار مجرى البول والمحبس البولى لتقويته وغالبًا ما تخرج المريضة فى نفس يوم الجراحة. مثل هذه المواد تستقر بمكان الحقن ولا تحدث التهابات موضعية وتؤدى إلى تقوية عضلة المحبس البولى. أما الوسيلة الأخرى فهى تقدم جراحات رفع المثانى وتعليقها وإمكانية عمل مثل هذه الجراحات بمنظار البطن من ثلاثة ثقوب صغيرة بالبطن واستخدام أشرطة صناعية بدلًا من الأغشية المغلفة للعضلات. وميزة استخدام منظار البطن هى سرعة خروج المريضة من المستشفى بعد حوالى يوم وسرعة عودتها لنشاطها الطبيعى فى خلال أسبوع من الجراحة كما يمكن أيضًا إجراء هذه الجراحات باستخدام منظار مجرى البول والمثانة وعمل فتحتين صغيرتين بالبطن. ويضيف د. مصطفى رزق أن هناك بعض الأساليب الحديثة للمرضى الذين يرفضون إجراء الجراحة لإعتقادهم أن هناك احتمال خطورة بعد إجراء الجراحة من هذه الأساليب محابس بلاستيك موضعية توضع بمعرفة المريض ويتم تغييرها كل 6 - 8 ساعات، كما أنه يمكن تقوية عضلات المحبس البولى بعمل تمارين لعضلة المحبس البولى وتنبيه كهربائى بعمل جلسات يومية لمدة ثلاثة أسابيع وبعدها تكمل المريضة عمل التمارين بنفسها. كما أن هناك عمليات تجرى لقليل من المرضى وهى تركيب محبس بولى صتاعى دائم بمنطقة عنق المثانة وعيب هذه الطريقة هى التكلفة الباهظة لثمن المحبس وحدوث مشاكل ميكانيكية كبيرة فى هذه المحابس. وهكذا نرى أن العلم وجراحات المسالك البولية قد حدث فيه تغييرات جذرية وجوهرية أدت إلى تقدم هائل يفيد مثل هؤلاء المرضى ويقلل من مضاعفات العمليات الجراحية ومن وجود المريض بالمستشفى لفترات طويلة.