تخوض النجمة الكبيرة يسرا تجربة جديدة فى الدراما هذا العام من خلال مسلسل «نكدب لو قلنا مابنحبش» والذى تستعد للمنافسة به فى سباق موسم رمضان جلسنا معها لنتحدث عن تفاصيل هذا العمل وعرجنا من الحديث فى الفن إلى السياسة مرورا بالسينما وملفات عديدة إلى تفاصيل الحوار. * هل تتعمدين أن تتواجدين بمسلسل كل عام فى رمضان؟ ** هذا صحيح، خاصة أن أعلى نسبة مشاهدة تكون فى رمضان وتعودنا أن نجلس كأسرة ونشاهد المسلسلات فى رمضان مثلما كنا نقول زمان «مينفعش رمضان بدون فوازير الآن مينفعش رمضان بدون مسلسلات». * لديك رصيد ضخم من الأعمال التى تحمل قضايا متنوعة ومهمة سواء فى السينما أو التليفزيون فهل تعانين فى البحث عن عمل جديد؟ ** بالتأكيد فكل عام بأكون «شايله» هم كبير بأن أجد عملًا مختلفًا عن الأعمال السابقة التى قدمتها وكل قضايا المجتمع تشغلنى لكننى ضد أن تكون هناك مشكلة معينة فى المجتمع وأتطرق إليها فى العمل وفى وقتها فأنا أحب أن نتعرض لها بعد انتهاء هذه المشكلة أو القضية حتى تتضح الرؤية تماما ويتسنى لنا أن نناقش هذه المسألة بحيادية وبدون تطرف فى الطرح وتتضح كل الأمور. * وما الذى جذبك فى مسلسلك الجديد «نكدب لو قلنا مابنحبش»؟ ** أنا أحب شغل المؤلف تامر حبيب لأنه حالة خاصة جدا فهو إنسان له خصوصية فى التعامل وفى أفكاره ويعرف «إزاى يضفر» المجتمعات بينها وبين بعض ومفرداته سهلة باستثناء مفرداته فى مسلسل «شربات لوز» كانت صعبة جدا على لكننى كنت أحبها لدرجة أنه عندما «تفلت» منى بعض المفردات كنت أصر على أن أعيدها ويطلب منى المخرج خالد مرعى أن أعيدها لأن هذه المفردات كانت هى الشىء «المنور» والمميزة لشخصية شربات لوز. * وما القضية التى يطرحها هذا المسلسل؟ ** قضية العمل تتلخص فى العطاء هل أنت من حقك أن تعطى بدون أن تأخذ أم لا؟ وهل يجوز أن تعيش طوال الوقت تعطى للآخر وهذا الآخر يعتبرك ملكية خاصة بالنسبة له أم لا؟ وفى ذات الوقت هل يجوز للإنسان أن يعطى بدون مقابل أم لا؟ هذه هى القضية الأساسية فى المسلسل من خلال شخصية مريم المرأة المطلقة ولديها ثلاثة أبناء طبعا نشاهد نماذج من شرائح مختلفة بالمجتمع تكون موجودة ربما أنها موجودة تكون فى حياتنا كل يوم وكل هذه النماذج نشاهدها فى المسلسل. * وهل تكرار التعاون مع المؤلف تامر حبيب والمخرجة غادة سليم استثمار لنجاحكما السابق فى مسلسل خاص جدا أم أن المسألة صدفة»؟ ** لابد أن تضع فى اعتبارك عندما تتعامل مع تامر حبيب أو غادة سليم إنك تتعامل مع أشخاص لديهما إحساس بالمسئولية تجاه الفن والمجتمع والناس فلديهما مسئولية ويفكرون ويحبون ويتعبون مثل كل الناس ولديهما درجة عالية ومرهفة جدا من الحساسية ونجاحنا فى مسلسل «خاص جدا» غيرنا استثمره قبلنا مع غادة سليم فى مسلسل «سر علنى» ونجحت جدا وفى ذات الوقت أنا سعيدة الحظ أن أكرر التعاون معهما، لأننا نعيد لحظات عظيمة فى مسلسل «خاص جدا». * هناك من يفسر ظاهرة تكرار العمل بين أبطال أكثر من مسلسل فى أكثر من مسلسل هذا العام بأنها انعكاس للشللية؟ ** ليس لة علاقة بالشللية وغيره من الكلام الفارغ الذى يطلقه النقاد، المسألة أنه من حقنا أن نعمل مع أشخاص نرتاح لهم ونشعر أننا ننتج معًا عملًا مختلفًا، لكن ليس له علاقة بمسألة «الشللية» ثم كل شخص منا يتم توظيفه فى دور مختلف ليس له علاقة بالأدوار السابقة فمثلا مسلسل «خاص جدًا» ليس مثل «شربات لوز» رغم أنهما لكاتب واحد هو تامر حبيب نفس الأمر لشخصية «مريم» فى مسلسلى الجديد مختلفة عن «شربات لوز» تماما ونفس الأمر المؤلف لا يكرر نفسه فى الكتابة ولا المخرج أو المصور. * الملاحظ أن أعمالك الأخيرة مثل «شربات لوز» وفيلم «جيم أوفر» ومسلسلك الحالى تدور فى إطار اجتماعى كوميدى، فهل هذا مقصود؟ ** نعم لأن «مزاج» المصريين فى حاجة إلى الضحك نحن الآن فى حاجة إلى أن نضحك من قلبنا لأننا كمواطنين مصريين نمر بظروف سيئة جدا فى حياتنا وأنا كذلك كمواطنة أمر بظروف سيئة جدا لأن وطنى غير مستقر وبالتالى أنا غير مستقرة وأنت كذلك لا يوجد مواطن حاليا عنده استقرار لا توجد عندنا الرؤية الواضحة بشأن ماذا ستفعل غدا لأن الغد يتغير على حسب الحدث الذى يقع كل لحظة لديك حدث جديد حياتك تتغير حسب تغير الحدث للأسوأ أو الأفضل فأنت مضطر أن تكون داخل هذه الموجة الكبيرة لأنك «مينفعش» تكون خارجها لأنه وطنك فنحن جميعا فى مركب واحد. * وما هى حدود تدخلك فى أعمالك سواء فى إختيار فريق العمل أو تعديل السيناريو؟ ** أتدخل فى كل شىء لكن ليس تدخلا برؤية الديكتاتور، بل التدخل برؤية الصالح العام كلنا بنقرأ أدوارنا ونقرأ السيناريو وكل فنان له ملحوظة على دوره نعدلها وننفذها وفى النهاية هذا يفيد العمل ككل لكننى لا أتدخل بمنطق «أشرب من القللة دى ولا تشرب من هذه القللة» تدخلى لصالح العمل لأنه فى النهاية صالح العمل يرجع لنا نحن كنجاح فعندما ننجح فالنجاح يعود على الكل وليس على يسرا فقط. * الملاحظ أنه فى كل عمل لك تحرصين على تقديم مجموعة من الوجوه الجديدة، فهل هذا مقصود؟ ** بدون شك لأن الوجوه الجديد هى دماء جديدة تضخ فى شرايين الفن والدراما وهذه الوجوه الجديدة تستحق أن تأخذ فرصة حقيقية وهم يثبتون أنفسهم فى كل عمل ويكونون أكثر جدارة من العمل السابق وهذا حقهم علينا نحن كنجوم متواجدين فى الوسط الفنى. * هل توجد مشاكل بينك وبين آل العدل، خاصة أن شركة العدل كانت تنتج لك مسلسلاتك مؤخرًا؟ ** إطلاقا والمنتج جمال العدل له دور عظيم فى حياتى الفنية وانس تماما أى كلام يقال عن وجود خلافات لأنه غير وارد وغير صحيح فجمال العدل جاء لى هنا فى الاستديو ليبارك ويهنأنى على المسلسل الجديد ونحن أرقى من ذلك سواء كنت أنا أو جمال العدل أو أى فنان آخر، لأن الفنان حس مرهف ومن المفروض أن يرقى الفنان بالمشاعر ونحن أرقى من ذلك ونحن لسنا أشخاص «بتاره» أو غدارين لهذه الدرجة وقد لا يكون هناك عمل جمعنا فى الفترة الأخيرة لكن بالتأكيد ستأتى أعمال تجمعنا سويا. * وكيف ترين المشهد السياسى الراهن الذى تعيشه مصر؟ ** رغم أننى لا أحب الحديث فى السياسة لكننى «زعلانة» على وطنى وغير سعيدة بما يحدث فيه ونحن الآن فى فتنة وبالفعل فى بداية حرب أهلية لولا أن الشعب متماسك ويحب بعضه بجد ويعلمون أن عشرته لبعض لا تسمح لشخص غريب أن يتدخل أو عنصر طارد للعلاقات بينهما هذا هو العامل الوحيد الذى يجعل مصر حتى الآن متماسكة وستر الله فوق كل شىء، لكن ما يحدث فى مصر شىء «يحزن» ويقهر أى مواطن مصرى مسيحى أو مسلم وهو شىء غير مقبول بكل معنى الكلمة لأنه «مينفعش» الناس الذين تربيت معهم سواء كانت مسيحية أو مسلمة أصبح غدا عدوًا له أو لها لا يجوز هناك بيننا دم وعشرة وعيش وملح وحياة ومواطنة وكل شىء. * هل ترين أن الثورة المصرية ضلت طريقها أو سرقت من الشباب الذين خرجوا فى الميادين؟ ** الثورة المصرية ليست لها استراتيجية بمعنى عندما تعمل خطوة كبيرة مثل الثورة لابد أن تكون لديك استراتيجية كبيرة جدا للنهوض بوطنك وبدولة بحجم مصر لأن مصر مش دولة صغيرة إنما دولة كبيرة لها تأثيرها إذن فلابد أن تكون دارس وفاهم قوة هذه الدولة جغرافيا وسياسيا وثقافيا واستراتيجيا وحدود الداخل والخارج وكل شىء وماذا يريد منك العدو والدولة ممكن تقدم «إيه» وتتنازل عن «إيه» إذن لو أنت لم تعمل استراتيجى مينفعش إنك تبنى دولة ومينفعش تبنى تاريخ دولة على لحظات حدثت فيها مشاعر حلوة لازم تبنى تاريخ دولتك الجديد باستراتيجية معينة. * هل ترين أن هناك مخططا لتدمير صناعة الفن وكسر رموز الفن من قبل التيارات المتشددة؟ ** «سيبك من الفن بقى» هناك مخطط لتدمير مصر ومصر كل هذا بآثارها وبتاريخها وبفنها بمفكريها وبساستها وأدبائها بقضائها كل مؤسساتها إذن لا تحصر الموضوع فى الفن فقط لا «هناك حاجة بتتنفذ ضد مصر» و«مصر متستهلش كده» حتى من ألد أعدائها! عارف ليه؟ لأنهم استفادوا برضوا من مصر حتى لو أنا عدوتك وأنت استفدت منى مش المفروض أنى استاهل منك الوحش أو السىء اختلف معى لو أردت. * أنت عضو فى جبهة الإبداع ما هو الدور المنتظر منكم لمواجهة طيور الظلام؟ ** الدور ليس علينا كفنانين الدور على كل مواطن مصرى بألا ينضحك عليه ولا يصدق الشعارات فقط وأن يعمل بجد ولا يسمح بأن تدخل الفتن بيننا ولا يستغل أحد ضعفه وحاجته «مش أنا لوحدى ولا أنت لوحدك» بل من أصغر مواطن لأكبر مواطن «احنا لازم نتحد على رأى واحد بأن مصر لا تغرق أن تعود مصر مثلما كانت وأحسن مما كانت فى الخمسينيات والستينيات.