قلت إن ظهور السينما الخليجية على الخريطة السينمائية العربية هو إثراء للحالة وقوة للعرب. والأهم أنها خطوة نحو تحقيق حلم وجود (فيلم عربى) بحق وحقيقى. ... المشاكل التى من الممكن أن تعوق الوصول إلى هذا الهدف تتلخص فى جملة واحدة أو فى جملتين فيهما إجمال (للعُقدة). ... هذه العقدة الشق الأول منها (تعصب المنتج الخليجى والذى قد يتعلق بدافع وطنى تجاه (بلده) فيبدو مقبولا وممدوحاً، وبناء على هذا التعصب تأتى السينما الخليجية منغلقة (على نجوم وموضوعات ومؤلفين ومخرجين وفنيين). كلهم من أهل الخليج وبالطبع يظن من صاغ هذا (الانغلاق) أنه يحقق استقلال التجربة حتى لا يدعى أحد (فى ظنه) دوراً فى نجاح السينما الخليجية، لغير أهل الخليج. وقد يظن أيضاً ان (الانغلاق). مع نجاح السينما الخليجية فى الوصول إلى السوق يفرض على الشارع العربى ثقافة (الخليج) ومن ثم تتوج بلاد الخليج على عرش. (ريادة العرب). .. وللفنان الخليجى كل الحق فى هذا الحلم. لكن الانغلاق بالشكل الذى شرحناه, لن يحقق (الظن المذكور) على العكس تماماً سوف تبقى السينما الخليجية (غريبة) لوقت طويل ويحرمها من النجاح الاسرع (هذا النجاح الذى نؤكد على حدوثة بسرعة لو انفتحت سينما الخليج على نجوم وموضوعات ومؤلفين ومخرجين من كل بلاد العرب). .. يتبقى السؤال. كيف نصل إلى هذا الواقع السينمائى (المنفتح للسينما فى الخليج؟ دون أن يكون (عنصر المال الوفير فى الخليج) عامل استقطاب يفرغ السينمات العربية (المصرية تحديدا) من امكاناتها. .. عندما يذهب المتيمزون فى السينما المصرية للعمل فى سينما الخليج (فى ادوار قد لا تكون رئيسية أو رئيسية). هربا من هبوط الأجور عن مستوى الملايين الذى اعتاد عليه نجوم مصر الحاليون من ربع قرن فات فى السينما المصرية! ... إنشاء كيان نقابى واحد يضم كل السينمائيين العرب من الخليج إلى المحيط هو الحل الأول. إنشاء غرفة لصناعة السينما موحدة تضم كل المنتجين العرب. تلك الخطوة الثانية فى الحل وأما الخطوة الأهم فهى الاتفاق على منظومة أجور واحدة تجعل لا فروق فى الأجر (الذى يعمل فى سينما الخليج أو فى سينما مصر أو سينما المغرب أو لبنان كله يتقاضى أجرا متساويا) .. بعدها قد نملك أن نتكلم عن امكانية إنتاج (فيلم عربى) ينافس عالميا فى المهرجانات الكبرى.