قلبى ينفظر من شدة الحزن عليك ياولدى.. عيناى تذرفان بدلا من الدموع دما.. أنت فى عمر تتفتح فيه الزهور وها أنت زهرة تذبل فى غير موعدها.. قلبى يكاد يتوقف عندما أراك ترقد على سريرك لاحول لك ولا قوة.. أنت ياحبيبى لم تتجاوز السابعة من عمرك.. ومع ذلك تحملت من الآلام ما يزيد ويفيض على عمر رجل تخطى الستين من عمره.. شخت قبل الأوان ماتت ضحكتك الفياضة.. بهتت ابتسامتك.. كتب عليك أن تصفر وتذبل قبل الأوان.. كتب عليك أن تعيش طفولتك بين ردهات المستشفى وغرف العلاج.. «رفيع بك» كما أسماه أبوه.. فهو من أحد النجوع التابعة لقرية من قرى محافظة سوهاج الأب تأثر بشخصية ممدوح عبد العليم بالمسلسل وتمنى أن يكبر ابنه ويكون مثله قوى الشخصية ولذلك أطلق عليه اسم «رفيع» كان الطفل الصغير يلعب ويلهو ويجرى ويشع المبهجة والفرحة بين إخوته الست مرة واحدة وبدون سابق انذار يصاب بصداع وآلام فى جسده تكاد تفتك به.. يبكى.. يصرخ.. يضع كلتا يديه على بطنه... الأم تأخذه بين أحضانها تربت على ظهره.. تحاول أن ترضيه فهى لا تعلم ما يشعر به أو ما يدور وينمو داخل جسده الضعيف.. ظل أياما يبكى ويتأوه ويبكى من الآلام.. شعرت بالضيق والحزن والخوف يعتصر قلبها.. لاتنام ليلا لأنها تضرب أخماسها فى أسداسها.. وتتساءل ماذا أصاب الولد.. وكيف تساعده؟.. كان الجواب من الأهل أنه يحتاج بعض المشروبات الساخنة وفعلت ما أمرت به فى محاولة لتخفيف آلام طفلها.. ولكن آلامه كما هى طلب الأب حمل الطفل إلى الطبيب ولكن العين بصيرة واليد قصيرة.. فهو يعمل بإحدى المزارع السمكية ودخله لا يتعدى 255 جنيها شهريا وما يكسبه يكفى احتياجاتهم بالكاد.. طلب منها أن تنتظر يومين وتواصل ما بدأته من تقديم المشروبات والأعشاب الطبيعية الساخنة وأكد لها أن الله سوف يأخذ بيد الطفل ويمتثل للشفاء ولكن فى هذه الليلة بالذات كانت آهات «رفيع» يسمعها الجيران فى النجع كله وهنا اضطر الأب إلى حمل طفله إلى المستشفى بعد تزايد الأعراض وعدم قدرة الطفل على تحمل الألام.. قام الأطباء بفحصه وإجراء أشعة وتحاليل وظهر مالم يكن فى الحسبان.. الطفل مصاب بورم سرطانى بالعقدة العصبية.. الأب لم يكن يعلم ما معنى هذه الجملة التى خرجت من فم الطبيب.. لم يدرك معناها وسأل كيف يصاب طفل فى عمر «رفيع» بهذا المرض ولكنه لم يجد اجابة سوى أنه أمر الله.. أما الأم فقد أصابها الذهول بفقدان السمع والكلام.. جلست تنظر للطبيب ولم تفق إلا عندما طلب الطبيب منهما اصطحاب طفلهما إلى القاهرة حيث المعهد القومى للأورام فهناك سيجد الأجهزة المتقدمة وطرق العلاج الحديثة غير المتوافرة فى المستشفى العام بالمحافظة.. تساقطت الدموع كالشلال لم تنم الأسرة ليلتها.. مع الصباح اصطحب الأب الابن وأمه إلى القاهرة وبدأ مشوار العذاب وكانت رحلة حزينة فالطفل مصاب بورم سرطانى بالعقدة العصبية ويحتاج إلى الخضوع لجلسات كيماوى واشعاعى وذلك حتى يمنع الأطباء انتشار المرض فى باقى أجزاء الجسم الضعيف.. شهور طويلة والأم والأب يحملان الطفل المسكين من قريتهم إلى القاهرة وبالعكس وأصبح غير قادر على تحمل تكاليف المرض بخلاف احتياجات الأسرة وتكاليف السفر من وإلى المعهد القومى للأورام الذى يتلقى الابن به العلاج.. أرسلت الأم تطلب المساعدة فهل من مجيب؟ من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.