أقام الطلاب الراسبون فى امتحان نصف العام الأول بكلية آداب الإسكندرية ائتلافًا بينهم يدافع عن حقهم المفقود نتيجة عدم العدالة فى تصحيح أوراق الاجابات عن أسئلة الامتحان.. كما يدعون. وتعبير الائتلاف ظهر بجلاء بعد ثورة 25 يناير على غرار ائتلاف شباب الثورة وائتلاف أحزاب المعارضة.وكلمة الائتلاف تعنى التجمع المنظم لمن يتوافقون سياسيًا أو اجتماعيًا أواقتصاديًا أو فكريا. وهو يختلف عن تعبير الرابطة والجمعية والحزب فى أنه تجمع بلا مقر ولا هيكل تنظيمى ولا كوادر وائتلاف الطلاب الراسبون اعترضوا على نتيجة امتحان التيرم الأول وهذا حقه هؤلاء الطلاب الدستورى والإنسانى والقانونى ولكن حدث أن اندس بينهم طرف غريب وهو نفس الطرف الثالث فى أى قضية أو حادثة غامضة والمعروف باسم اللهو الخفى. وتردد أن الطلاب الراسبين فى كليات التجارة والتربية والحقوق فى امتحان نصف العام الأول انضموا إلى زملائهم الراسبين فى كلية الآداب على اعتبار أنهم زملاء فى ذات الوجعة والمحنة وتظلمًا من بعض أساتذة الجامعة المتشددين والذين يضعون أسئلة صعبة فى امتحاناتهم. وكذلك الحال فى مراجعة وتصحيح الأسئلة وأنهم لا يراعون الرأفة والرحمة - كما يرى الطلاب الراسبون - المهم أن هؤلاء الطلاب الراسبين تجمعوا من 4 كليات فى مبنى المجمع النظرى فى الشاطبى والذى يقع على مساحة ثلاثين فدانا تقريبًا وأخذوا يهتفون ضد الأساتذة المتشددين وتعالى هتافهم فى صيحات مدوية وتركزوا فى محيط كلية الآداب على وجه التحديد. وحاول هؤلاء الراسبون فى غمرة حماسهم وغضبهم أن يحطموا بعض الأجزاء الظاهرة من سيارات الأساتذة ويخبطون عليها بأيديهم بعنف شديد لولا بعض العقلاء الراشدين الذين حذروا زملاءهم من عواقب أفعال العنف والتدمير واستجابت الغالبية العظمى منهم لذلك التحذير. والتقى الدكتور أشرف فراج عميد كلية الآداب بعدد من رموز ائتلاف الطلاب الراسبين وتعامل معهم بهدوء وعقلانية وانصت إلى شكواهم فى روية ووعدهم ببحث الأزمة وعلى الفور أحال المشكلة إلى مجلس الكلية الذى قرر تشكيل لجنة تقصى حقائق تضم عدة عمداء سابقين للكلية برئاسة الدكتور فتحى أبو عيانة لبحث مشكلة الطلاب الراسبين وفحص السيديهات وصور التظاهرات التى قام بها هؤلاء الطلاب وتحديد تبعيتهم للكلية ومحاولة معرفة تبعية وكينونة الطلاب المندسين بينهم على أن تقوم لجنة تقصى حقائق الكلية بوضع تقريرها النهائى عن تظاهرة الطلاب الراسبين خلال شهر وعرض نتائج التقرير على مجلس الكلية فى اجتماعه القادم لاتخاذ الاجراءات اللازمة طبقا للوائح ونظام الجامعة وتحديد عناصر المسئولية ومعرفة سبب الأزمة وتبعية العناصر المندسة بين الطلاب. وفى المحصلة النهائية فإن تظاهرة ائتلاف الطلاب الراسبين تعكس حالة التردى فى مجتمعنا وهبوط معايير احترام ووقار المعلم سواء كان استاذًا جامعيًا أو مدرسًا للتعليم الابتدائى أو الإعدادى أوالثانوى. وتجعلنا نأسف على قول شاعرنا العظيم الراحل أحمد شوقى الذى شبه المعلم بالرسول. كما يؤكد ائتلاف الطلاب الراسبين أن ثورة 25 يناير أظهرت أسوأ ما فى خفايا وبطون المصريين من فوضى وتردى وعدم احترام للقانون ومعايير العدل والتقدم والإنسانية . والعلم والأخلاق.