منطقة كاترين الموجودة فى وادى الراحة بجنوبسيناء هى الأرض المقدسة التى تجتمع فيها مزارات الأديان السماوية الثلاثة (الإسلامية والمسيحية واليهودية).. ففيها جبل موسى والذى اتخذ عدة أسماء أخرى هى جبل الطور وجبل المناجاة وجبل دكا وهو أحد المزارات اليهودية فى منطقة كاترين ويصعد إلى قمته السياح لمشاهدة شروق الشمس إذا صعدوه ليلا وغروبها إذا صعدوه بعد الظهر. وفى كاترين أيضًا من الآثار اليهودية بئر موسى عليه السلام وشجرة العليق التى ظلت خضراء طوال العام.. ولحمايتها من عبث بعض السياح، تم وضع سور خشبى يسمح برؤيتها دون مسها. وفى هذه المنطقة الساحرة أيضًا دير القديسة كاترين التى عاشت فى الإسكندرية يهودية ثم دخلت المسيحية فقتلوها فى فترة الاضطهاد المسيحى، وتم تجميع جثتها بعيدًا حيث هذا المكان الذى تسجى فيه والذى يسمى دير سانت كاترين وتقوم الكنائس الأوروبية، خاصة الجورجية والأرمينية برعاية الدير وإقامة القداس وتقديم المعلومات لمن يريد مع وجود متحف مسيحى من عصور مختلفة ونسخ قديمة من العهد القديم (التوراة) والجديد (الإنجيل). وأخيرًا من الآثار الإسلامية هنا المسجد الإسلامى الذى بنى فى عهد الحاكم بأمر الله ليكون مصلى لأفراد الحامية الإسلامية للدير ورهبانه من اللصوص وقطاع الطرق.. وترتفع المئذنتان (الإسلامية والمسيحية) فى عناق أبدى يشهد على عمق التسامح الإسلامى مع أقباط مصر. والمهرجانات الفنية تقام فى مناسبات عدة عند دير كاترين ووادى الراحة كان آخرها مهرجان جمعية الوادى المقدس لقبيلة جباليا لدعم وتنشيط السياحة للمنطقة. وفى هذا التجمع ألقى محافظ جنوبسيناء كلمة أكد فيها على ضرورة تكاتف الجهود لإعادة الحركة السياحية إلى دير سانت كاترين، مشيرًا إلى تنوع المقومات السياحية لأرض الكنانة من دينية وجبلية وشاطئية وترفيهية وغيرها.. وستنشط كما قال إذا ما توافر الأمن بشكل كامل لينعم السائح بزيارته والبدوى بعائد السياحة عليه. احترام الأديان من جانبه أشار ممثل الدير الكنسى بكاترين إلى أن حماية المسلمين لرهبان الدير فى الماضى هو دليل قوى على تسامح الشعب المصرى واحترامه لكافة الأديان السماوية، مطالبًا المسئولين بتحقيق بعض المطالب لسكان المنطقة ومنها تقوية شبكات الهاتف المحمول، والمياه والكهرباء، وتوفير عدد من الوظائف للشباب المتعطلين، إضافة إلى العمل على إعادة الأمن الكامل لإعادة الحركة السياحية للمنطقة. وتحدثت الناشطة الحقوقية عصمت الميرغنى عن التعايش الآمن بين المسئولين وأهالى المنطقة لتحقيق الحد الأدنى لحياة كريمة مثلهم كبقية المصريين. وعن وادى فيران المؤدى للدير قال أحمد الجراشى شيخ المنطقة إن الوادى يحتوى على كثير من المزارات المسيحية ومنها دير الراهبات سنة 1850 وجبل البنات مما يؤكد احتواء الأخوة الأقباط وحمايتهم من الخارجين على القانون، ولا يتعدى سكان فيران ال 6000 فرد يعملون فى الرعى وزراعة بعض الأعشاب والتجارة وكانوا يعتمدون على السياحة من القاهرة للدير وعلى سياحة السفارى فى وادى فيران والتى انقطعت بسبب الانفلات الأمنى كما توجه إلينا اتهامات بخطف سياح أجانب وطلب فدية للإفراج عنهم. ولا شك أن توقف الحركة السياحية بوادى فيران ووادى الراحة قد جاءت بالسلب على السكان ولذلك – كما يقول سليمان الجبالى زعيم قبيلة الجبالى – ننظم المهرجانات الفنية وندعو إليها الإعلام والمسئولين لإبراز المنطقة أمام العالم وبعث رسائل اطمئنان للسائحين لزيارة المنطقة دون خوف.. وعلى المسئولين الأمنيين توفير الحد الأقصى من الأمن للمنطقة ويطالب بالدعم المادى والمعنوى للسكان بتوفير الحد الأدنى لحياة بسيطة.. وعودة سياحة السفارى ووضع المنطقة كمحمية طبيعية لما بها من آثار وأعشاب وصخور من عصور سحيقة تتعرض للهلاك. ومن جانبه أرسل اللواء أحمد حامد مساعد فرقة نويبع برسالة اطمئنان لسكان وادى فيران ووادى الراحة والسياح القادمين إلى سانت كاترين من طريقهما بأن الداخلية تحشد ما لديها من إمكانات لتوفير الأمن اللازم على الطرق الصحراوية فى شمال وجنوبسيناء وستضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه زعزعة استقرار السكان البدو والسياح.. وما حدث من خطف لبعض السياح الأجانب ما هى إلا محاولات فردية سرعان ما تم حلها وأفرج عن المحتجزين الأجانب لدى العربان.. الذين يريدون من وراء ذلك إرسال مطالبهم والتى تعمل الدولة على تحقيقها وعليهم جميعًا الصبر لتحقيق ما يريدون. تكثيف التواجد الأمنى وعن إعادة النشاط السياحى المفقود إلى منطقة وادى الراحة وفيران قال محمد هشام سليم أمين عام جمعية الوادى المقدس لسانت كاترين إن الجمعية لا تألوا جهدًا فى إعادة النشاط السياحى المفقود فى المنطقة وتقيم المهرجانات الفنية لإبراز المنطقة للعالم كمقصد سياحى مهم وتطالب المسئولين بالدولة بتكثيف التواجد الأمنى حتى يشعر السياح بالأمان فى رحلتى الذهاب والعودة للدير.. بما يعود على سكان الوادى والدير بالخير والاستقرار من عودة السياحة إليهم.