اعترافا منهم وتقديرا لعطائه الطبى والسياسى حرص عدد كبير من رجال الفكر والثقافة والفن والإبداع على المشاركة فى الحفل الذى نظمه مركز إعداد القادة بالعجوزة لتكريم رائد زراعة الكلى فى مصر والشرق الأوسط الدكتور محمد غنيم بمناسبة مرور ثلاثين عاما على أنشأ مركز زراعة الكلى بالمنصورة والاحتفال أيضًا بعيد ميلاد الرجل الذى إنشاء هذا الصرح الكبير. بدأ اللقاء بمحاضرة مركزة استعرض فيها الدكتور محمد غنيم المراحل التاريخية المهمة التى مر بها المركز منذ النشأة فى مايو عام 1983 وحتى اليوم بعد ذلك تطرق للمشهد السياسى الراهن وطالب كل الأطياف السياسية بالحفاظ على سلمية العمل الثورى ونبذ العنف. ثم تطرق غنيم لموقف طريف حدث له مع الرئيس الراحل أنور السادات حيث قال فى عام 1978 جاء الرئيس السادات إلى مدينة المنصورة. وقام بزيارة قسم الكلى بالمستشفى الجامعى وكنت أشرف عليه فى هذا الوقت وشاهد الطفرة الملحوظة فى عمليات الكلى ففوجئت به بحماس شديد يبلغنى بأنه سيقوم بتعيينى مستشارا طبيا له وحدد لى موعدا للقائه فى استراحة القناطر لنتحدث عن طبيعة العمل فذهبت وانا فى ضيق شديد لاننى لا أحب ولا أرغب فى أن أقترب من السلطة وعندما استفسرت منه عن سبب اختياره لى تبددت كل مخاوفى لانه فاجأنىباجابة غريبة قائلا هو انا يا ابنى محتاج دكاترة أنا بس عايزك كتطبع كارت وتكتب عليه المستشار الطبى لرئيس الجمهورية علشان حالك يمشى وتذلل امامك كل العقبات ضحكت وايقنت ان كلام الرئيس لى يعد دليلا على إحساسه بالبيروقراطية التى يعانى منها المصريون. بعد ذلك جاءت كلمات عدد كبير من المتحدثين لتشكل خليطا بين عبارات الثناء والتقدير للقامة الطبية العظيمة والحديث عن الثورة ودوره الفاعل فيها. ومن بعض هذه الكلمات قال المخرج الكبير خالد يوسف: إن بداخل العالم محمد غنيم يوجد فنان متذوق لجميع انواع الفنون ومن الصعب أن تجد عالما ليس بداخله فنان وعلى المستوى السياسى هو اختصار للوطنية المصرية الجامعة وهو التعبير الحقيقى عن ثورة 25 يناير. وقد كان باستطاعته أن يملأ خزائنه من الذهب من أجور العمليات التى أجراها على مدار 30 عامًا، ولكنه فضل أن يكسب حب المصريين. وفى كلمته قال الدكتور محمد أبو الغار إن محمد غنيم ليس طبيبا بارعاً فقط، إنما هو بناء ومخترع ومشجع حقيقى للبحث العلمىفى مصر وأساتذة الطب فى العديد من دول العالم يحضرون إلى مصر خصيصا للتعلم منه. ومن جانبه اكد الروائى الكبير علاء الأسوانى اننا حين نكرم الدكتور محمد غنيم، فإننا نكرم مصر والثورة، لأنه كان دائما رمزا للثورة بمفهومها الإنسانى لأن الثورة بالأساس تغيير إنسانى يؤدى إلى نتائج سياسية. وأشار إلى أن غنيم وهو القامة المصرية الكبيرة جدا لم تقدره الدولة ولم يأخذ التكريم الذى يستحقه ويكفى أن هذا الرجل وضع مصر على خريطة الجراحة العالمية مرة أخرى بعد عقود من الانقطاع وتجربته فى مركز الكلى تعد واحدة من أنجح التجارب المصرية على الاطلاق وأضاف أن الدكتور غنيم هذا الرجل الذى خاصم السلطه وخاصمته وشخصيته الثورية تتجلى منذ الصغر عندما ذهب إلى مكان لا يرضى كثيرون أن يذهبوا اليه وغالبا ما نجد اطباء من محافظات مصر يسعون إلى الإقامة والعمل فى العاصمة ونجده هو قد سار فى الاتجاه العكسى وبدأ بمشروع بسيط ومتواضع جدا وبالإخلاص والاصرار انجز هذا الصرح الكبير وقد كان من الممكن أن يجنى أموالا وثروات هائلة لو مارس الطب فى القاهرة ولكن طبيعته الثورية جعلته يهتم بمن يحتاج العلاج وينقصه المال. وتنتهى بعدها فعاليات الحفل بفقرة فنية شارك فيها الفنان إيمان البحر درويش والفنانة عزة بلبع.