للكاريكاتير دور بارز فى القضايا العمالية التى شهدتها مصر خلال الأعوام الخمسة الاخيرة . «الكاريكاتير هو فن التأثير فى الناس» هذا ما يؤكده فنان الكاريكاتير المصرى جمعة فرحات، مضيفا أن رسام الكاريكاتير لم يعد مجرد ناقل للفكرة الساخرة، بل تحول إلى صانع لها، بالريشة والقلم والرصد والمعايشة. واعتبر أنه من الأفضل لفنان الكاريكاتير ألا يكون سياسيا حزبيا، حتى لا يتقولب ويتجمد فكره فى تيار بعينه، بل يجب أن تكون لديه حرية مطلقة فى التفكير والتعبير والإبداع. وتناول فرحات حيث كان الرقيب على الصحف فى العهود السابقة يضع قائمة طويلة من المحظورات السياسية، ولكن الفنان كان أكثر ثقافة ووعيا وذكاء، فيتحايل على ذلك بالرمزية. وأعرب عن تفاؤله بسبب وجود فنانين موهوبين -وإن كان ينقصهم الخبرة والثقافة الموسوعية - لأنهم لم يتربوا فى حضن مدارس فنية مثل جيل الكبار، ويستبشر بمستقبل فن الكاريكاتير فى مصر بفضل المواهب التى أتاحتها الجرائد المستقلة ومواقع الشبكة العنكبوتية. وأشار إلى أن هذا الفن يرتبط باسم الفنان الذى يحترف أسلوبه الخاص به، وبالتالى فإن على الفنان الموهوب فطريا بخفة الظل والسخرية والفكر أن يكمل ذلك بتعلم الرسم، والثقافة الموسوعية والوعى بالشأن الدولى والمحلي، لافتا إلى تزايد مساحة الحرية المتاحة والمقتنصة فى العالم العربي. ويضيف حسن فاروق حسن رسام كاريكاتير بجريدة العربى الناصرى كان لزاما على كل من يمتلك صوتا أو قلما أو ريشة أن يقاوم هذا الظلم وهذا الفساد والإفساد، وفى حالتنا هنا فإن فن الكاريكاتير كان من أهم أدوات المقاومة، حيث إنه فن السخرية وكشف الفساد، فن يلخص كلمات كثيرة تكتب فى مقالات بطريقة مبسطة يحبها الشعب، يشرح ويبسط وينور الأفكار فيكشف زيف الحاكم ويدافع عن المقهورين من أبناء هذا البلد ففى هذا الكاريكاتير ترى فى المشهد مواطنا يقف ويمسك فى يده مطالب الشعب ولكن المسئول خلع أذنيه حتى لا يسمعه , مطلب آخر من مطالب الثورة يتجسد فى هذا العمل حيث يجلس مواطن معدم على مائدة المفاوضات مع رئيس الوزراء يتوسل إليه زيادة الأجور فى حين يجلس أمامة المسئول يتلاعب به وبمشاعره ويظهر له فى العلن ما يبطن له فى الخفاء من كره وحقد ويريد أن يتخلص منه فهو يمسك بمسدس من تحت المائدة. وهكذا يتضح أن الكاريكاتير كان أحد عناصر المقاومة وتحقيق مطالب الشعب من خلال فضح الأنظمة الديكتاتورية المستبدة والإطاحة بها ويؤكد فنان الكاريكاتير سمير عبد الغنى أن الكاريكاتير لعب دورا عظيما فى هذه الثورة وكان لة السبق فى التعبير عن أحلام البسطاء من الناس.. وقد استطاع أن يشحن الناس ضد الفساد والفاسدين ويعريهم حتى قام الابطال بالثورة.. ورفع الشباب لافتات ساخرة ورسوم كاريكاتورية لمدة 18 يوم هى عمر الثورة حتى تنحى مبارك عن الحكم...ولايزال الرسم الكاريكاتورى يلعب نفس الدور ويطالب بالحقوق والعدل للفئة المهمشة وهى فئة العمال البسطاء الذين طالبت الثورة بتحقيق أمانيهم لكن دون جدوى حتى الآن.