إذا صادفك أن رأيت إنسانًا ما يخطئ ونصحته ووجهته إلى الصواب قال لك أنا حر، وما يحدث هذه الأيام فى مصرنا العزيزة من حرق وتخريب وفوضى بدعوى الحرية ليس من الإسلام فى شىء فالنبىصلى الله عليه وسلم علمنا أن كل المسلم على المسلم حرام ماله ودمه وعرضه، إذن فما يحدث من سلب ونهب وقتل وحرق وتخريب حرام تبعا لقول الرسولصلى الله عليه وسلم لذلك لا ضرر ولا ضرار فى الإسلام، فللإنسان حرية العقيدة وحرية العمل وحرية الفكر وحرية الرأى ولكن فى حيز « أنت حر مالم تضر» فلا تضر نفسك بإهلاكها ولا الإضرار بها أيا كان هذا الإضرار، ولا تضر غيرك. فالإسلام يضرب بشدة على يد الظالم، ومن يريد إلحاق الضرر بالآخرين، فأفعل ما شئت طبقًا ل أنت حر مالم تضر» فأنت حر فى شئونك وأمورك فى ذهابك ومجيئك وسفرك وعلاقتك داخل حدود « أنت حر مالم تضر» فى حدود السلوك الإسلامى والشرع الإلهى والسنة المحمدية. والشرع يبين لنا أن هناك أمورًا واجبة وأمورًا مستحبة وأمورًا مكروهه وأمورًا محرمة. ولو نظرنا إلى القرون الوسطى التى كان الواحد فى أوروبا يقتل لمجرد إبداء رأيه فى أى شىء لا علاقة له بالدين، علمًا كان أو دنيا، فقتلوا من قال بكروية الأرض لكن هل أوامر الإسلام ونواهيه قيود على الحريات كما يدعى الغرب؟ فها هو ذا النبى صلى الله عليه وسلم يقول «إذا أمرتكم بشىء فأتو منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شىء فانتهوا». والله تعالى يقول:( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ )فالإسلام المتمثل فى القرآن والسنة يهدى ويرسم الطريق للنجاة فى الدنيا والآخرة مع إعطاء حرية العقيدة (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ).حرية كاملة فى الإعتقاد «فمن يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها» ومن سار وراء المبادئ الهدامة فقد خسر الدنيا والآخرة. رزقنا الله الهداية والحرية بلا ضرر ولا ضرار.