مارس المصريون لعبة كرة القدم عن طريق مباريات نظمت بينهم وبين فرق الاحتلال البريطانى لمصر عام 1882. ثم نظمت مسابقة بين طلبة المدارس فى مارس 1914 عن طريق النادى الأهلى على كأس أحمد حشمت باشا ناظر المعارف واستمرت هذه البطولة من وقت إقامتها حتى عام 1932 مما ساعد على انتشار اللعبة فى مصر. وتوقفت البطولة عام 1919 لقيام ثورة سعد زغلول، و 5 مايو 1916 لعب أول فريق مصرى ضد قوات الاحتلال البريطانى خسر 2/4 وبدأت الكرة المصرية بشكل رسمى فى أواخر 1921 وتم تشكيل الاتحاد المصرى لكرة القدم برئاسة جعفر والى باشا. وفى 18 أكتوبر 1922 قررت الإدارة العليا للاتحاد وضع شروط قبول الأندية والهيئات فى عضوية الاتحاد وشكلت إدارة لوضع لائحة مسابقة كأس التفوق المصرى ومنح شهادة الدبلوم للنادى الفائز. وبعد ذلك انضم الاتحاد للفيفا عام 1923 والاتحاد الأفريقى عام 1957. تم إنشاء مقر الاتحاد الحالى (المحترق) على يد المشير عبدالحكيم عامررئيس اتحاد الكرة آنذاك عام 1960 حيث كان مقر الاتحاد قديما بشارع الشواربى رقم 8 الممتد بين شارعى قصر النيل وعبدالخالق ثروت وهو مقر منطقة القاهرة فى وقتنا الحالى وكان رئيس الاتحاد دائمًا من القاهرة والوكيلان أحدهما من الوجه البحرى والآخر من القبلى. أرض مبنى اتحاد الكرة الذى يزيد عمره على الستين عامًا هى جزء من أرض النادى الأهلى تبرع بها الأخير لصالح الاتحاد من أجل إقامة اتحاد للكرة عليه وتخضع حاليًا لإشراف وزارة الآثار. أعيد ترميم الاتحاد أيام اللواء فاروق أبو العز والمهندس حسن عبدون ووضع التصميمات وأشرف على التنفيذ المهندس هشام عزمى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة آنذاك ولم يتقاضَ مليمًا واحدًا. جزء من مبنى الاتحاد المحترق كان مخصصًا للاتحاد الأفريقى (الكاف). توالى العديد من الأسماء الرنانة لرئاسة اتحاد الكرة حيث كان أول رئيس لاتحاد الكرة هو جعفر والى باشا والمشير عبد الحكيم عامر. فى البداية انهمرت دموع المهندس هشام عزمى عضو مجلس اتحاد الكرة السابق ومصمم الأعمال الهندسية لمبنى اتحاد الكرة المحترق معربًا عن حزنه الشديد لما يحدث ويدور فى البلاد من أعمال عنف وتخريب من جميع المجالات بشكل عام والرياضة بصفة خاصة. مضيفًا أن حجم حزنه على احتراق مبنى اتحاد الكرة جزء لا يتجزأ من همه الأكبر على مصر. وأوضح عزمى أن مبنى الاتحاد الكائن بشارع رقم خمسة بالجبلاية بمثابة رمز وتاريخ لأسر الرياضة يعتز به الجميع حيث اختلف واتفق جميع من اجتمع فيه بغض النظر عن الشخصيات المختلفة التى مرت على الاتحاد مبديًا اعتزازه بهذا المبنى وانتماءه لاتحاد الكرة كعضو مجلس إدارة لفترة دامت 12 عامًا فى عهد اللواء الدهشورى حرب رئيس الاتحاد الأسبق قائلًا يكفينا شرفًا أننا جلسنا على نفس هذه المقاعد التى جلس عليها عمالقة كرة القدم وكبار الشخصيات العامة والقيادات المشهود لها بالكفاءة أمثال محمد حلمى زامورا والنائب محمد نور ونور الدالى فضلًا عن الصور التاريخية التى لا تقدر بثمن أيام ما كانت كرة القدم أهم بكثير من الوقت الحالى. وقال عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق إنه من أكثر الناس تأثرًا لاحتراق مبنى تاريخى يعد تراثًا رياضيًا حيث روى عزمى قصة بناء هذا المبنى كونه مهندسًا معماريًا وذلك عندما تطوع برسم تصميمات هندسية كاملة لاتحاد الكرة من الداخل سواء قاعات المؤتمرات أو غرفة الاجتماعات بجانب المكاتب والسلالم بالإضافة إلى إشرافه على تنفيذ جميع التصميمات مبديًا حزنه وألمه الشديد عندما يشاهد احتراق هذا المبنى وسرقة جميع مقتنياته على الفضائيات مضيفًا أن نقطة عرق واحدة بذلت فى هذا العمل لا تساوى دمعة حزن على الحال الذى وصلت إليه البلد حاليًا!. وطالب أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة بأن يحددوا مدى صلاحية المبنى إنشائيًا من خلال انتداب لجنة هندسية تعاين المبنى وتقدم اقتراحات حول كيفية عودته أو إزالته مع العلم أنه قد تكون إعادة ترميمه من جديد أكثر تكلفة من إزالته وإنشاء مبنى جديد. وفى الوقت نفسه أعرب اللواء الدهشورى حرب رئيس اتحاد الكرة الأسبق عن حزنه الشديد لقيام الجماهير بتدمير وسرقة تراث مصر الرياضى ومقتنيات اتحاد الكرة التى تعد ملكا للشعب المصرى وليست لأشخاص بما فيها من تاريخ مصور وكؤوس وميداليات البطولات التى حصدتها المنتخبات. مؤكدًا أنه لا يمكن تعويض الخسائر الحقيقية لحرق اتحاد الكرة كونه يمثل التراث الكروى لمصر الذى لا يقدر بثمن.