إذا كنت تتمنى زوال نعمة أنعمها الله على إنسان، أو كنت تغضب إذا أكرم الله إنسانًا، وتغضب إذا رأيت إنسانًا حاله حسن، فأنت حسود، والحسد هو أول معصية وقعت من الخلق فى صورتين من العدو اللدود للإنسان إبليس - لعنه الله - عندما حسد آدم فوسوس له حتى أخرجه من الجنة، ومن قابيل لهابيل عندما تقبل الله صدقة هابيل فقتل قابيل هابيل بسبب الحسد، فالحاسد إما شيطان، وإما قاتل مثل قابيل، ويقول الشيخ الشعراوى - رحمه الله - إن هناك شعاعاً يخرج من الشىء المرئى إلى العائن. الحاسد فينعكس إلى المرئى، فكل واحد منا له تلك الخاصية ولكن الإيمان يمنع هذه الوصمة. ولكن ليس من الحسد أن تتمنى أن يكون لك مثل ما عند الناس دون زوالها منهم، بل تدعو لهم بالبركة فى النعم التى أنعم الله بها عليهم. والحسد ليس من صفات المؤمن فقد بيّن النبى صلى الله عليه وسلم: «لا يجتمع فى جوف عبد الإيمان والحسد» وقد حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:. «إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. وقد يحسد الإنسان ولا يدرى ويكون أثر ذلك أعراض عضوية مهما ذهب إلى الطبيب فلا يشفى منها مثل آلام المفاصل والأرق والشحوب والتقرحات، وقلة الشهية والهزال والخمول والخمود. وهناك أعرض معنوية مثل النفور من الأهل والبيت والمجتمع وكراهية الدراسة بدون سبب ظاهر، وكراهية الذهاب إلى الكلية أو المدرسة أو العمل، والصدود عن العلم ومذاكرته وتحصيله والانطواء والبُعد عن الناس والضيق والزهق وفى المال أن ترتبك أحول المحسود المالية بعد صلاح حاله. وعلاج الحسد يكمن فى التقوى والصبر، والقيام بالواجبات والحقوق التى على المحسود تجاه الآخرين، وإفشاء السلام والبُعد عن كل أسباب الحسد الماضية. وقراءة القرآن من المحسود والحاسد، تذكر الحساب يوم القيامة، دعاء الحاسد بالبركة عندما يرى أية نعمة، صرف النظر بعيدا عن المحسودات قدر المستطاع أو يقول:. بسم الله ما شاء الله.