لست أدرى من المسئول عن تنظيم تحركات السيد أحمدى نجاد رئيس إيران فى القاهرة وزيارته للأزهر أو أضرحة آل البيت، بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة الإسلامية فقد صبت كلها فى مصلحة السيد نجاد، دون الالتفات للمصالح المصرية ! هل كان المطلوب أن يبدو الأمر كما لو أنه ليس هناك عقود من التباعد المصرى الإيرانى منذ عهد الرئيس السادات وحتى شهور قليلة مضت ؟ الكل يعلم أن هذا غير صحيح خصوصا أن التباعد لم يكن على مستوى الحكومات فقط ، وإنما على مستوى الشعوب أيضًا، والدليل على ذلك انه منذ شهور قليلة سافر إلى إيران وفد من الفنانين المصريين كان هزيل المستوى ، كما دعت إيران عددًا من أسر شهداء الثورة لم يقدموا أو يؤخروا شيئا! أو ربما رأت الدولة المصرية أن التقارب المصرى الإيرانى قد يعوض ما كان مأمولا من التقارب المصرى التركى الذى استفادت منه تركيا أكثر كثيرا مما حقق إفادة لمصر، ومع الوقت بدا الأمر محرجا خاصة حين تبرأ رئيس الوزراء التركى من تسمية حزبه بحزب إسلامى وأكد على خلفية حزبه العلمانية، التى مازال البعض مصرا على أن يقرنها كذبا بالإلحاد! أو ربما رأى البعض أن هذا نوع من رد الاعتبار أمام دول الخليج التى تحولت من المساندة والدعم لمصر إلى تبريد العلاقات بالتدريج حتى أصبحت تقترب من الجمود، و بدلا من العمل على توطيد العلاقات المصرية العربية، جرى العمل على توطيد العلاقات المصرية الإيرانية! لكن إلى متى سنظل وسيلة للدعاية والاستغلال دون أن نتنبه إلى قيمتنا وقدرنا الهائلين حتى وإن كنا نعانى الكثير من المشاكل؟ فالسيد أحمدى نجاد مثله مثل أى رئيس وفد إسلامى آخر من واجبنا استقباله كرئيس وفد دولة إسلامية، لكن أن يطأ الأزهر ليرفع فيه إصبعيه علامة النصر فى معية شيخ الأزهر، بدون أى كياسة، أو يتجول فى أحياء القاهرة وهو رئيس الدولة التى ظلت تهلل لقتلة رئيس مصر البطل أنور السادات، وأن نؤزم علاقتنا بدول الخليج أكثر مما هى مأزومة فهذا أمر مستغرب خاصة أن الفائدة ستعود حتما على إيران لكنها لن تؤثر أبدا على المصريين، الذين يعرفون قدر الرئيس السادات أولا، وينفرون من التشدد الإيرانى منذ عهد الخومينى وحتى الآن، ويدينون المساندة الإيرانية للمذابح السورية ثالثا، ويجرِّمون الإساءات التى يتعرض لها آلِ البيت على يد الشيعة رابعا، وبالتالى كان على من نظموا تلك الزيارة أن يجعلوها فى أضيق الحدود! المهم أن هذا الذى سمح بتجول نجاد فى ضواحى القاهرة مزهوا بنفسه لم يستطع أن يمنع تلك الإهانة التى تعرض لها الرئيس الإيرانى لدى خروجه من مسجد الحسين، ولم يستطع أن يحميه من غضب الناس على باب مشيخة الأزهر، وهو بالتأكيد لن يساعده على إقناع المصريين بأن يضحوا بأشقاء عرب من أجل رجل يساند قتلة الشعب السورى الشقيق!