يعمل بدأب على توطيد العلاقات المصرية الإيطالية، قام بإنجاز 175 فعالية ونشاطا ثقافيا خلال عام ونصف العام هى فترة وجوده فى القاهرة توجه بمشروع كلام للشباب الذى قام بتدشينه منذ أيام ويستضيف فيه شعراء من سبع دول أوروبية، حصل على وسام فارس، ويفخر بأنه المواطن الإيطالىالوحيد الذى منحه رئيس جمهورية بلده جائزتين فى عامين متتاليين، مثّل بلده ثقافيا فى العديد من العواصم الأوروبية وتم تكريمه وحصل على العديد من الجوائز فى جميع البلاد التى عمل بها، أحب مصر من كتابات نجيب محفوظ وصنع الله إبراهيم. إنه شاعر وروائى كبير ترجمت اعماله للغات عديدة، تاريخ طويل من الإنجازات الثقافية دفعتنا لأن نلتقى بدانتى ارنالدو مارياناتشى. * ما هى أهم مشروعاتك الثقافية فى مصر، والتى يمكن أن تعزز الحوار الثقافى بين مصر وإيطاليا؟ ** خلال عام ونصف العام قمنا بإقامة175 نشاطا وفعالية ثقافية فىالمركز الثقافىالايطالى وتركزت هذه الانشطة على ثلاثة محاور الاول هو العمل على ايضاح صورة الثقافة الايطالية ونقلها للمجتمع المصرى، والثانى هو نقل صورة الثقافة الاوروبية بشكل عام والثالث العمل على توطيد العلاقات الثقافية المصرية الايطالية. قدمنا خلال الفترة الماضية الكثير من اشكال التعاون بين المؤسسات الثقافية فى البلدين وأحدثها الأسبوع الماضى حيث قمنا بالمشاركة مع الاكاديمية المصرية فى روما بتقديم الطبعة الثانية من كتاب نجيب محفوظ فى ايطاليا صاحب فضل وهو من تأليف الدكتور حسين محمود وقد سبق وأن قدمنا الطبعة الاولى فى معرض القاهرة للكتاب العام الماضى. * وماذا عن معرض الكتاب هذا العام ؟ ** لدينا حرص على استحداث انشطة فى معرض القاهرة للكتاب تختلف من عام إلى آخر وفى هذا العام لدينا افكار جديدة قدمناها اذكر منها على سبيل المثال معرضا فنيا قمنا بإقامته تحت عنوان الكوميديا الإلهية لاليدجىساسو الذى قام بتجسيد أعمال الشاعر الإيطالى الكبير دانتىلايجيرى من خلال الاعمال الفنية والألوان الزيتية. وقمنا بإقامة ورشة عمل وحفل تدشين للمشروع الشعرى الضخم (كلام للشباب) وهو من فكرة المعهد الثقافىالإيطالى ويقوم بتمويله ويشرف عليه الاتحاد الأوروبى، ويشارك فيه شعراء من سبع دول أوروبية سيتم استضافتهم فى مصر بالتناوب على مدار الأشهر الستة المقبلة. وبدأناها بمجموعة من القصائد الشعرية المختارة ل كوازيمودوسالفاتورى الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1955. كما سنقيم ندوة لمناقشة النسخة الإيطالية لرواية انغام على البيانو للكاتب الايطالىالمصرى الأصل أبو المعاطى أبو شارب وهى قصة إنسانية حقيقية حدثت للكاتب فى المهجر وحققت نجاحا كبيرا فى إيطاليا. * هل وجدت مصر كما تخيلتها قبل مجيئك إليها ؟ ** مبدئيا قراءاتىلأعمال نجيب محفوظ وصنع الله إبراهيم ساهمت بشكل كبير فى أن اتعرف على مصر قبل ان أحضر اليها وأول أيام لى فى القاهرة شعرت بأننى أعيش فىنابولى بسبب التشابه الكبير بين المدينتين من حيث الأصوات الصاخبة ونفس الفوضى والزحام بعد ذلك تغير هذا الانطباع إلى الأفضل بعد أن عشت قليلا فى هذه المدينة العظيمة ووجدت فيها مدنا وأماكن جميلة تتشابه أيضا مع بعض المدن الايطالية. * بعد عام ونصف العام من إقامتك فى مصر ما هى أكثر الأشياء التى اعجبتك فيها وأكثر ما ازعجك وأكثر ما أدهشك؟ ** بالنسبة للأشياء التى أثارت إعجابىفهى كثيرة فى الحقيقة وأبرزها هو كرم المصريين الشديد والتواضع والأدب أما أكثر ما أزعجنى هو عدم النظام وعدم التزام المصريين بالمواعيد وما ساهم فى إحساسى بهذا الانزعاج هو أننى قارنت بينها وبين مدينة فيينا التى أنهيت عملى فيها مستشارا ثقافيا فى السفارة الإيطالية قبل أن أحضر إلى القاهرة مباشرة وانت تعلم كم هى منظمة ونظيفة هذه المدينة الجميلة. أما أكثر ما أبهرنى هو جمال المرأة المصرية الذى لا يمكن مقارنته بجمال أى أمرأة فى العالم فهو جمال مفعم بالأسرار والألغاز فلدى المرأة المصرية قدرة وإمكانية عجيبة على التواصل بالعيون. لدرجة أننى فكرت طويلا فى السبب وراء هذه القدرة وتوصلت إلى أن المراة التى تعيش خارج حدود المنطقة العربية، حيث التحرر والحياة بلا قيود تستطيع أن تعبر عن نفسها من خلال الجسد أما فى الدول العربية وخاصة مصر نظرا للعادات والتقاليد المحافظة وأغلب النساء فيها محجبات فتسبب ذلك فىأن ترتفع إمكانيات وقدرات تعبير المرأة بعينيها عما يدور فىخلجات نفسها وروحها من حزن أو فرح أو إعجاب. * هل مازالت الصورة السلبية للعرب والمسلمين قائمة فى الغرب حتى الآن؟ ** بالتأكيد هناك صورة سلبية وأفكار مغلوطة عن العرب والمسلمين فى الغرب ومن هنا يأتى عملنا لتصحيح وتوضيح هذه الصورة وأنا على قناعة بأن هناك تشابهات بين الشرق والغرب والتشابهات أكثر بكثير من الاختلافات وعلينا نحن كممثلين ثقافيين للغرب أن نحاول أن نوصل لشعوبنا الصورة الحقيقية للعرب والمسلمين وإبراز الجوانب الإيجابية كالأخلاق والتسامح وذلك من خلال الوسائل المتاحة لنا كالسينما والمسرح والندوات التى توضح قيمة وقدر الأدب والآدباء العرب. * مجلة البحر المتوسط والمعنية بالثقافة الإيطالية التى يقوم المعهد بإصدارها لماذا لا نسمع عنها أو نشعر بوجودها؟ ** الأموال المخصصة لنا من قبل الحكومة الإيطالية حدثت بها استقطاعات مالية فى الفترة الأخيرة بسبب الأزمة المالية التى نمر بها لذلك توقفنا عن إصدار هذه المجلة مؤقتا وأعطينا الأولوية لإصدار كتاب عن أحدث الاستكشافات الأثرية الإيطالية فى مصر والتى تمت على يد البعثات الأثرية الإيطالية المتواجدة هنا. * فى ظل الأزمة المالية الكبرى التى تمر بها إيطاليا ومصر- هل تعتقد أن الثقافة سوف تكون ضحية لهذه الأزمة؟ ** الثقافة ستكون الضحية الأولى لأن أغلب الحكومات فى ظل الأزمات تقوم باستقطاع المخصصات المالية الموجة إلى الثقافة والفن ليس لعدم إيمانهم بدورهما الرئيسى فى نهضة الشعوب، وإنما لوجود أولويات أخرى وضرورية فى حياة الإنسان مع العلم أننا إذا أمعنا النظر سنجد أن الثقافة والفن وسيلة مهمة لجلب الثروات والسعادة أيضا ونحن نحاول أن نتغلب على هذه المشكلة عن طريق تنظيم انشطة لا تتكلف نفقات باهظة وأنا على يقين أن مصر وايطاليا ستتخطيان الأزمة المالية وستنهضان اقتصاديا مهما طالت المدة لأنهما بلدان ينتميان لحضارتين كبيرتين. * لك تجربة فى استخدام الشعر لأهداف اجتماعية وخيرية، طبقتها مع مستشفى 57357 بالقاهرة. هل تنفع هذه الوسيلة فى مساعدة مناطق فقيرة أخرى فى مصر، مثل قرى الصعيد مثلا؟ ** حاولنا استخدام الشعر فى تحقيق اهداف إنسانية من خلال عقد فعالية حملت عنوان ( الشعر طوق نجاة) وشارك فيها العديد من الشعراء المميزين والمشهورين من جنسيات مختلفة وقاموا بإلقاء أشعارهم بلغاتهم وفتحنا باب التبرعات ووجهنا العائد لمستشفى السرطان وسنقوم بتكرار هذه التجربة فى مارس القادم فى الاحتفالية الخاصة بمناسبة اليوم العالمى للشعر الذى تنظمه اليونسكو ومن الوارد أن نوجه التبرعات لمن يحتاجون فى قرى الصعيد. * أنت شاعر وروائى أيهما الأقرب إليك– وهل مصر من الممكن أن تكون مناخا روائياً جيداً لك أو أوحت إليك بكتابة قصيدة عنها؟ ** الأقرب إلىّ هو الشعر لأننى قمت بكتابته منذ أن كنت صبيا ومن وجهة نظرى أن الشعر وسيلة جيدة ورائعة لتوصيل ما يدور فى خلجات نفسك بكلمات مركزة ومختزلة وكل المدن التى عملت بها كانت مصدر إلهامى وبالتأكيد مصر سيكون لها نصيب وسأكتب عنها ولكن سيحدث ذلك بعد أن أنهى عملى هنا لأننى تعودت أن أكتب عن اى بلد عشت فيها بعد أن اتركها بسنوات وبحكم التجربة وجدت أن ذلك افضل ويصب فى صالح العمل الأدبى وأنا الآن على وشك الانتهاء من كتابة رواية عن المجر التى عشت فيها سنوات طويلة وبالمناسبة تعرضت لمصر فى هذه الرواية، حيث قمت بإلقاء الضوء على ظروف بناء مبنى البرلمان فى بودابست وقمت بعمل محاكاة بشكل فانتازى وشبهت طريقة بنائه بطريقة بناء الاهرامات والتشابه بين الاثنين كانت فى عملية البناء التى تمت بالسخرة وفى وقت قياسى. * لدينا عشق للسينما الإيطالية لدرجة أننا كنا نحفظ أسماء أبطالها ومخرجيها، لماذا اختلت هذه المكانة ولماذا لم تتحول أحد أعمالك إلى مشروع سينمائى؟ ** من المحتمل فى المستقبل أن تتحول إحدى رواياتى إلى عمل سينمائى أما عن السينما الإيطالية فأنا لا أنكر أنها لا تعيش الآن عصرها الذهبى ولكن هذا لا يعنى أنها فقدت الكثير من سحرها والدليل أن الأفلام الإيطالية تحصد الجوائز فى مهرجانات كثيرة وأذكرك أن أحد الأفلام الإيطالية قد حصل على الجائزة الفضية فى مهرجان القاهرة السينمائى العام الماضى. * ماهى اكثر أعمال نجيب محفوظ القريبة إلى قلبك ؟ ** كل أعمال نجيب محفوظ أبهرتنى ومن أجمل ما قرأت له رواية بين القصرين لأنها رواية تنقل لك ما يحدث فى الحى الشعبىفى وسط العاصمة وكأنه عالم صغير له ثقافته ومشاكله وسلبياته وإيجابياته قدمه لك محفوظ بوصف شديد الدقة والروعة واستطاع أن يجعلك تشعر وكأنك جزء من هذا العالم وكأن هذا الحى هو كون صغير من كون كبير، كما أنه استطاع أن يصف بحرفية كبيرة السمات الشخصية لساكنيه وبالمناسبة يذكرنى هذا الحى بالمكان الذى ولدت فيه. تأثرت كثيرا من كتابات نجيب محفوظ وتأثرت ايضا بشخصيته ولا أنسى أبدا الجملة التى قالها فى إحدى رواياته بأنه لو فارقته الرغبة فىالكتابة يكون هذا اليوم هو آخر يوم فى حياته وأرى أن هذه الجملة تنطبق على أنا أيضا. * ومن من الأدباء والكتاب العرب الذين جذبوك غير نجيب محفوظ؟ ** تأثرت جدا بكتابات صنع الله إبراهيم والغيطانى وأشعار عادل السيوى ومعجب بشدة بالروائىعلاء الأسوانى والشاعر والمفكر السورى ادونيس ونظرا لأننى نائب رئيس جوائز فلايانو الايطالية للادب فقد قمت بترشيح أغلبهم للفوز بهذه الجائزة وبعضهم حصل عليها بالفعل. * أعرف أنك حصدت جوائز كثيرة ما هى الجائزة الأهم بالنسبة لك ؟ ** حصلت على العديد من شهادات التقدير والأوسمة فى إيطاليا والخارج سواء كراع ومنظم للثقافة الإيطالية أو للأنشطة الأدبية التى أقوم بها ومن أهم الجوائز التى حصلت عليها جائزة ماساريكببراغ فى جمهورية التشيك ومنحتنى وزارة الثقافة المجرية ميدالية كالتوراها نجاريكا وهى اعلى الأوسمة المجرية التى تمنح فى مجال الثقافة أما الجوائز الأغلى التى حصلت عليها فكانت وسام الفارس والكومندتور من رئيس الجمهورية الإيطالية والأولى حصلت عليها عام 2006 وتمنح للمواطن الإيطالى الذى قدم إنجازات لبلده ويتم التقدم لها بناء على ترشيحات من جهات حكومية وقد رشحنى لها السفير الإيطالى فى بودابست وقتذاك اما الثانية فحصلت عليها عام 2007 وهى تمنح للمواطن الإيطالى الذى يساهم بجهوده فى تعضيض العلاقات الإيطالية مع العالم الخارجى وبفوزى بهاتين الجائزتين أصبحت أول مواطن إيطالى يقلده رئيس الجمهورية جائزتين فى عامين متتاليين.