أظن أن لا أحد يصدق فى العالم كله ما يحدث فى بنى سويف.. عندما نروى له ما يفعله الناس هناك بأنهم يردمون نهر النيل على طول الشاطئ ويضيقون مجراه بالطوب والزلط والرمال ويبيعون هذه الأرض الجديدة كأرض مبان يصل القيراط فيها لأكثر من مائة ألف جنيه.. والمتر يباع ب 7 آلاف جنيه!.. رغم أن ما يحدث يمثل خطورة شديدة على المبانى التى تقام على الشاطئ المردوم.. ولكن هناك حمى الشراء بأنهم يسكنون على النيل! وكنت أحسب أن الدنيا ستقوم ولا تقعد فى مجلس الوزراء حول هذه الظاهرة الخطيرة التى نشرتها جريدة الأهرام فى ديسمبر الماضى.. ولكن للأسف الشديد لم يتحرك أحد ولم يدل بأى تصريح عن هذه الكارثة التى تحدث فى مركز الواسطى ومدينة بنى سويف تحت سمع وبصر المسئولين هناك! رغم أن الأهالى يقولون كما نشرت الأهرام إن هذا الردم الجائر وإقامة المساكن على هذه الأرض بصورة متجاورة وشوارع ضيقة جداً مما يعوق دخول أى لوادر لإزالة هذه التعديات وستواجه صعوبة شديدة فى التحرك بين هذه المبانى. ولكن العجيب والغريب أن د. هشام قنديل رئيس الوزراء لم يتخذ أى موقف حول هذه الكارثة، رغم أن الأهالى يقولون إنه على علم تام بها عندما كان وزيراً للرى وقام د.قنديل برصد هذه التعديات.. وأمر بسرعة إزالة هذه التعديات ولكن طبعاً فى ظل الانفلات الأمنى والإدارى والأخلاقى وخراب الذمم وعدم المتابعة لم تنفذ هذه الإزالات.. والكل يتنصل من المسئولية ويقول إنها ليست مسئوليته. فرئيس الوحدة المحلية بالواسطى يقول إن المسئول هو إدارة حماية النيل بقطاع الرى.. وإنها يجب أن تحرر المحاضر للذين يقومون بهذا الردم..فهذه مسئوليتهم. واقترح رئيس الوحدة المحلية أن يتم عمل «تكاسى» على النيل امام مركز الواسطى حتى جزيرة المساعدة للحد من هذه التعديات على حرم النيل.. وبدأ العمل فعلاً ولكنه لم يستكمل! عموماً.. إننى أتقدم بهذا البلاغ لوزير الرى محمد بهاء الدين لحماية نهر النيل.. وضرورة التحرك فوراً للتصدى لهؤلاء المعتدين على مجرى النيل وردمه وهم لا يدرون أنهم يردمون حياة كل المصريين بالاعتداء على شاطئ النيل، وكأن النيل «الخالد» الذى لم يعد خالداً تنقصه هذه الكارثة، بعد معاناته من مئات المصانع التى تصب سمومها فى مياهه على طول المحافظات.. مما أدى إلى هذا التلوث الشديد فى المياه ونفوق الأسماك عند كفر الزيات بسبب المعادن الثقيلة التى تقتل الأسماك هناك، وهذه جريمة أخرى تتم تحت سمع وبصر وزارة البيئة! ??? إن ما يحدث فى محافظة بنى سويف يمثل كارثة حقيقية يجب التصدى لها فوراً حتى ولو طلبت وزارة الرى من القوات المسلحة التدخل لحماية نهرنا المبتلى بنا للأسف الشديد!