فى شهر يناير من العام الماضى (2012) تسلل عبر الحدود الإسرائيلية إلى مصر الجاسوس «أحمد ضعيف» تحديداً دخل عبر نقطة حدود المقابلة ل «طابا المصرية» وأخذ ضعيف يصور المواقع الأمنية فى سيناء، وعندما قبضت عليه الشرطة المصرية وأثناء التحقيق معه زعم أنه جاء إلى مصر لاجئاً بادعاء وقوع اعتداءات عليه من قبل السلطات الإسرائيلية وزاد من تبجحه أن طلب اللجوء الرسمى لمصر بصفته سياسياً مصطدماً وتم احتجازه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق فى نويبع. صحيفة «واللاه» الإسرائيلية التى كشفت تفاصيل قصة ضعيف وفى مثل هذه التفاصيل اعتادت الصحافة الإسرائيلية الكشف عنها بفجاجة وتنقل عنها الصحافة المصرية بعض هذه القصص. «ضعيف» الشاب الإسرائيلى الذى يبلغ من العمر 22 عاما ويعمل طباخاً تم القبض عليه من قبل السلطات اللبنانية فى سبتمبر عام2011 بعدما دخل أراضيها متسللاً وسابحاً عبر الحدود بين البلدين، قبل أن تقوم بإعادته وتسليمه إلى إسرائيل عبر منطقة رأى الناقور الحدودية. واستمراراً للحماقة الإسرائيلية التاريخية فى التسلل عبر الحدود وخاصة فى اعقاب انطلاقة الثورات العربية كانت هناك محاولة فاشلة أخرى فى نهاية العام الماضى وبالتحديد فى ديسمبر2012، عندما نجحت السلطات المصرية فى إلقاء القبض على شخص يدعى «أندريه فشنيتسنيكوف» 25 عام إسرائيلى الجنسية بعد الاشتباه فى عبوره الحدود ودخوله إلى سيناء بطريقة غير شرعية. وأثناء استجواب المشتبه الإسرائيلى والتحقيق معه كانت المفاجأة الكبرى بعد أن تأكد فشنيتسنيكوف أنه لا يعترف بالكيان الصهيونى راسماً على وجهه ملامح البراءة والطيبة مستعين بوسامته وملامحه الطفولية، مضيفاً أنه منذ فترة ترك منزله بإسرائيل وقرر الانتقال إلى مناطق السلطة الفلسطينية والعيش بها والتخلى عن الجنسية الإسرائيلية ما عرضه للائحة اتهام ضده من قبل السلطات الإسرائيلية لانضمامه إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على حد قوله ولم يُشع ما يملكه فشنيتسنيكوف من ذكاء وفطن فى خداع النيابة المصرية التى أمرت بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيق، وعقب فشل فشنيتسنيكوف ووصوله إلى طريق مسدود فى خداع السلطات المصرية. كشفت صحيفة «معاريف» عن وصول وفد رسمى من قبل الحكومة الإسرائيلية للتفاوض مع نظيرتها المصرية من أجل إطلاق سراح جاسوسها المتسلل،ولكنهم عادوا يجرون وراءهم أذيال الخيبة والفشل بعد أن رفضت الحكومة المصرية إطلاق سراحه قبل استكمال التحقيقات، وخاصة أنها ليست المرة الأولى التى يعبر فيها فشنيتسنيكوف الحدود المصرية بطريقة غير شرعية حيث حاول فى الماضى الدخول إلى سيناء دون تسجيل جواز سفره فى السجلات الحدودية ليتم القبض عليه وترحيله وتسليمه إلى إسرائيل بعد أن اشترطت سحب جوازات سفره للافراج عنه.وعبر تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى الممتد عبر العصور أظهرت إسرائيل رغبة شديدة ومتكررة فى اختراق الداخل المصرى فاستطاعت تجنيد عملاء لها من ضعاف النفوس دارت حولهم كثيراً حتى نجحت فى إنشاء من خلالهم شبكات تجسس كان الفشل المصير النهائى لمعظمهم، كان على رأسهم رجل أعمال حكم عليه بالسجن 32 عاما بتهمة تجنيد عملاء لصالح الموساد الإسرائيلى، هذا بالإضافة إلى رجل أعمال اخر يدعى «طارق عبدالرازق» محكوم عليه بالسجن المؤبد 25 عاما بتهمة إنشاء شبكة تجسس لصالح إسرائيل بهدف الحصول على معلومات سرية عن البرنامج النووى السورى. وفى حربها الشرسة التى تشنها إسرائيل على معظم البلاد العربية وفى مقدمتها مصر حاولت إسرائيل تجنب فشلها الذريع والمتكرر بوضع الوسائل البشرية جانباً والاعتماد على أساليب غير تقليدية كإرسالها نسراً إلى داخل المملكة العربية السعودية فى مهمة تجسس لصالحها، كما أرسلت طائر الشرقرق إلى تركيا وأطلقت مجموعة من القروش إلى الشواطئ المصرية بل وصلت بجاحتهم إلى محاولة التجسس على القصر الرئاسى المصرى بإرسال حمام عالقاً بجسده ميكروفيلم يحمل رسالة مشفرة لم يتم التمكن من حلها حتى الآن.