فى الذكرى المئوية لوفاة القائد العظيم «إبراهيم باشا بن محمد على» وكان عام 1948 تم وضع التصميمات لمسجد القائد إبراهيم بميدان محطة الرمل بالإسكندرية لتخليد مؤسس العسكرية المصرية الحديثة.. والمسجد الذى أصبح رمز وشرارة الثورة والذى أصبح اسمه يتردد فى كل وسائل الإعلام قبل وبعد ثورة 25 يناير قصه طريفة..فعمارة المسجد متميزة متناسقة بصرياً.. وزخارفه تمثل عمارة بعض العصور السابقة ويتميز المسجد بمئذنته الرشيقة الشاهقة.. وهى إحدى أهم علامات العمارة الإسلامية الحديثة بالإسكندرية.. ولأن الإسكندرية مدينة « كوزموبولتان» اى متعددة الحضارات واحتضنت كل الثقافات والافكار والجنسيات... ولأن مصر كلها كانت لا تفرق بين مصرى وأجنبى.. فقصص عمارة مساجد الإسكندرية من أجمل القصص التى تدل على أن كل من جاء إلى مصر عشقها وأحبها وأصبحت وطنه.. ففى عام 1929 حصل المعمارى الإيطالى «ماريوروسى» على منصب كبير مهندسى الأوقاف فى مصر بعد فوزه بمسابقه عالمية أجريت لشغل هذا المنصب.. وهذا يدل على أن مصر كانت تعيش عصر نهضة حقيقيا.. وعقب فوزه بالمنصب قام « روسى» بوضع تصميمات لأعظم مساجد الإسكندرية وأشهرها وهى مسجد «سيدى أبى العباس المرسى» واقتبس فى تصميمه العمارة الإسلامية الموجودة فى «قبة الصخرة» فى القدس الشريف ليصبح تحفة معمارية تمثل إحدى علامات الإسكندرية المميزة.. وأثناء تشييد المسجد تم القبض على روسى عام 1941 لأن إيطالى من قبل الجيش البريطانى وأفرج عنه بعد هزيمة إيطاليا عام 1944 ويستكمل مشروع المسجد «أبى العباس المرسى» ويشهر إسلامه عام 1946 ثم انشأ مسجد سيدى تمراز ثم مسجد القائد إبراهيم.. ويستمر ابداعاته فى تصميم مسجد «محمد كريم» بسراى رأس التين ويصبح «روسى» مدرسه يقتدى بها المعماريون المصريين من رجل معمارى غربى إيطالى بعد ان أصبح مسلماً محافظاً على عقيدته المكتسبه وأصالة الموروث التراثى الإسلامى.. ويتوفى الرجل عام 1961 ويدفن فى مصر عن عمر يناهز64 عاماً... ما يجعلنا نذكر تاريخ هذا الرجل أننا نريد أن نوصل رسالة أن الإسكندرية مدينة رائدة وفريدة من العطاء والتواصل الحضارى ورائدة للحضارة الإنسانية ومصر أيضًا احتوت كل الأشكال والأجناس وصهرت فى منتج مصر متحضر... نعود لمسجد القائد إبراهيم الذى شيده إيطالى وأصبح رمزاً للثورة وانطلاقة لكل قوى الثورة من مختلف الاتجاهات.. ولكن هل يعلم الجميع مدلول إبداع الإيطالى المسلم للمسجد وهل يعلم الثوار تاريخ القائد العظيم إبراهيم باشا..مؤسس الجيش المصرى؟!