وسط توقعات بانتهاء فرص نجاح مبادرات حل الأزمة، حذر الأخضر الإبراهيمى المبعوث المشترك للجامعة والأمم المتحدة إلى سوريا من مخاطر استمرار الوضع على ما هو عليه فى سوريا ووصفه ب «السيئ جدا» مما يعنى أن عدد الشهداء الذى وصل خلال عامين إلى 50 ألفًا قد يصل إلى مائة ألف إذا فشل الحل السلمى واستمر القتال، فيما تحدثت تقارير عن توقعات بنهاية فرص نجاح المبادرات لأن الإبراهيمى يضع الشعب السورى أمام خيارين هما فى الأصل وجهان لعملة واحدة هى «الجحيم». المعارضة السورية التى يمثلها الائتلاف الوطنى تعاملت مع مقترحات الأخضر الإبراهيمى التى جاء بها مؤخرا من دمشق بعد مباحثات مطولة مع الأسد وزيارة إلى موسكو بالحذر والرفض المبطن باستخدام عبارة تقول فى مجملها إن الإبراهيمى وضع الشعب السورى أمام خيارين نهاية كل واحدة منهما «الجحيم» – فيما علق معاذ الخطيب رئيس الائتلاف ردا على دعوة موسكو للحوار بأن الدعوة يمكن أن تتم فى المنطقة العربية – بينما تصر كامل أطياف المعارضة على تنحى الأسد أولًا وهناك من يتحدث عن بديل للأسد من الأسرة العلوية ولكن كل الطرق مازالت ملبدة بالغيوم وتؤشر بأن الفرص الأخيرة للمبادرات انتهت وأن الوضع فى الميدان وعلى الأرض السورية يسير فى اتجاه الاستمرار فى المعارك حتى ساعة الحسم وبذلك متوقع أن ينتهى الأمر بانهيار ما تبقى من سورية وهذا ما حذر منه الإبراهيمى الذى استخدم كلمة الجحيم والضياع والتحذير أكثر من مرة، مشيرا إلى أن وتيرة العنف والقتل تزداد، كما تحدث عن أوضاع الشعب السورى حيث يفتقد أربعة ملايين سورى إلى أدنى ضروريات للإعاشة اليومية والحاجة إلى الطعام. وتساءل الإبراهيمى ماذا لو نزحت أعداد تصل إلى المليون فى كل من لبنان والأردن وهذه الدول سوف تدافع عن امنها القومى، وقال ليس أمامنا سوى أمرين، إما أن يتم الحل السياسى ونحقق للشعب السورى طموحاته أو تحدث أخطار وأخطاء لا تصل إلى التقسيم كما يتحدث البعض وانما إلى تحويل سورية إلى صومال جديد وأمراء حرب. وقال الإبراهيمى إن السلم والأمن فى العالم سيكون مهددا من سوريا إذا لم يتم حل الأزمة خلال الأشهر القادمة وكرر الإبراهيمى فى حديثه لغة التحذير مرات أكثر من أى وقت مضى وجدد تحذيره قائلًا إن الخيار بين حل سياسى وإنهيار دولة بالكامل وتهديدات للأمن والسلم العالمى، وقدم الإبراهيمى رؤيته التى بحثها مع كل الأطراف الدولية ومنها واشنطنوموسكو والدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن وحتى دمشق وقال أنه تحدث مع الأسد مطولا وبشكل وطنى ومسئول ولكنه رفض الافصاح عن مضمون ما دار فى اللقاء الأخير فى دمشق إلا أنه أطلع العربى على تفاصيل الموقف السورى الخاص بالأسد وقال إن الحل السياسى اسسه موجودة وتم التوافق عليه فى جنيف من كل دول المنطقة والدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن والجامعة العربية والأمم المتحدة باستثناء السعودية وإيران. وأوضح أن بيان جنيف يؤسس لعملية سلام تنهى الحرب والاقتتال وتبنى مستقبل سوريا بعد وقف إطلاق النار ليتم الانتقال إلى خطوة تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وبعدها خطوات أخرى تؤدى إلى انتخابات رئاسية او برلمانية وأتصور أن الشعب السورى قد يميل إلى النظام البرلمانى ولا يرغبون فى نظام رئاسى كالذى بقى 40 عاما. وردا على سؤال حول بقاء الأسد حتى عام 2014 أوضح الإبراهيمى بأنه لم يقل ذلك وأكد بأنه طالب بحل خلال الأشهر الثلاثة القادمة، وقال من روج لمسألة البقاء حتى 2014 على لسانى ربما له أهداف أخرى.