للصبر حدود.. وللذكاء حدود.. ولكن لا حدود للغباء.. والإنسان الغبى كما يقول العلماء يولد غبياً.. والغبى هو الذى يتسبب فى خسائر لنفسه وللآخرين.. والشخص الغبى خطر.. لأن الغباء هو بطء فى الفهم.. وبطء فى الاستيعاب.. والتعامل مع الأغبياء والارتباط بهم ينتهى دائمًا بأفدح الخسائر والأخطاء والأخطار.. وفى الأمثال الشعبية «عدو عاقل خير من صديق جاهل» و «عدو ذكى خير من صديق غبى».. وفى السينما المصرية شاهدنا أفلام «غبى منه فيه» والغبى وأنا «وأغبياء ولكن أذكياء».. والشخص الذكى هو الذى يمارس أنشطته ليجنى من ورائها المكاسب لذاته ولغيره وللآخرين بمعنى أن يحقق المكاسب لجميع الأطراف والأذكياء لا يتخيلون القوة التدميرية للأغبياء.. ولذلك يطالب الناس بأن يتحمل الأذكياء المسئولية فى تحجيم وكبح جماح الأغبياء.. أقول كل هذا لأن المشهد السياسى الآن فى مصر ينطق بأننا نعيش مرحلة الغباء السياسى من كل الأطراف.. وفى أحد الأسفار فى التوراه يقال «باطل الأباطيل فالكل باطل».. فماذا لو تصدر الأغبياء المشهد السياسى فسيكون الفقر والتخلف هو عنوان المرحلة وسيذهب الجميع إلى الجحيم.. فالنخبة الغبية من جميع الأطراف هى سيدة الموقف الآن.. وهى التى تسعى لحرق المعبد بما فيه.. وعلى الشعب المصرى أن يعى جيدًا أن الصراع السياسى الآن سيرسّخ حكم الأغبياء وهو حكم باطل.. باطل.. فالسياسة فن الممكن.. والسياسة لا تحقق أهدافها إلا بالحوار والتفاوض وبالكلمة الطيبة.. وبما أن الجميع لا يريد الحوار ولا التفاوض ويتمسك بمواقفه وغبائه.. فمصيرنا جميعًا سيكون فى خطر.. ولأن الكلمة التى تتعالى بها الحناجر لحشد الجماهير ولتعطيل مسيرة الوطن هى مسئولية لا تعرفها النخبة وشاعرنا العظيم عبد الرحمن الأبنودى يقول فى إحدى قصائده «ساعات أقول الكلمة ما يقولهاش نبى.. وساعات غبى».. أما شاعرنا العظيم عبد المعطى حجازى فقد أهدى فى قصيدة الكلمة: «إلى من ماتت كلماتهم لأن ضمائرهم ماتت» ويقول فى هذه القصيدة المعبرة وإلى كل من يتلاعب بالكلمات. أنا فى صف المؤمن من أى ديانة يتعبد فى الشارع فى الجامع فكلا الاثنين تعذبه الكلمة والكلمة حمل وأمانة شرف الله هو الكلمة.. وأخيرًا إلى كل الأغبياء السياسيين تعالوا إلى كلمة سواء!!