بعد الجولة الإقليمية التى قام بها المبعوث الخاص الأخضر الإبراهيمى إلى تركيا وإيران والعراق والسعودية أجرى مشاورات مكثفة حول إمكانية تنفيذ فكرة هدنة العيد وقد أحدثت هذه الرؤية ردود فعل واسعة وموافقة الدول وحتى المعارضة السورية، لكن يظل موقف دمشق غير واضح حتى هذه اللحظة نظرا لعدم الاتفاق حول وجه الحل الذى يعانى من فجوة كبيرة فى الأفكار بين النظام والمعارضة إضافة لتباين المواقف العربية والدولية وانشغال واشنطن بالانتخابات الرئاسية. مع عدم تفعيل مقترح الرئيس محمد مرسى (اللجنة الرباعية التى تضم مصر والسعودية وإيران وتركيا) إلا أن مصر أكدت خلال لقاء وزير الخارجية محمد كامل عمرو مع الأخضر الإبراهيمى أنها تدعم مهمته حفاظا على وحدة واستقرار سوريا. ويبدو أن الإبراهيمى فى جعبته الكثير من المواقف المتباينة والتى حصل عليها خلال جولته الأخيرة ولذا نأى بنفسه عن وسائل الإعلام والتقى مع الأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربى فى منزله للتشاور حول ما لديه ولبحث سبل تنفيذ هدنة العيد وكان د. العربى قد أوضح خلال مشاركته فى قمة الحوار العربى الآسيوى بالكويت أن الأزمة السورية المتفاقمة بلغت حدا لا يطاق من العنف والقتل والدمار والمأساة الإنسانية بكافة أشكالها، مما يحتم على المجتمع الدولى تنسيق الجهود وتجاوز الخلافات من أجل الوصول إلى حل سلمى للأزمة يحفظ وحدة وسيادة واستقرار سوريا، ويحقق تطلعات الشعب السورى فى الحرية والديمقراطية والعدالة واحترام القيم الإنسانية فيما أوضح نائب الامين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلى أن هناك ترحيب عربى بالمقترح الذى أعلن عنه الإبراهيمى بعقد هدنة بين السوريين قبل عيد الأضحى، مشددا على أن وقف العنف بين الأطراف السورية سيخلق مناخ جديد، ولابد أن يلقى هذا المقترح استجابة من كافة الأطراف وتأييداً لأى جهد يصب فى ذلك الاتجاه. وقال بن حلى إن الجامعة العربية تتجه للاهتمام بملف اللاجئين السوريين حيث سيتوجه وفد من الجامعة العربية برئاسة الأمين العام المساعد للشئون الاجتماعية فائقة الصالح إلى الأردن فى 21 من الشهر الجارى للاطلاع على أوضاع مراكز الإيواء والضيافة، موضحا أنها مرحلة أولى سيليها وفدان أخران سيتوجهان إلى لبنان وتركيا وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست قد أوضح بدوره أن بلاده اقترحت على المبعوث الأممى والعربى المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى أفضل الحلول للأزمة السورية، مشيرا إلى أن موقف إيران حيال الأزمة السورية تمثل منذ البدء فى دعم المبعوث الأممى السابق كوفى أنان ومن بعده الإبراهيمى. وذكرت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية نقلا عن مهمانبرست قوله:«إن أفضل حل للأزمة السورية يتمثل فى مساهمة جميع الدول من أجل وقف الاشتباكات وعدم إرسال السلاح للجماعات المعارضة وإيجاد الأرضية للحوار بين المعارضين والنظام السورى، وتهيئة الأرضية للقيام بالإجراءات اللازمة، ومساعدة مختلف المنظمات من أجل تفعيل أصوات الشعب ووصولها إلى النتيجة المطلوبة». وأضاف أنه قد تم إطلاع الإبراهيمى على التفاصيل بهذا الشأن، حيث رحب بها.. معتقدا أنه ينبغى إيجاد أجواء التفاهم بين جميع الدول من أجل وقف الاشتباكات وتوفير الأرضية للحوار الوطنى. وأضاف «أن الخطأ فى الحسابات الذى ترتكبه هذه الدول يبعدها عن النتيجة المطلوبة ، ونحن نقترح عليها أن تعتمد النهج المنطقى وأن تتعرف أكثر على الشعب الإيرانى، لكن أتصور أن الجهود المبذولة حاليا سوف تصطدم بمواقف دمشق التى تصر على عدم تنحى الأسد والتمسك بإجراء انتخابات رئاسية فى عام 2014 وإجراء المرحلة الانتقالية تحت إشراف الأسد وهو الطرح الذى رفض منذ مهمة كوفى أنان ومن ثم فان الحل بات مرهون بالوضع داخل سوريا وبالمواقف الإقليمية والدولية التى تراوح فى مكانها وتصطدم بالمصالح حيث تخشى كل من تركيا وحتى العراق من إنشاء دولة كردية تكون شوكة او بداية لنزاع إقليمى جديد بين العراق وتركيا.