رغم أن جائزة نوبل للاقتصاد ليست ضمن مجموعة الجوائز الأصلية التى نص عليها ألفريد نوبل فى وصيته عام 1895، فإنها تتمتع بنفس أهمية الجوائز الأخرى. وقد ذهبت الجائزة هذا العام إلى الاقتصاديين الأمريكيين ألفين روث (60 عاما) من جامعة هارفارد، ولويد شابلى (89 عاما) من جامعة كاليفورنيا عن أبحاثهما حول الأسواق والطريقة الأفضل للتوفيق بين مختلف أطراف العلاقة الاقتصادية مثل الأطباء الجدد والمستشفيات، أو الطلبة والمدارس، أو حتى المتبرعين بالأعضاء والمرضى المحتاجين لها. وقالت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، التى تمنح الجائزة التى تبلغ قيمتها ثمانية ملايين كرونا (1,2 مليون دولار)، إن قرارها جاء اعترافا بأهمية «نظرية التوزيعات المستقرة وممارسة تصميم السوق». وروث أمريكى يهودى من مواليد عام 1951، وهو خبير فى «نظرية الألعاب» ومجالى تصميم السوق والاقتصاد التجريبى. أما شابلى، فهو من مواليد مدينة كامبريدج عام 1923 ويعد رائدا فى «نظرية الألعاب» التى تدرَّس حسابيا الطريقة التى يتخذ بها اللاعبون قرارات استراتيجية لخدمة مصالحهم الخاصة واستباق ردود فعل الآخرين لكن بدون التمكن من الوصول إلى ذلك دائما. كما اجتهد شابلى فى مجال الاقتصاد الرياضى، وأعد دراسات مختصة بالمصفوفات الرياضية ونظرية المنفعة. وجائزة نوبل للاقتصاد لعام 2012 هى الجائزة رقم 43 التى تمنحها اللجنة منذ استحدثها بنك السويد المركزى فى عام 1968 احتفالا بمرور 300 عام على تأسيسه، وتم توزيعها لأول مرة عام 1969 حين حصل عليها الهولندى يان تيبيرجين والنرويجى رجنار فريش. ويلاحظ الاحتكار الأمريكى لهذه الجائزة حيث فاز بها 17 أمريكيا (بينهم إسرائيليان أمريكيان) من أصل الفائزين العشرين خلال السنوات العشر الماضية. وكانت الجائزة قد ذهبت إلى أمريكيين العام الماضى أيضا وهما توماس سارجنت من جامعة نيويورك وكريستوفر سيمز من جامعة برينستون تقديراً لأعمالهما حول التغييرات التى تحدثها سياسات الحكومة فى اقتصاد الدولة. وفى عام 2010 منحت إلى ثلاثة أشخاص، هم الأمريكيين بيتر دايموند، وديل مورتنسن، بجانب البريطانى كريستوفر بيساريدس، تقديراً لدورهم فى تطوير نظريات تفسر التفاعل بين السياسات الاقتصادية وسوق العمل. ويذكر أن أصغر الحائزين على نوبل للاقتصاد سناً، هو الاقتصادى الأمريكى كينيث آرو، حيث كان عمره 51 عاماً لدى فوزه بها عام 1972 أما الأكبر سناً فكان الأمريكى ليونيد هورفيتش حيث كان عمره 90 عاماً عند حصوله على الجائزة عام 2007 وقد توفى فى يونيو 2008 أى بعد أشهر قليلة من تسلمه الجائزة. فيما كانت الأمريكية إلينور أوستورم أول امرأة تحصل على الجائزة عام 2009 مناصفة مع أوليفر وليامسون عن بحثهما الخاص بحدود الأسواق وكيفية عمل المنظمات.