وأما هذه الحالة فهى / .............. لزهرة تتفتح ورقة.. ورقة.. تشتاق لقطرات الندى فى الفجر.. ينتشر عطرها ليملأ المكان.. تنظر إليها أمها فى حب وحنان فهى تقترب من سنوات الأنوثة بخطوات واسعة كبيرة.. تشترى الأم كل شىء تقع عليها عيناها من أجل العروس الجميل.. ولكن الأيام تمر وتلاحظ الأم ذبولا غير عادى فى وجهها الجميل.. ويشحب الوجه وتبدأ فى الشكوى والآلام التى تعاودها من حين لآخر.. آلام فى بطنها تمتد إلى ظهرها.. تشعر بالوهن لأقل مجهود وفجأة تصاب بارتفاع بدرجة الحرارة، ثم تصاب معه بإسهال وقىء شديد يحملها الأب إلى الطبيب الذى يصف الدواء على أنها مصابة بالتهاب بالقولون، ولكن تظل حالتها كما هى، بل تتدهور من سيئ إلى أسوأ والآلام تتزايد وتذبل ودموع عينيها تتحجر داخل مقلتيها.. تسندها الأم ويصحبها الأب إلى طبيب وثان وثالث والابنة تبكى من شدة الآلام ويطلب الأطباء مجموعة من التحاليل، خاصة بعد إصابتها بنزيف شرجى وتتعرض «رشا» لكافة الفحوص ويظهر المستور أنها مصابة بورم سرطانى بالمستقيم وتلطم الأم على خديها.. «رشا» الشابة التى كانت تعد الأيام لتراها تجلس بجوار عريسها مصابة بمرض هو الهلاك بعينه، وتنكسر نفس «رشا» ودموع عينيها تنساب كالشلال وتتساءل: ماذا فعلت حتى تواجه هذا المصير المظلم؟ والأب يسلم أمره إلى الله فهذه ابنته وفلذة كبده تقع فريسة للوحش الفتاك، ولكن لم يكن يخطر على باله أن ابنته سوف تحتاج إلى الانتقال للقاهرة للعلاج بالمعهد القومى للأورام وهذا ما أكد عليه الأطباء، فقد قاموا بتحويلها إليه واضطرت الأم لاصطحاب ابنتها المسكينة إلى المعهد فى رحلة علاج، فالأسرة تعيش فى إحدى قرى محافظة بنى سويف وداخل المعهد بدأت الرحلة بجلسات الكيماوى والإشعاعى، ثم بعد ذلك دخلت الابنة إلى حجرة العمليات، ثم استئصال المستقيم وعمل تحويل للإخراج، رحلة عذاب طويلة لم تنتهى بعد تعيشها الأسرة الأب لا يجد المصاريف والاحتياجات الأساسية لهم، خاصة الابنة المسكينة، فهل يجد من يقف بجوارهم؟ من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.