صدر حديثاً عن دار الكتب والوثائق القومية كتاب «من وثائق العائلات القبطية فى أوراق عائلة بطرس باشا غالى» لخالد عزب، ذلك فى إطار سلسلة دراسات وثائقية، وتقدم الدراسة مجموعة من الوثائق الأهلية هى وثائق إحدى أكبر العائلات القبطية وهى العائلة البطرسية كإحدى أهم العائلات القبطية المصرية التى لعبت دوراً مهماً فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمصر منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى سبعينيات القرن العشرين. وتسد وثائق تلك العائلة ثغرات عديدة فى تاريخ مصر الحديث إذ تعد أوراق بطرس غالى أكثر الوثائق أهمية فى تاريخ مصر الحديث نظراً لكثرة الوظائف التى شغلها فى الحكومة المصرية فشغل منصب ناظر الخارجية والحقانية عدة مرات ثم رئيس الوزراء فى سنة 1908 إلى أن أغتيل سنة 1910، بالإضافة إلى الوثائق الخاصة بأولاده نجيب بك غالى وواصف بطرس غالى إلى جانب وظائف أحفاده ومن أهمهم وأشهرهم مريت نجيب غالى وواصف يوسف غالى وبطرس يوسف غالى. وتعد تلك الوحدة الأرشيفية من أهم الوحدات إذ تعد أشهر مثال على دراسة الجد الأكبر للسياسة ثم توارث الأولاد والأحفاد لنفس الاتجاه من الاهتمام بالسياسة وتقلد وظائف، وتعد أسرة بطرس غالى هى إحدى الأسر التى ظلت تمارس السياسة حتى بعد ثورة يوليو 1952 بحكم تدرجها الوظيفى لآليات العمل. وتتميز تلك الوحدة بأنها ممتدة تاريخيا دون انقطاع كما أنها تكشف شبكة العلاقات الدولية والإقليمية لهذه العائلة كدور ميريت غالى فى أثيوبيا، كما تكشف الوحدة عن طبيعة العلاقات الاجتماعية فى أوساط الطبقة الغنية فى المجتمع المصرى. ويتناول عزب بداية شجرة العائلة البطرسية ومولد بطرس غالى ونشأته واشتراكه فى الحياة السياسية وعمله بالحقانية حتى سنة 1893م ثم يبرز دوره فى المحافل الدولية كالسودان ومشكلة الحدود الغربية سنة 1904 والحدود الشرقية سنة 1906 ودوره فى الحدود الأثيوبية السودانية، كما أبرز دوره فى الإصلاحات الدستورية ودوره فى مد امتياز شركة قناة السويس للجمعية العمومية المصرية. كما أوضح أن بطرس باشا هو أول من أصدر قرارا فى الوقائع المصرية باعتبار أول السنة الهجرية عطلة رسمية ثم تناول عزب سيرة نجيب بطرس غالى الابن الأكبر والوظائف التى تولاها ودوره فى الحياة السياسية وأعماله الخيرية وكذلك تناول حياة واصف بطرس غالى ودوره الوطنى من حادث اغتيال ولده وعمله على درء الفتن بين الأقباط والمسلمين ودوره على المستوى الخارجى إذ وقف مدافعا فى الأممالمتحدة عن القضية الفلسطينية، كما تناول سيرة يوسف بطرس غالى وهو الابن الأقل شهرة نظراً لأنه لم يعمل فى معترك السياسة، كما أشاد الكاتب إلى دور أحفاده وعلى رأسهم مريت غالى الذى لعب دوراً محورياً فى التوثيق بين الكنيسة فى القاهرة والكنيسة فى الحبشة، وحرص الكاتب على أن ينهى كتابه بعدد من الوثائق التى تخص الأسرة البطرسية.