هل يصح أن نترك عامة الناس وخاصتهم يعتقدون أن الإنجاز الحقيقى الملموس الآن بين يديهم وتتحدث عنه وسائل الإعلام المختلفة وبرامج التوك شو هو انتزاع جامعة النيل من طلابها وإهدائها إلى الدكتور زويل.. أبعد عشرين شهراً من قيام ثورة وإستشهاد الأبناء وضياع العيون وإهدار الكرامات بكشوف عذرية وسحل وتعذيب فى السجون، لا يجد المراقب والمتابع للإحداث من فعل واضح ومتحقق - لا فعل فاضح - إلا هذا السلوك الذى يقولون عليه انه مشروع مصر القومى القادم، انتزاع جامعة باسم النيل وتسليمها وتسميتها لزويل، بينما كل الطموحات والآمال الأخرى التى حكموا بها وتمنوها إما ناقصة أو جار دراستها أو ستتحقق قريباً أو تم ردمها ودفنها فى جب الإهمال والتجاهل.. قامت ثورة لتسلم جامعة النيل إلى د. زويل، هكذا يردد الطلبة على اختلاف أعمارهم ومراحل تعليمهم، ويقولها المواطن البسيط الذى زاد وعيه مهموم مجتمعه وواقعه.. وإلا قولوا لنا لماذا كان الفعل الوحيد الذى اجتمع عليه ونفذه كل رؤساء حكومات الثورة التى تعاقبت عليها منذ أحمد شفيق وحتى هشام قنديل مروراً بعصام شرف وكمال الجنزورى.. ألم يكن أول قرار فعلى أخذه الفريق أحمد شفيق بعد البونبون والهايد بارك هو إجبار مجلس أمناء جامعة النيل بالتنازل عن الأصول المخصصة لجامعة النيل.. وبعدها أيام جاء الدكتور عصام شرف فكان أول قراراته وآخرها أيضاً هو منحة أرض جامعة النيل لزويل وتمكينه منها، فإذا ما جاء د. الجنزورى وبعيداً عن كل التخبطات والعشوائيات التى شابت فترة ولايته، فإن قراره الصريح الجلى كان التخلص من جامعة النيل والدعم الكامل لمدينة زويل وتسليمها تسليم مفتاح للعبقرى الأمريكى الجنسية د. زويل.. أما رئيس حكومة أول رئيس منتخب د. هشام قنديل فقد حسم المسائل وسحل الطلبة ورفض تظاهراتهم واعتصاماتهم بقوة الشرطة، لأن النيل أصبحت زويل وانتهى الأمر.. وإذا كنا نرصد طوال الأشهر الماضية وجود كثير من الأقلام النبيلة التى استماتت منذ اللحظة الأولى ولهذا الاعتداء فى الدفاع عن جامعة النيل رغم الفساد والعوار الذى ارتبط بتكوينها وإنشائها، دون أن تنسحق أمام سطوة حضور وبريق د. زويل وفريق وكلائه المنتشرين فى كل القطاعات، فإننا نرصد أيضاً تحول بعض الشخصيات المهمة التى كانت تقف إلى جوار زويل، خاصة بعد موقفه السيىء والمريب من جامعة النيل وباحثيها وأساتذتها.. أما الشىء الذى يعز على الرصد والفهم فهو محاولات ربط قرار إنشاء مدينة زويل بالثورة وبشباب الثورة وبأهدافها، حتى إن إحدى الشخصيات الكبيرة كتب يقول إن السبب الرئيس لهذا التنازل من النيل لزويل هو تهدئة شباب الثورة وتحقيق آمالهم. وأخيراً.. أين الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية مما جرى ويجرى لجامعة النيل، ألا يستحق الأمر منه التصرف أو حتى التعليق، أم أن دولة زويل أقصد مدينته قدر أكبر منا جميعاً.