سيطر الحديث عن تكوين بعض التحالفات الحزبية، على الشارع السياسى المصرى طوال الأيام القليلة الماضية، بعد أن تم الإعلان فعلياً عن ثلاثة منها، وهى تحالف الأمة المصرية ويضم مجموعة حزب المؤتمر برئاسة السيد عمرو موسى، وتحالف الجبهة الوطنية المصرية وهى جبهة انتخابية هدفها خوض الانتخابات على قائمة واحدة ويقودها الدكتور محمد البرادعى، أما التحالف الثالث والأخير، فهى حركة التيار الشعبى الذى يستلهم أفكاره من المشروع الناصرى ويتزعمه حمدين صباحى. ما يعرفه رجل الشارع ويردده جزء من الإعلام، هو أن هذه التحالفات تكونت لمواجهة سيطرة التيار الإسلامى والأحزاب الدينية فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو ما قد يحمل مخاوف وقوع مواجهات، ولكن ماذا قال أعضاء هذه التحالفات عنها.. هذا ما نقرأه فى آرائهم.. وقد أكد عمرو موسى زعيم تحالف الأمة المصرية وتجمع حزب المؤتمر المصرى أن التحالف يقوم على ضرورة لم شمل القوى السياسية على مرجعية واحدة هى المرجعية الوطنية، مشيراً إلى أن أعضاء التحالف اتفقوا على خطوات محددة منظمة. وأضاف أن المؤتمر المصرى جزء من تحالف الأمة المصرية وأنهم سوف يسيرون على طريق مصر المستقبل لإعادة بنائها مؤكداً أن المؤتمر المصرى يؤكد على العمل الجماعى فى جمع كل القوى السياسية على قلب وموقف رجل واحد فيما يتعلق بالمصلحة الوطنية المصرية وبالدستور وقانون الانتخابات البرلمانية وكل ما يخص المواطن المصرى من عدالة اجتماعية وغيرها من الحقوق. من جانبه أكد الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد وعضو التحالف أن «الأمة المصرية» تجمع سياسى فى المقام الأول لأن مصر تحتاج لمواقف سياسية جادة، منها ما يتعلق بالدستور ومنها ما يتعلق بالانتخابات إضافة إلى مواجهة الانفلات الأمنى والمطالب الفئوية، مشيراً إلى أن تحالف الأمة المصرية يضم أحزابا وشخصيات عامة ومفكرين وشخصيات نقابية وهو ليس موجهًا ضد فصيل بعينه لكنه تحالف من أجل المواطن المصرى وصالح الوطن ولمواجهة ما تنتظره من تحديات وأضاف: سنواصل الاتصال بالأحزاب الأخرى التى لم تنضم لأننا نسعى لتوحيد الأحزاب المدنية. وأضاف فؤاد بدراوى، سكرتير عام حزب الوفد، أن التحدى كبير خلال الفترة القادمة وعلينا أن نغتنم الفرصة وأن نبذل أقصى الجهد لأننا لو تركنا هذه الفرصة فلن نلوم إلا أنفسنا خاصة أنه لم يعد هناك أمور تمنعنا من اللقاء مع المواطن العادى ولا يوجد بيننا وبينه أى حواجز، كما أنه ليس للمواطن أى مبرر فى الابتعاد عن العمل العام لأنه لم يعد هناك أى ضغوط تمارس عليه. وأكد «بدراوى» أن تحالف الأمة المصرية الذى دعا إليه حزب الوفد يهدف إلى التأكيد على مدنية الدولة ومبدأ المواطنة والوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية وتجرى مفاوضات مع العديد من الشخصيات العامة والأحزاب للمشاركة مشيرا فى نفس الوقت إلى أن الوفد لن يذوب فى هذا التحالف ولن يقبل العمل تحت أى مظلة لأن ثوابته وقيمه وقامته غير قابلة للنقاش وأننا فى هذا التحالف مع الجميع على قدم المساواة. ووصف «بدراوى» الدعوة لإسقاط النظام أو إسقاط رئيس الجمهورية بأن هذا الكلام بعيد تماماً عن السياسة وأنه طالما قبلنا بالديمقراطية منهجاً وسلوكاً فلن يتم التغيير إلا من خلال طريق واحد فقط هو صندوق الانتخابات طالما كانت هذه الانتخابات حرة ونزيهة وإلا تحولنا إلى فوضى وهذا النهج هو ما يحدث فى الدول الديمقراطية وأن هذه من ثوابت ومبادئ الوفد والتى لا يحيد عنها. يذكر أن تحالف الأمة المصرية يتكون من أحزاب الوفد وغد الثورة والجبهة والمصريين الأحرار والعدل والسلام الاجتماعى. الناصريون وحمدين من جانب آخر انضمت عدد من الأحزاب التى تحمل الفكر الناصرى منها حزب الكرامة والوفاق القومى والحزب العربى الناصرى وغيرها لتيار الشعبى بزعامة حمدين صباحى، الذى أكد أن التيار الشعبى لن يكون حزبا إنما هو تيار جماهيرى يخدم الناس وعضويته مفتوحة لكل أعضاء الأحزاب وهو تيار لا يمثله أحد ولا يتزعمه أحد ويسعى لاستكمال الثورة وتحقيق أهدافها فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وبداية لتأسيس التيار الشعبى المصرى كإطار يعبر عن كتلة وطنية شعبية ثورية مدنية وتنظيم لقوى المجتمع يقدم طريقا وطنيا جديدا للمصريين ويتجنب الاستقطاب الحاد المهدد للوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعى ويرفض خيارات الاستبداد تحت أى مسمى. وقد أكد د. محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، أن محاولة اندماج الأحزاب أمر محمود بشرط التأكد من إمكانية نجاحها، الأمر الذى يستوجب تقارب تلك الأحزاب فكريًا وأيديولوجيًا لتوحيد الصفوف بعكس ما تم فى الانتخابات الماضية، والتى لم تتمكن الأحزاب المدنية فيه من مواجهة التيار الإسلامى. وأضاف أبو الغار أن ظهور تحالفات جديدة لا يعنى أنها ستدخل فى حرب مع جماعة الإخوان المسلمين أو التيار الإسلامى، وكل ما يتردد فى هذا الشأن كلام غريب ليس له أى علاقة بالواقع. يذكر أن التيار الشعبى يضم الأحزاب التى تحمل الفكر الناصرى ومنها الكرامة والوفاق القومى والعربى الناصرى. اليسار يتحدى فى جانب ثالث اتحدت الأحزاب اليسارية فى التحالف الديمقراطى الثورى لتضم أحزاب التجمع والتحالف الشعبى الاشتراكى وحزب العمال والفلاحين والحزب الاشتراكى المصرى والشيوعى المصرى واتحاد الشباب الإشتراكى والحركة الديمقراطية الشعبية وحركة مينا دانيال. وقد أكد صلاح عدلى سكرتير عام الحزب الشيوعى المصرى أن التحالف يتصدى لهيمنة وانفراد الإخوان بمواقع السلطة، موضحا أنه يستعد للعمل بين الجماهير فى المدن والمحافظات وأن ما دفعهم لتشكيل هذا التحالف رغم أنهم أعضاء فى تحالفات أخرى هو عدم تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، مؤكدا أن هناك مخاطر كثيرة تعترض طريق الثورة من جانب قوى الثورة المضادة، التى تمثل تحالف الشرائح الرأسمالية القديمة والجديدة. ورأى أحمد بهاء الدين شعبان الأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى أن ما حدث فى الانتخابات الماضية لن يتكرر وأن الإسلام السياسى لن يحصد الأكثرية فى مجلس الشعب القادم وما حدث فى الانتخابات الماضية كان ناتجا عن الظروف السياسية وانشغال شباب الثورة والقوى السياسية بميدان التحرير إلى جانب ما تم فى الكواليس من صفقات واتفاقات بين المجلس العسكرى والإسلاميين. وبخلاف هذه التيارات والكتل الانتخابية فإن الأحزاب السياسية قد دخلت فى تحالفات سياسية بهدف تشكيل جبهات معارضة فى مواجهة الإخوان. يذكر أن التحالف الديمقراطى الثورى يضم أحزاب التجمع، والتحالف الشعبى الاشتراكى، وحزب العمال والفلاحين والحزب الاشتراكى المصرى، واتحاد الشباب الاشتراكى، والحركة الديمقراطية الشعبية، وحركة مينا دانيال. أحزاب تفكر وفى جانب رابع مازالت هناك أحزاب تقف على الحياد أو تفكر فى التحالف الذى ربما تنضم له، فقد أكد الداعية الإسلامى الدكتور عمرو خالد مؤسس حزب مصر أن حزبه هو «أول حزب تنموى مصرى يسعى لتحقيق التنمية والتقدم عبر شبكة من المشروعات والمؤسسات والأنشطة التنموية والخدمية المنتشرة فى جميع محافظات مصر موضحًا أن الحديث عن خوض الحزب الانتخابات الرئاسية أو الدخول فى تحالفات انتخابية مع باقى القوى السياسية سابق لأوانه. وأشار خالد إلى أن بناء دولة المؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون وإنفاذ أحكام القضاء هو الأهم بما يحقق منظومة أمنية تحافظ على حقوق الإنسان، وتخضع لرقابة الشعب.