إسماعيل عبدالحافظ..واحد من جيل مخرجى التليفزيون العظام الذين ساهمت أعمالهم فى صياغة وجدان الجماهير، وتشكيل وعيهم على مدى أكثر من ثلاثة عقود..ووضعت أعماله مع صديقه ورفيق عمره السيناريست الراحل اسامة أنور عكاشة، وأعمالهما الخالدة وأهمها ملحمة «ليالى الحلمية»، و«الشهد والدموع» الدراما التليفزيونية المصرية بين أهم المدارس الدرامية فى العالم. وأعادت القناة الثانية يوم الجمعة قبل الماضى إذاعة حلقة رائعة من إخراج أسامة غريب وتقديم المذيعة أمانى زكى مع المخرج العبقرى الراحل..تحدث فيها بتلقائيته المعهودة وبساطة الفلاح المصرى وثقافة الفنان المبدع عن رحلته مع الدراما..وكشف ارتباطه غير العادى برفيق كفاحه أسامة أنور عكاشة، وحكى أنه سافر معه لعلاج كليته فى مركز المنصورة الشهير، بصحبة شقيقهما الفنى الثالث الفنان القدير صلاح السعدنى والذى أصر أن يجريا هما الآخران بعض التحاليل، فاكتشف مرضه هو الآخر بنفس مرض صديقه «عكاشة».. كما شرح ببساطة المتمكن كيف استخدم لأول مرة فن «التروكاج» فى مسلسلات الأبيض وأسود من خلال سباعية قام ببطولتها سهير البابلى والراحل صلاح قابيل، كما استخدمها ببراعة فى مسلسل الألوان «للثروة حسابات أخرى». ولأن الحلقة المتميزة للغاية كانت هى آخر ما سجله عمدة الدراما التليفزيونية الراحل، الذى اشتهر بارتدائه الجلباب البلدى أثناء تصوير معظم أعماله، وعرف بروحه المرحة وتهذيبه الجم وتواضعه الشديد فى التعامل مع ممثليه، فقد بدت عليه علامات الإجهاد الشديد، وبدأ بعدها بأيام قليلة صراعا جديدا مع المرض استدعى سفره للعلاج بباريس حيث وافته المنية هناك، فهى تعتبر من الحلقات النادرة فى أرشيف التليفزيون. رحم الله مخرجنا العظيم..وتحية لكل فريق العمل بالحلقة التليفزيونية الرائعة التى سلطت الضوء عليه وعلى مشواره الفنى وعلى شخصيته الطيبة وثقافته الرفيعة..وياليت المسئولين عن التليفزيون يعيدون إذاعة هذه الحلقة مرة أخرى، ويبدأون فى إعادة عرض أشهر مسلسلاته، خصوصا الأعمال التى قال هو نفسه فى الحلقة إنها ظلمت ولم تأخذ حظها من الاحتفاء النقدى والجماهيرى، ومن بينها «الوسية» و«الوجه الآخر».