وسط تصاعد التظاهرات والاحتجاجات فى الضفة الغربية، التى من المتوقع أن تتزايد فى الأيام القليلة المقبلة، استناداً إلى دعوات وجهتها بعض الجهات احتجاجاً على الغلاء وارتفاع أسعار المحروقات والوقود منذ مطلع سبتمبر الجارى بنسبة 62% ليصل ثمن لتر البنزين والديزل إلى ما يقارب دولارين هذا إلى جانب تأخر صرف رواتبهم. أكد السفير د. بركات الفرا سفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية أن الاحتجاجات الشعبية لها ما يبررها فى ظل استمرار ارتفاع الأسعار ومن حقهم المطالبة بزيادة الرواتب وتحسين المستوى المعيشى للمواطنين والعمل الجاد على إلغاء اتفاقية باريس المجحفة، لكنه أكد ضرورة ضبط النفس، وأن تكون المسيرات سلمية خاصة ان السلطة الفلسطينية تعتمد بشكل أساسى على المعونات التى تقدمها الدول المانحة وما تجمعه من ضرائب، لكنها تعانى من أزمة مالية جعلتها غير قادرة على دفع التزاماتها المالية تجاه الموظفين والقطاع الخاص. وقال إن الرئيس عباس يبذل قصارى جهده من أجل السيطرة على الأسعار ودفع الرواتب، ولكن السبب هو عدم توافر أى موارد لنا، وأيضا بسبب الوضع العربى والعالمى، ومع ذلك فنحن مع الشعب أيا كانت هذه المطالب. وأضاف أن السلطة الفلسطينية توجهت رسميا الى إسرائيل بطلب لمراجعة بنود اتفاقية باريس الاقتصادية التى مر 18 عاما على توقعيها مؤكدا على ضرورة السعى لتعديل الكثير من محتواها، وإن وصل الأمر إلى إلغائها والانسحاب منها. وقال إن الحكومة الفلسطينية تبحث مع عدد من رجال الأعمال وممثلى القطاع الخاص سبل مواجهة الأزمة الراهنة. موضحا أن الحكومة الفلسطينية بحاجة الى موارد مالية وهى غير متاحة حاليا. وعلى جانب آخر أكد السفير الفلسطينى بالقاهرة أن كل محاولات الإحباط والتهديدات الإسرائيلية للرئيس أبو مازن بسبب تقديم مشروع قرار انضمام فلسطين للجمعية العامة للأمم المتحدة فى27 من الشهر الجارى لن تجعل الرئيس ابو مازن يتراجع أو يتنازل عن موقفه من توجه السلطة الفلسطينية إلى الأممالمتحدة للحصول على العضوية فى المنظمة الدولية للأمم المتحدة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية وهذا القرار قد اتخذ فلسطينياً وعربياً وبدعم أكثر من 132 دولة عربية وغربية ومن الممكن أن تحدث مفاجأة وصفعة قوية للاحتلال الصهيونى. وطالب الفرا المجتمع الدولى وأمريكا والعرب على وجه الخصوص باتخاذ موقف حازم ورادع من تهديدات ليبرمان التى وصفها ب «العربدة السياسية»، مشيرًا إلى أنه يجب الأخذ فى الاعتبار هذه التهديدات، لأنه ليس هناك ما يمنع إسرائيل من اغتيال الرئيس أبو مازن. وشدد على ضرورة أن يكون للدول العربية موقف واضح وصريح إزاء هذه التهديدات، رافضا أن يكون موقفهم مجرد صدور بيان فقط تشجب فيه وتستنكر هذه التصريحات «الإرهابية». وأكد أنه تقدم بمذكرة للجامعة العربية لطرحها فى اجتماعات الجامعة وأثار فيها التهديدات الاسرائيلية، لأن حياة الرئيس عباس هى مسئولية كل الحكومات والدول العربية. ولم يستبعد الفرا أن تنفذ إسرائيل تهديداتها باغتيال أبو مازن خاصة أن هذا الأسلوب وهذه الأفعال تعرفهما إسرائيل جيدًا بل تتقنهما، فهى وراء اغتيال الشهيد أبو عمار، وسبق عملية اغتيال أبو عمار تصريحات «غير مسئولة» صدرت من مسئولين أيضًا فى الحكومة الإسرائيلية. ويرى السفير الفرا أن نجاح التحرك فى الأممالمتحدة للحصول على عضوية فلسطين فى المنظمة الدولية مرتبط بشكل تام بإنجاز ملف المصالحة الفلسطينية، فلا دولة دون حكومة مركزية واحدة ودون وحدة إقليم، ودون وحدة كلمة. خاصة أن الانقسام الفلسطينى استخدم كذريعة من قبل لجنة العضوية فى مجلس الأمن العام الماضى، والذهاب هذه السنة للأمم المتحدة فى ظل استمرار الانقسام الفلسطينى - الفلسطينى يقلل من فرص نجاح تحقيق الهدف المنشود وهو ان تكون فلسطين الدولة 194 فى الأممالمتحدة. وشدد السفير الفلسطينى على ضرورة ان يكون هناك ضغط عربى وارادة عربية بحيث تخرج المصالحة الفلسطينية من نطاق البيانات بشكل يلزم جميع الأطراف على إنجاز ملف المصالحة على ارض الواقع. مطالبا بضمانات مادية عربية فى مجابهة الكونجرس الأمريكى. وقال إنه لو حصلت فلسطين على اصوات عديدة فى الوقت نفسة استخدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية حق الفيتو ضد هذا القرار وفشلنا فى تحقيق الهدف المنشود فسيعد هذا انتصارا معنويا لفلسطين لأن عدد الأصوات التى صوتت لصالح فلسطين تعد رسالة للولايات المتحدة بأن هناك إرادة عربية فى ظل الربيع العربى حتى فى ظل الرفض الأمريكى، وأن الإصرار هو بمثابة رفض للانحياز الأمريكى الصارخ للكيان الصهيونى.