رغم أنه فاز بمنصب عمادة كلية الآداب جامعة عين شمس بعد الثورة إلا أنه آثر وأصر على العودة لدار الكتب والوثائق القومية التى قضى بها ثلاث سنوات كرئيس للإدارة المركزية قبل أن يعود إليها مرة أخرى رئيسا لمجلس الإدارة، يحمل أحلاماً وأفكاراً وطموحات هائلة للدار منها قاعة للفنون وقاعة للموسيقى وقاعة للمكفوفين إلا أنه فجر مفاجئة غير سارة عندما قال إن لجنة توثيق ثورة 25 يناير التى بدأت بالدار توقفت لأسباب فنية. *لماذا تركت عمادة كلية الآداب جامعة عين شمس ووافقت على تولى منصب رئيس دار الكتب والوثائق القومية؟ * *بادئ ذى بدء يجب أن أسجل أن كلية الآداب بالنسبة لى هى الماء والهواء وأننى أحبها حبا لا أستطيع أن أبوح به ولكننى عندما تركتها لم أتركها إلا إلى مهمة قومية أخرى لا تقل عنها أهمية، فالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية دار لها تاريخها العريق فى حفظ التراث والمحفوظات والبرديات والوثائق والمصنفات المختلفة من الكتب والمراجع الضرورية للباحثين لذا فإن المهمة التى أقوم به فى كلية الآداب، والسبب الإضافى أننى عملت بدار الكتب ما يقرب من ثلاث سنوات ونصف رئيسا للإدارة المركزية بدار الكتب وكانت لى بعض الأحلام التى لاتزال لم تتحقق فكان ذلك دافعا مهما لأن أعود لاحقق هذه الاحلام، وهى تطوير قاعة الدوريات، وتطوير قاعات الدور الثالث بما فيه من مكتبة رقمية كاملة *هناك العديد من الجهات التى تحاول التوثيق لثورة 25 يناير كان من ضمن تلك المشريع مشروع دار الوثائق فما آخر ما توصل إليه المشروع، وهل كثرة تلك المشاريع تعود بالنفع أم بالضرر على التوثيق للثورة؟ * *دعنى أقول لك أولا أننا فى دار الوثائق بدأنا مشروع التوثيق للثورة وكان يشرف عليه د. خالد فهمى رئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية ولكن لم يكتمل المشروع حتى الان وتوقف بعض الوقت لأسباب فنية ونحن عازمون على استمراره واستكماله فى أقرب فرصة. أما تعدد جهات التوثيق فبالتأكيد هو شىء نافع لأنه يكمل النواقص فى النهاية نكمل بعضنا البعض فتظهر الصورة الحقيقية أما إذا اعتمدنا على مكان واحد فى التوثيق فهو فى النهاية يظهر رؤية أحادية لموقع ثقافى واحد برؤيته الخاصة. *هل هناك نية لدى الإدارة الحالية لدار الكتب والوثائق القومية للإعلان عن حاجتها لإصدار قانون وثائق جديد؟ * *نحن حريصون كل الحرص على تطوير قانون الوثائق الذى صدر فى الخمسينيات أى ما يقرب من ستين عاما فلابد أن ثوابت كثيرة قد تغيرت ووظائف كثيرة اكتسبتها دار الوثائق من الخبرات السابقة ومن الخبرات العالمية، الأمر الذى يحتاج إلى تطوير قانون الوثائق وإضافة أشياء كثيرة له. منها مثلا أن يكون نص القانون على أن من حق دار الوثائق استلام أو تسلم الوثائق الموجودة ببعض الوزارات السيادية فمثلا وزارة الدفاع منذ أن كان اسمها وزارة الحربية لم تضطلع حتى الآن على وثائق حربى 1956، 1967ناهيك عن حرب 1973م، ونحتاج أن يكون لموظف دار الوثائق أو العاملين فى هذا المجال صفة الضبطية وأن يكون من حقنا إذا وجدنا وثائق فى مكان ما أن ننتزعها من هذا المكان بموجب قانون يكفل للهيئة مكتسباتها ومقدراتها فى أن يستحوذ على كل ما هو وثائقى فى مصر، لأن فى النهاية الوثائق يضطلع عليها المواطن الذى سيكون له قيد فى الدستور الجديد ينص على ان المعرفة حق أصيل كما فى شأن البلاد المتقدمة. *ماذا ما تم فى مشروع رقمنة الوثائق؟ * *مشروع رقمنة دار الوثائق جارٍ العمل فيه على قدم وساق فقد تم تحويل كثير من الوثائق إلى معرفة رقمية عبر عدد كبير من أجهزة الكمبيوتر وكانت لنا شراكة مع وزارة الاتصالات فى الفترة السابقة، و فنحن نمضى فى العمل ولكن ما يؤخرنا بعض الشىء أننا فى سبيل الانتقال بدار الوثائق إلى مكان جديد فى الفسطاط، وقد تم الانتهاء من بنائه بنسبة 80% وتم وضع المعدات والأجهزة اللازمة للعمل ومن المتوقع أن نفتح دار الوثائق الجديدة بداية العام القادم فى أحدث صورة لها وستنافس دور الوثائق فىالعالم الحديث المتقدم. *ما هى آخر إنجازاتك العلمية؟ وهل أثرت مسئوليات المنصب على انتاجك الشعرى؟ * *هناك كتابان مزمع نشرهما فى هذه الأيام الأول كتاب فى دار الآداب بعنوان «تقنيات القصيدة المعاصرة» وكتاب آخر سيطبع فى المجلس الأعلى للثقافة بعنوان «التجليات الشعرية عند عبد الوهاب البياتى» الشاعر العراقى الكبير وذلك بحكم تخصصى فى النقد الأدبى الحديث بشكل عام. بالتأكيد أثر وجودى فى العمل الإدارى على حساب الكتابة الأدبية والإبداعية بشكل كبير لكننى لست شاعرا بالمعنى المعروف للشعر وإنما أكتب الشعر من حين لآخر فشعرى شعر مناسبات ولكن ذوقى النقدى، يتعالى على قدرتى الشعرية وعندما أحسست هذا توقفت عن الكتابة الشعرية *ما الذى تم انجازه من أحلام فى فترة توليك دار الكتاب؟ عما تم تحقيقه من إنجازات أو أحلام فى فترة توليك دار الكتب؟ * *عند توليتى المنصب وجدت قاعة الدوريات متوقفة بسبب خلافات بين المقاول والمؤسسة ومضى عليها حتى الآن سنه ونصف السنة، قمت بجلسات للتوفيق بين الطرفين وإزالة سوء التفاهم لمدة استمرت طوال شهر وسيتم افتتاح القاعة الجديدة بعد شهر على أقصى تقدير بعد الانتهاء من التشطيبات. أما بالنسبة للدور الثالث فبه عدد من القاعات كالقاعة الكبرى وبالفعل أرسلت إلى مؤسسة إنشاءات القوات المسلحة للتعاقد معها على التصميم وقد تم الانتهاء من التنفيذ، والقاعة الثانية هى قاعة للمكفوفين وهى قاعة الفجر وسوف يتم الانتهاء منها هذا العام وسوف تسخر لها إمكانات أجهزة ناطقة وأجهزة تحويل نظام برايل إلى نظام اليكترونى وسيكون فيها كافة ما يخدم المحرومين من نعمة البصر ومن المتوقع افتتاحها بعد أشهر قلائل. أما عن قاعة الموسيقى اتصلت برئيس هيئة الإذاعة المصرية وأتفقت معه أن يرسل لى شخصيتين مخصصين لرصد الموجود لدينا فى هذا المجال لتسويق بعض وانتاج بعض حتى يمكن تشغيل القاعة الرقمية للموسيقى لهواة الاستماع للتراث الموسيقى القديم. وسيتم تطوير قاعة الفنون بحيث تكون مكتبة رقمية للفنون الإلكترونية وسيتم تزويدها بعدد من أجهزة الكمبيوتر وسيتم عمل شراكة مع مواقع الفن التشكيلى وسيتم عمل جاليرى لصغار الفنانين يتم تأجيرها بشكل رمزى لصغار الفنانين، كما أحلم بعمل أكبر مركز للمسح الضوئى فى الشرق الأوسط إلا أن الأمر سيحتاج تخصصات مالية تصل إلى خمسة ملايين جنيه، كما ستسعى دار الكتب إلى العمل على نشر إليكترونى لأننا مؤسسة كبيرة وعريقة ولا يجب أن يسبقنا الآخرون فالفترة القادمة من حياة الشعوب والأمم لن تحتاج إلى الكتاب الورقى لأنه بعد عشر سنوات لن يكون هناك سوى السى دى والمواقع الإليكترونية فقط فلابد أن تكون على وعى لكى نسبق الزمن قبل أن يسبقنا.