بالصور والفيديو| الآلاف يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك بمركز شباب بشتيل    بالصور.. شلالات البالونات ترسم البسمة على وجوه الأطفال في بورسعيد    محافظ القليوبية يوزع الورود ويلتقط الصور التذكارية مع المواطنين احتفالًا بعيد الأضحى.. صور    الألاف يصلون صلاة عيد الأضحى في مجمع أبو العباس بالإسكندرية    القنوات الناقلة لمباراة إنجلترا وصربيا في كأس أمم أوروبا يورو 2024    ترتيب هدافي الدوري المصري قبل مباراة المقاولون العرب وطلائع الجيش    توافد آلاف المصلين على ساحة مسجد السلطان لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم على طريق بحيرة قارون السياحي بالفيوم    بالصور والفيديو.. توافد الآلاف من المصلين على مسجد خاتم المرسلين بالهرم لأداء صلاة العيد    عاجل - بث مباشر شعائر صلاة عيد الأضحى المبارك 2024 من مسجد السيدة زينب    بسبب صلاة العيد، زحام مروري بمصر الجديدة (فيديو)    بدء توافد مواطني الأقصر على ساحة أبو الحجاج لأداء صلاة عيد الأضحى (بث مباشر)    محمد رمضان يحقق 80 ألف مشاهدة بأغنية العيد "مفيش كده" في ساعات    الاحتلال يمنع الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى قبيل صلاة عيد الأضحى (فيديو)    الرئيس السيسي يشيد بحسن تنظيم السلطات السعودية لمناسك الحج    العليا للحج: جواز عدم المبيت في منى لكبار السن والمرضى دون فداء    الحجاج يرمون جمرة العقبة الكبرى فى مشعر منى    حماس: نتنياهو يراكم كل يوم العجز والفشل.. والحقائق تؤكد انهيار جيش الاحتلال    قوات الاحتلال تمنع مئات الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر    أنغام تحيي أضخم حفلات عيد الأضحى بالكويت وتوجه تهنئة للجمهور    محافظ جنوب سيناء يشارك مواطني مدينة الطور فرحتهم بليلة عيد الأضحى    ريهام سعيد: «أنا عملت عملية وعينيا باظت ومش محتاجة حد يصدقني» (فيديو)    لإنقاذ فرنسا، هولاند "يفاجئ" الرأي العام بترشحه للانتخابات البرلمانية في سابقة تاريخية    الجمعية المصرية للحساسية والمناعة: مرضى الربو الأكثر تأثرا بالاحترار العالمي    ريهام سعيد: محمد هنيدي تقدم للزواج مني لكن ماما رفضت    ننشر موعد صلاة عيد الأضحى المبارك لعام 1445ه‍    تعرف على سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك    عيار 21 الآن وسعر الذهب اليوم في السعودية الاحد 16 يونيو 2024    متلازمة الصدمة السامة، ارتفاع مصابي بكتيريا آكلة اللحم في اليابان إلى 977 حالة    مع زيادة الطلب على الأضاحي.. تعرف على أسعار اللحوم اليوم الأحد    طقس أول أيام العيد.. أمطار وعواصف تضرب الوادي الجديد    دعاء لأمي المتوفاة في عيد الأضحى.. اللهم ارحم فقيدة قلبي وآنس وحشتها    موعد صلاة عيد الأضحى المبارك في القاهرة والمحافظات    93 دولة تدعم المحكمة الجنائية الدولية في مواجهة جرائم إسرائيل    «الغرف التجارية»: زيادة الاحتياطى يزيد من ثقة المستثمرين    «الموجة الحارة».. شوارع خالية من المارة وهروب جماعى ل«الشواطئ»    أثناء الدعاء.. وفاة سيدة من محافظة كفر الشيخ على صعيد جبل عرفات    مش هينفع أشتغل لراحة الأهلي فقط، عامر حسين يرد على انتقادات عدلي القيعي (فيديو)    استقبال تردد قناة السعودية لمشاهدة الحجاج على نايل سات وعرب سات    عاجل.. رد نهائي من زين الدين بلعيد يحسم جدل انتقاله للأهلي    «التعليم العالى»: تعزيز التعاون الأكاديمى والتكنولوجى مع الإمارات    تأسيس الشركات وصناديق استثمار خيرية.. تعرف علي أهداف عمل التحالف الوطني    دعاء النبي في عيد الأضحى مكتوب.. أفضل 10 أدعية مستجابة كان يرددها الأنبياء في صلاة العيد    غرامة 5 آلاف جنيه.. تعرف علي عقوبة بيع الأطعمة الغذائية بدون شهادة صحية    تشكيل غرفة عمليات.. بيان عاجل من "السياحة" بشأن الحج 2024 والسائحين    كرة سلة.. عبد الرحمن نادر على رأس قائمة مصر استعدادا للتصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس    «المالية»: 20 مليون جنيه «فكة» لتلبية احتياجات المواطنين    إلغاء إجازات البيطريين وجاهزية 33 مجزر لاستقبال الأضاحي بالمجان في أسيوط    ملخص وأهداف مباراة إيطاليا ضد ألبانيا 2-1 في يورو 2024    خوفا من اندلاع حرب مع حزب الله.. «أوستن» يدعو «جالانت» لزيارة الولايات المتحدة    شيخ المنطقة الأزهرية بالغربية يترأس وفداً أزهرياً للعزاء في وكيل مطرانية طنطا| صور    عاجل.. عرض خليجي برقم لا يُصدق لضم إمام عاشور وهذا رد فعل الأهلي    عاجل.. الزمالك يحسم الجدل بشأن إمكانية رحيل حمزة المثلوثي إلى الترجي التونسي    تزامنا مع عيد الأضحى.. بهاء سلطان يطرح أغنية «تنزل فين»    للكشف والعلاج مجانا.. عيادة طبية متنقلة للتأمين الطبي بميدان الساعة في دمياط    حلو الكلام.. لم أعثر على صاحبْ!    بمناسبة العيد والعيدية.. أجواء احتفالية وطقوس روحانية بحي السيدة زينب    فحص 1374 مواطنا ضمن قافلة طبية بقرية جمصة غرب في دمياط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عز?ب : الأزهر بيت المصريين مسلمين ومسيحيين
نشر في أكتوبر يوم 19 - 08 - 2012

«الحوار فى الأزهر الشريف هدفه الاتفاق على حق الاختلاف النابع من القرآن الكريم» هذا ما أكده الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للحوار وأستاذ الحضارة الإسلامية السابق بجامعه السوربون، مشدداً على أن القرآن يعلمنا كيف نتحاور؟ ويعلمنا آداب الاختلاف الذى يثرى الامة والمجتمع، مشيراً إلى أن ثقافة الاختلاف والحوار غائبه حالياً عن المجتمع المصرى والعربى والإسلامى، وأن وثيقة الأزهر كانت نتاجاً لحوار كل أطياف المجتمع المصرى تحت قبة الأزهر الذى وضع نصب عينيه منذ بداية الثورة توحيد مصر ضد التشرذم والانقسام، مشيراً إلى أن الإسلام لا يعرف الصدام مع الاديان الأخرى وأن حرية العقيدة فى قلب القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة..
??عملت لمدة 15 سنة كأستاذ للحضارة الإسلامية بجامعه السوربون ثم رجعت لرئاسة لجنة الحوار بالازهر.. فهل يستطيع القارئ التعرف على قصة هذه العودة؟
???الحقيقة عشت فى باريس لمدة 11 عاماً طالباً لدكتوراه الدولة وهى إحدى درجات الدكتوراه ذات المستوى المرتفع جداً، والتى تحتاج إلى وقت طويل قضيت فيها 11 عاماً فى دراسة لغات الكتاب المقدس ولغة القرآن الكريم ودراسة النصوص المقدسة، وبالتالى علم الأديان المقارن، ورجعت سنة 1987 أستاذاً فى جامعة الأزهر والجامعات المصرية وكليه الألسن، ثم سافرت لمدة 3 سنوات متعاوناً بجامعات أفريقيا الفرانكفونية، ثم من سنة 1996 إلى 2010 أستاذاً فى باريس، أى أنه أثناء تلك الفترة كنت طالباً وأستاذا 11 + 14 = 25 سنة قضيتها فى باريس، كنت خلالها على اتصال دائم بحركة الحوار فى العالم وكنت – متطوعاً – أقول إنى أمثل الأزهر، لأنه وقتها الأزهر لم يكن مهتماً بهذه الأشياء، ولكنى بما أننى أزهرى قديم جندت نفسى لهذا واكتسبت خبره فى الحوار مع الفاتيكان وأوروبا وجمعيات حوار كثيرة، ولذلك كنت اتدخل فى الإعلام الفرنسى والأوروبى فى كل ما يخص الإسلام أو مصر، إلى أن جاءت سنة 2010 وبالتحديد شهر يونيه عندما عقد فى الأزهر مؤتمر الرابطة العالمية لخريجى الأزهر والتى أسسها الشيخ الطيب شيخ الأزهر منذ أبريل 2010، وكان يتابع نشاطها ويدعون لمؤتمراتها، وفى أثناء هذا المؤتمر عرض علىَّ فضيلته أن أعود لمصر مستشاراً له لشئون الحوار، والإمام الطيب له تصور للحوار غير الذى كان موجوداً فى الأزهر قبل ذلك وهو أيضاً غير الموجود فى كثير من بلاد العالم حتى الآن، ولذلك اقتنعت بمشروعه واستقلت من الجامعة الباريسية وعدت طائعاً مختاراً قبل ثورة يناير فى أكتوبر 2010 لأتسلم هذه المهمة التى أنا مقتنع بها تماماً..
ثورة الأزهر
??ما هى فكرة مركز الحوار بالضبط وكيف تختلف عن غيرها؟
???كان بالأزهر ما يطلق عليه اللجنة الدائمة لحوار الأديان وهذه كانت محاولات لها ما لها وعليها ما عليها، وكانت جهود الأزهر فى المرحلة السابقة قبل الثورة قليلة وكانت هناك تضييقات عليه، وكان يعمل فى جو غير سليم لأن مصر كلها كانت تعيش فى جو غير سليم، مصر تخلت عن مكان الريادةفى المنطقة قبل الثورة، وبالتالى فالأزهر نفسه إصابة بعض الشىء، لكن الطيب بدأ ثورة الأزهر قبل ثورة يناير، وفى الحقيقه كانت له وهو رئيس جامعة جهود مشهودة منها الرابطه العالمية لخريجى الأزهر وهى هيئة عملاقة اتمنى أن يوليها الإعلام الاهتمام اللائق، وكان للطيب تصوره لإصلاح التعليم فى الأزهر ولكنه لم يكن يؤتى الفرصة كاملة لأنه كان رئيس جامعة وهى مقيدة بالبروتوكولات والميزانيات وأشياء كثيرة وكان يعانى من ان ميزانية الأزهر أقل من ميزانية جامعة مثل عين شمس أو أى جامعة مدنية أخرى مع أن الأزهر 70 كلية تقريباً على أرض مصر وحدها، ويوجد به طلاب من 106 دول من دول العالم بمعنى أصح رابطه عالمية موجودة على أرض مصر، ولا أعتقد أن مصر كانت تستثمر هذا استثماراً جيداً، وبدأ هذا الاستثمار منذ تولى الطيب مشيخة الأزهر وأصبح المسئول عن كل شىء فى الأزهر وليس مجرد رئيس جامعة، وبالتالى فقد شكل فوراً لجاناً لإصلاح التعليم فى الأزهر، مناهج التعليم.. التأكيد على منهج الوسطية والتعددية الذى كان الأزهر يمتاز به دائماً، والذى كان قد أضعف نتيجه لظروف معينة، وطالب بالرجوع إلى أمهات الكتب القديمة التى كنا ندرسها لأن فيها مساحه الاتساع للاختلاف والحوار أكثر من الكتب الحديثة، وبدأ هذا الطريق ومن ضمنه مسألة الحوار.. وما هو الحوار فى نظر شيخ الأزهر وفى نظر مركز الحوار بالأزهر الشريف؟ لا نسميه حوار الأديان ولكن نسميه مركز الحوار، لماذا؟ لأن الاديان من وجهة نظرنا جزء من الموضوع وليست كل الموضوع بمعنى الحوار مع الأديان الأخرى.. الحوار داخل الدين الواحد.. بمعنى الحوار الإسلامى الإسلامى وهو غير موجود فى العالم الاسلامى.. الحوار فى الوطن الواحد لمن يلتزم بقضايا دينه ومن لا يلتزم، الحوار مع العلمانيين والمدنيين والليبراليين.. كل الناس.. لأن الحوار فى مركز الأزهر الشريف ليس هدفه ضرورة اقناع الآخرين ولكن هدفه الأتفاق على حق الأختلاف الآتى من القرآن الكريم، الأتفاق على ضرورة الحوار بين المختلفين، للاتفاق على القيم العليا المشتركة بين الاديان والثقافات والحضارات لتفعيل هذه القيم فى المجتمع وتحقيقها ولتكن انت من تكون ولأكن أنا من أكون، أنت مسلم يهودى مسيحى علمانى مدنى هذه الأشياء قناعات لك، فالحوار فى مركز الأزهر الشريف آت من القرآن الكريم «حق الاختلاف» وفى القرآن الله سبحانه وتعالى حاور ابليس وهو مخلوق وسمح له أن يختلف وأن يدافع عن نفسه طوال صفحتين من القرآن الكريم، وكأن القرآن يريد ان يعلمنا كيف نتحاور ويعلمنا آداب الاختلاف، وهناك تضاد بين الاختلاف والخلاف، فالخلاف صدام وتناطح وتضاد، والاختلاف تنوع يثرى الأمة والمجتمع، وشرط الحوار فى الأزهر الشريف هو الاحترام المتبادل والندية الكاملة مهما كان الاختلاف ثم هناك شرط أساسى أيضاً وهو أن يكون الحوار مبتعداً تماماً عن العقيدة، فالعقيدة ليست مجال حوار، نحن نتحاور فى القيم المشتركة.. فى الحق والعدل والخير والجمال والعلم والتقدم والمساواة وازدهار المجتمع والاخاء وتكافؤ الفرص فى المجتمع وتنمية هذا المجتمع أيا كانت عقيدة الشخص أو مذهبه وهذه بعض الملامح الجديدة للحوار فى الأزهر الشريف، وهناك ايضاً نقطه مهمة جديدة أنه كان غالبا ومازال فى كثير من العالم الإسلامى والعربى – وكان الأزهر سابقاً- يدعى من قبل أوروبا والغرب للحوار فيستجيب ولم تكن زمام المبادرة فى ايدينا، أما الآن فنحن نملك زمام المبادرة، نحاور من نشاء عندما تتوافر ظروف الحوار، ونؤجل من نشاء عندما نجد الظروف غير مناسبه، ونرفض حواراً قائماً على الضغط أيا كان أو على التعالى والدونيه، وإذا سألتنى ما هو هدف شيخ الأزهر ومركز الحوار؟ سأجيبك فى كلمة واحدة وهو أن هدفنا الأعلى زرع «ثقافة الحوار» فى المجتمع المصرى لأنها غائبة، المجتمع المصرى والعربى والإسلامى حالياً لا يعرف اداب الأختلاف أو هى مهمله فيه، ولكن نحن فى الأزهر غير ذلك تماماً، لماذا؟ لأن فكرة الحوار وآدابه وطرقه آتيه من قلب القرآن الكريم، «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله»،»ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم»، «وادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو العليم القدير»، يعنى الثقافة الإسلامية العريقة الحقيقية فيها حوار، ولكن المجتمعات العربية الإسلامية ليس فيها حوار وهذا أحد أهم أسباب السقوط والضعف والانحطاط فى مجتمعاتنا والتى يجب أن نقضى عليها، وهذه هى رسالة الأزهر ليس الهدف الاقتراب من الآخر فقط، ولكن إعادة وقوف المجتمع المصرى على قدمين راسختين فى أرض من الحرية ومن الفهم المتبادل فهم الذات وفهم الآخر..
الحوار مع الكنيسة
??بمناسبة هذا الكلام هل هناك حوار داخل مصر بين الأزهر والكنيسة؟
???بالطبع، لقد بدأ الأزهر الحوار منذ أكتوبر 2010 وقلنا إنه لابد من حوار إسلامى إسلامى وقتها، فقد وجدنا أن المذاهب الإسلامية لا تتحاور، السنة والجماعة مذهب الأزهر، والشيعة والأباضية والزيدية، هذه مذاهب إسلامية كلها صحيحة ولا تتحاور، بدأنا نتصل بهم وبدأنا ندعو بعض الثقافات خارج مصر ليرسلوا لنا أشخاصاً متميزين لنبدأ أرضية الحوار، وبدأنا أيضاً نتصل بالمثقفين المصريين والكتاب والمفكرين نريد أن نتحاور معهم ليس للسيطرة أو الهيمنة «إنما أنت بمذكر ولست عليهم بمسيطر» وإنما للتفاهم المشترك والتقارب لخدمة مصر، وبدأنا نتصل بالكنائس، لدينا إذن حوار داخلى، «إسلامى - إسلامى»، «أزهرى – حياة مدنية»، «إسلامى – مسيحى» فى مصر أولاً، لأنه كان لدينا لجان حوار تتحاور مع أوروبا ونترك المسيحية المصرية، ولكن نحن نركز على المسيحية المصرية أولاً ثم ننتقل منها إلى المسيحية العربية الشرقية لأنها ساهمت فى نمو العلوم عند المسلمين، فالرهبان النصارى فى بغداد فى عهد الخليفة المأمون ساعدوا فى ترجمة التراث اليونانى إلى اللغة العربية، أبو نصر الفارابى كان أستاذه مسيحيا، الإسلام لا يعرف صداماً مع أهل الأديان الآخرى خصوصاً من يعيشون معه فى سلام ومن يساعدونه، ثم بعد ذلك يأتى الحوار مع المسيحية فى العالم كله ومع اليهودية أيضاً عندما يوجد أرض مشتركة للحوار، ماعدا إسرائيل فمادام هناك وطن مغتصب وشعب مقهور فلا نحاور، والأزهر عنده خط غير قابل للتفاهم فى هذه المسألة، والآن ماذا تحقق من الحوار؟ إذا ذهبت إلى الكاتدرائية المرقسية وسألت عن الحوار سيقولون لك ما أقول بالحرف الواحد، أصبحت الآن ثقة المسيحيين المصريين فى الأزهر الشريف لم يسبق أن وجدت بهذا القدر وهذا شىء نفخر به ونريد أن نحافظ عليه لأن دور الأزهر الشريف هو توحيد مصر فى اللحظات الحرجة، وما أكثر اللحظات حرجاً حاليا، كيف تم الحوار مع الكنيسة المصرية؟
الإمام الأكبر أطلق مشروع بيت العائلة المصرية وهذا حوار عملى فالحوار عندنا ليس جلسات نتناقش فيها ثم نذهب، نحن نتواصل نتفق ونناقش القضايا المشتركه ونتفق عليها معاً، لدرجة أنه حتى لجنة الدستور كنا متفقين غالباً، وبيت العائلة يتكون من الأزهر الشريف والكنائس المصرية فى مقدمتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الوطنية، والكنيسة الاسقفية الانجيليكانية، والكنيسة الانجيلية، والكنيسة الكاثوليكية القبطية، وأعضاء من غير الكنائس والأزهر مسلمين ومسيحيين وعلماء، مجلس من المتخصصين ليس هدفه المصالحة بين المسلمين والمسيحيين، لسنا ضد المصالحة ولكن لسنا نحن الذين نقوم بها، نحن لنا هدفان واضحان، الأول إعادة صياغة الخطاب الدينى الإسلامى المسيحى الموجه للناس للاتفاق على أن يقوم على القيم العليا المشتركة وينشر فى الإعلام مفهوم العدالة فى الإسلام والمسيحية، مفهوم المحبة فى المسيحية ومفهوم الرحمة فى الإسلام، لأن الإسلام دين رحمة، «ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، نشر هذا الخطاب فى المساجد والكنائس وفى وسائل الإعلام، لأن الخطاب الدينى فى مصر انحرف فى الربع القرن الأخير لأسباب ليس هناك وقت لتحليلها الآن، ولذلك فلدينا فى بيت العائلة لجنة التعليم وقطعت مشواراً كبيراً فى درس الأشياء وسنقدم الدراسات لوزارة التعليم ولوزارة الثقافة، الهدف الثانى لبيت العائلة هو مناقشة قضايا الاحتقان الطائفى والبحث عن الأسباب الحقيقية لها لأننا نعلم أنه فى العصر السابق كانت المشاكل السياسية والثقافية تلبس ثوب الدين وما هى فى الدين بشىء، فى الصعيد بنت وولد فى قضية حب طول عمرها موجودة ولها عقوبات المجتمع بيتصرف فيها، لماذا أصبحت الآن تدخل فى نطاق الدين؟ نحن فى بيت العائلة نميز وندرس المشاكل هل هى دينية حقيقية أم لا؟ ما لها أسباب دينية نحاول القضاء عليها، وبالطبع أسباب المشاكل الدينيه والاحتقان الدينى إن وجد هو الفهم السيىء للدين – لدينك ولدين الآخر – وفى رأينا تساهم وسائل الإعلام ووزارتا التعليم والثقافة من غير إرادة وعن غير قصد فى تسطيح الفكر وبالتالى سيادة درجة من الجهل سواء بالأنا أو بالآخر، وبالتالى الصدام، ونحن نتمنى خطة وطنية عالية وطلبنا فى آخر اجتماع لبيت العائلة لقاء مع السيد رئيس الجمهورية ووفد من بيت العائلة برئاسة الإمام الأكبر ونيافة القائممقام لطرح عملنا على الرئيس واستعدادنا للتعاون معه ومع الدولة فى اصلاح هذه الأرض الضرورية جداً، هذه القنابل الغبية التى تنفجر فى المجتمع المصرى من وقت لآخر مستغلة العاطفة الدينية يجب أن نقضى عليها، والأزهر يسير بقوة فى هذا الطريق ولا ينام، والآن أصبحنا متفقين على عدة أشياء، مثلا، الولايات المتحدة والخارج أحيانا يتخفون وراء هذه الأحداث ويريدون التدخل فى شئون مصر، الآن الكاتدرائية والكنائس يقولون معنا إننا معاً مسئولين عن مشاكلنا، لدينا مشاكل وسنحلها نحن وليس الأمريكان، الكنيسة تقول هذا مع الأزهر وباقتناع تام، وهذا انجاز، ولكن يجب أن نعترف بأن لدينا مشاكل ونأخذ فى أسباب حلها ولا نغلق أعيننا عنها ولا نبالغ فيها فنظهرها على أكثر من قدرها الحقيقى بأن بعد الثورة انفتحت أبواب الحوار على مصراعيها، وأثناء الثورة الإمام الأكبر أمرنا أن نعلن أن الأزهر مفتوح للحوار مع كل المصريين ومع الثوار، وبالفعل عدد من الثوار طلبنى كمستشار للإمام، وذهبت إليهم عند المجلس الأعلى للثقافة وتناقشنا وطلبوا مقابله الإمام الأكبر، وجاء عدد منهم إلى الأزهر والحوار مستمر معهم وتدخلوا فى مواقف مهمة جداً مع الأزهر والإمام بعد أن تبين لنا فى الأيام الأولى أن الثورة حقيقية قال أن ضحايا ميدان التحرير شهداء الوطن، فى البداية كان ينادى بحقن الدماء وعدم تعريضَ المصريين للقتل ولكن لم تكن الأمور واضحة ولكن فى اليوم الثالث أو الرابع، بدأنا فوراً نقول إن هذه ثورة والأزهر يحتضنها، لكن احتضان الأزهر للثورة لا يعنى الوثوب عليها ولا سرقتها، الثوار يملكون الطهارة والنقاء والأزهر يملك الخبر والعلم، إذن فنتكامل وكان الحوار مع الثوار، زاروا الأزهر عدة مرات كان أهمها عند الاستعداد للعيد الأول للثورة حيث دعا الأزهر كل الرموز الفاعلة فى المجتمع المصرى ومن الكنائس والمذاهب ومرشحى الرئاسة ورؤساء الأحزاب وما يقرب من 10 من الثوار وأعطاهم الإمام الفرصة ليتدخلوا ويشرحوا آراءهم، واصدرنا بعد ذلك بيان استكمال أهداف الثورة وذهب ممثل لشيخ الأزهر وهو الدكتور حسن الشافعى وأنا وألقى البيان فى ميدان التحرير بعد الاتفاق عليه فى الأزهر مع الشباب وكل الفئات والألوان، والحوار فى نظر الأزهر لا يستثنى أحداً فتحاورنا مع الإخوان المسلمين وجاء وفد كبير منهم إلى الأزهر، وتحاورنا مع السلفيين، ثم بدأ الحوار مع المدنيين المثقفين والمفكرين والعلماء وأساتذة الجامعات وعقدت عدة لقاءات طويلة خرجت بعدها وثيقة الأزهر التى هى ثمرة هذه الحوارات والمناقشات..
وثيقة الأزهر
??بما أننا وصلنا لوثيقة الأزهر وهى وثيقة تاريخية اجتمع حولها معظم القوى الوطنية ولم يكن هناك خلاف عليها.. فلماذا لم تتخذ كمواد حاكمة للدستور؟
???وأنا أيضاً أتساءل، الأزهر لا يجبر أحداً أن يأخذ إنتاجه ويقوم بتفعيله، شيخ الأزهر أدباً قال إنها وثيقة استرشادية لكن فى الواقع هى ملزمة مادمنا قد اتفقنا عليها، بعد صدور الوثيقة بشهور الأزهر جمع كل الفاعلين فى الحياة السياسية ووافقوا عليها بتوقيعاتهم، وأنا أسأل لماذا لم تفعل؟ رئيس الجمهورية فى أثناء افطار الأزهر الشريف قال إنه يهدف إلى تكوين دولة ديمقراطية دستورية حديثة كما جاء فى وثيقة الازهر، وكنت ومازلت أتمنى أن يعقد فى هذه الوثيقة ندوات فى الإعلام المصرى، هناك بلاد تدعونى لمناقشة وثيقة الأزهر سافرت إلى فرنسا وبلجيكا، وذاهب إلى سراييفو بعد اسبوعين وتركيا بعد 3 أسابيع، والعجيب أنهم مهتمون بها أكثر من الاهتمام فى مصر، وثيقة الأزهر نتيجة الحوار وهناك أيضاً ما يسمى وثيقة الحريات الأربع الأساسية ..
??هل وضعت فى وثيقة الأزهر؟
???هى ملحقة بالوثيقة، والأزهر يستعد لوثيقة دراسة قضايا المرأة فى مصر الجديدة بعد الثورة، الأزهر يرى أن الشريعة الإسلامية منحت المرأة حقوقاً عظيمة جداً والمجتمع لم يعطها هذه الحقوق كامله ، والأزهر لا يوافق قط على سلب حق منحته الشريعه للمرأة، صورة المرأة فى الشريعة غير ما ينشر عنها تماماً.. صورة مشرقه مضيئه فى القرآن والسنة، وفى تاريخ الحضارة الإسلامية، ومن العيب أننا فى القرن الحادى والعشرين وقضايا المرأة معلقة.
??وثيقة الحريات الأربع تحتاج إلى شرح خاصة أنها جذبت أنظار واشادة العالم بشده؟
???نحن أحوج ما نكون إلى الحريات الأربع وقد نوقشت بشكل تفصيلى، فأولا حرية العقيده، «لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى»، « فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، لكم دينكم ولى دين»، حرية العقيدة فى قلب القرآن الكريم وفى السنة النبوية.. نريد تفعيلها فى المجتمع.. الإسلام ينادى بها والثقافات الإنسانية بعد الإسلام تنادى بها.. الإسلام قالها من 1400 سنة قبل أن توجد حقوق الإنسان، الحرية الثانية حرية الفكر وحرية الرأى والتعبير لأن الأزهر يرفض النفاق، وعندما لا يعبر الناس عن آرائهم بحرية ينافقون «وإن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً»، الحرية الثالثة حرية البحث العلمى فمن حق المواطن رجلاً أو امرأة، صغيراً أو كبيراً أيا كان دينه أو شكله أو لونه أو حياته أن توفر له المعلومات والوسائل العلمية فى المدارس والجامعات والمعامل حتى تكتشف المواهب وحتى ترقى مصر بأبنائها لأن التخلف وصمه لا تليق بمصر، ونتمنى على الدولة فى عهدها الجديد فى عهد الديمقراطية أن تضاعف من ميزانية البحث العلمى لأنها فى مصر مضحكة ومهزلة لا تليق على الاطلاق، ويقال إن ميزانية العالم العربى كله تقل عن ميزانية إسرائيل فى البحث العلمى والحرب الحقيقية هى حرب علمية، والحر هو الذى يملك العلم والمعرفة، الحرية الرابعة هى حرية الإبداع ، تنشيط السينما والمسرح والادب والروايات والفكر والفنون لأن مصر كانت سباقه فى هذا المجال لمدة 100 سنة لا يوجد الا السينما المصرية وقامت برسالة اجتماعيه كبيرة جداً وقضت على عادات سيئة وزرعت قيماً جميلة فى المجتمع، الإبداع الهادف الموضوعى تجب مساندته..
تجديد الخطاب الدينى
??ذكرت فى حديثك تجديد الخطاب الدينى لمواجهة الاحتقان الطائفى والدكتور الطيب كان أول المنادين بهذا .. لماذا ووجهت هذه الدعوة بانتقادات من البعض؟
???الأزهر متفق عليه مصرياً وعربيا واسلاميا وعالميا على انه المدرسه العليا المتفرده للإسلام منذ 1050 سنة، أزهر الوسطيه والاعتدال والتنوع، الأزهر الذى يدرس الإسلام من مصادرة الصحيحة المتفق عليها ويتفق غير المسلمين وأوروبا على هذا قبل المسلمين، إذن فمن يعترض على منهج الأزهر وعلى مناداته بإصلاح الخطاب الدينى هو إما جاهل بالإسلام وإما له غرض آخر غير صيانة الأمة المصرية والعقيدة السليمة فيها، ونحن نفرق بين الدين والخطاب الدينى، الدين كل مؤمن يطبق بقدر ما يستطيع، حديث الرسول «فأتوا منه ما استطعتم وأن نهيتكم عن شىء فانتهوا عنه»، «أن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق»، وبالتالى اجتهد ومادمت تجتهد فى تطبيق دينك فلا حرج وأن اخطأت، أما أن تطرح خطاباً وتؤمرهم بأوامر ليست هى الأمثل لهم ولا للدين، وتتصدى للفتوى وللعلم والتفسير وأنت غير مؤهل هذا لا نتسامح فيه، وفى الواقع لم تكن هناك رقابة فى العهود السابقه لأنه كانت هناك الأمانة العلميه، ولكن فى القرن العشرين لاحظنا فى آواخره تجرؤ شديد جداً فى العالم كله تقريباً وانتشرت قنوات فضائية ووسائل إعلاميه ولم يستطع أحد أن يوقفها فعمقت فى الناس أموراً ليست من صحيح دينهم وليست فى صالح دينهم ولا دنياهم، تركت اللب وتمسكت بالقشور، تغاضت عن مذاهب التسامح وبحثت عن المذاهب المحافظة التى كان لها ظروف تاريخية نشأت فيها فى ضعف الأمة الإسلامية والعربية، هناك أسباب كثيرة أدت إلى تحريف أو انحراف الخطاب الدينى أما ونحن نريد يقظة المجتمع، والثورة فرصة لهذا فالأزهر يستعيد ذلك، ولذلك فى وثيقة الأزهر اتفق المجتمعون على أن الأزهر هو مصدر الإسلام والعلم الإسلامى وهو لا يحتكر ذلك وإنما يجب ان تتوافر الشروط فى أى شخص من غير الأزهر يمارس الدعوة إلى الدين..
??الأزهر طوال تاريخه كان المنارة التى اجتمع حولها المصريون باختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية .. كيف يعود الأزهر لممارسة دوره التنويرى والريادى على المستويين الدينى والوطنى؟
???الحقيقه استطيع أن أقول إن الأزهر منذ عامين بدأ وبشدة وبتصميم يستعيد دوائره الثلاث القديمه، المصرية الوطنية والعربية الإسلامية، والعالمية، وهناك أشياء ملموسة ومحسوسة وأمثلة كثيرة يمكن ذكرها مثل الرابطة العالمية لخريجى الأزهر والتى تربط الخريجين من 106 دول بالأزهر فى مصر وهذا جزء من عالمية الأزهر، ثم نأتى لإصلاح المناهج جزء من عمق رسالة الأزهر لأنه ليس وزارة أو هيئة هو معهد علمى وظيفته الأولى العلم ، والأزهر كان قد بدأ مع وزارة الأوقاف فى تنظيم عمليه لإعادة طرح واستكمال تكوين الأئمة، ليحصلوا على فترات تدريب على القيم التى تدخل فى الخطاب الإسلامى، والأزهر أعاد فتح أبوابه ويتواصل مع بلاد أفريقيا وآسيا لامدادهم بالعلماء وبالأساتذه الأزهريين ويفتح أيضاً أبوابه لمزيد من البعثات من ابناء هذه الشعوب للارتباط بمصر وهذا دور عالمى وإسلامى، الأزهر يعمل ليل نهار لاستعادة مواقعه فى افريقيا من أجل وادى النيل لأنها اهملت فى ال?30 عاماً الأخيرة، ويرسل بعثات تعاون طبيه إلى البلاد المنكوبة أرسل إلى النيجر والسودان، نريد انشاء مراكز لغة عربية فى أفريقيا وآسيا، لا يمر أسبوع الا وتأتى شخصية عربية إسلامية أو وفد عالمى لمقابلة شيخ الأزهر والحوار معه، مؤخراً كان لدينا 40 من مجلس قيادة الثورة الليبيه برئاسة الاخ عبد الرحمن الكيب، الأزهر ساند الثورات العربية ووقف بجانب الشعوب، سافرت مرتين إلى تركيا لمؤتمرات لمساندة الشعب السورى..
??ماذا عن المستوى الوطنى؟
???المستوى الوطنى مهم جداً وأفرّق هنا بين العمل الوطنى والعمل السياسى، الأزهر فى اللحظات الفارقة له مواقف وطنية فى حمله بونابرت، فى ثورة 19 ،فى حرب 1956، ثورة يناير، الأزهر منذ بدأت المشاكل على هامش الثورة وظهور الأفكار المتناقضه أحيانا، الأزهر أعلن أن موقفه هو تجميع مصر ضد التشرذم والانقسام، ولذلك حافظ بداية على الحياد أثناء الانتخابات، وأكد أنه ليس له أهداف سياسية، ولم يساند مرشحاً فى الانتخابات التشريعية أو الرئاسية، وكل اللقاءات التى تمت تحت قبه الأزهر من الحوار عمل وطنى أن تحضر رؤساء الاحزاب والمرشحين للرئاسة والأحزاب ذات المرجعية الدينية وأطياف لا يتخيل اجتماعها خارج الأزهر على الأطلاق، ولكنها تجتمع داخله لأن الأزهر ينال احترام الجميع، مؤخراً تمت دعوة رئيس الجمهورية وكبار الشخصيات المصرية والحاكمة والفاعله لافطار فى الازهر، احتفال الأوقاف تم فى الأزهر ورئيس الجمهورية القى خطابه الشهير من منبر الأزهر ، وأكبر عمل وطنى يقوم به الأزهر هو ضبط العلاقة والثقه مع الكنيسه المصرية ونيل ثقة المجتمع المسيحى الدينى مع المجتمع الإسلامى فى جو واحد..
??كيف يمكن الحفاظ على استقلالية الأزهر الشريف؟
???كان من اهتمامات الأزهر ان يعيد دراسة القانون 103 لسنة 61 الذى نظم هيئات الأزهر وتطويره، خاصة انه منذ ذلك التاريخ لم يتغير، وقد ناقش ودرس المسألة عدد من المختصين وكبار رجال الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية والمجلس الاعلى للازهر فى جلسات طويلة صدر بعدها قانون الأزهر الجديد وفى مقدمته بعد التعليم وضبطه ومناهجه وزرع روح التسامح والاختلاف فى التعليم، ووسطية الازهر، جاء استقلال الأزهر عن الدولة ، وأول علامه للاستقلال انتخاب شيخ الأزهر وبالتالى تمت اعادة هيئة كبار العلماء التى كانت موجودة قبل 56 وتحديد شروط عضوية هذه الهيئة ومن بينها يختار شيخ الأزهر بالانتخاب ويرسل اسمه إلى رئيس الجمهورية للتصديق عليه فقط وهذا أول عنصر للاستقلال..
أما عن الاستقلال المالى فهو قضية معقدة لأن الأزهر كانت له أوقاف قبل أن تؤمم فهل ستكفى الآن لو عادت؟ لا اعتقد ذلك، ولكن أن يبقى الأزهر جزءاً مالياً من الدولة فليس معنى هذا خضوعاً لأنه لن يتبنى رأياً يخص الدين او الحياة الوطنية إلا إذا كان نابعاً من داخله ومقتنعاً بما يراه صحيحاً، ويعرف ان هذا هو نبض الامة المصرية وبالتالى يقف بجواره ، ونرجو من الوطنيين المصريين والمثقفين والإعلام أن يساعدوا فى الحفاظ على استقلال الأزهر وأن يؤمنوا بهذا الاستقلال لأنه أزهر الأمة المصرية وليس أزهر الأزهريين وحدهم، بل أزهر الامة المصرية كلها والمسيحيون يقولون انه أزهرهم كذلك وهذا شىء نحتفى ونعتز به ونريد أن نحافظ عليه..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.