التصحر من المشاكل الكبيرة التى تواجه عمليات التنمية فى العالم خاصة فى الدول الأفريقية والنامية على حد سواء، كما أنها تهدد التنوع البيولوجى، وتعتبر كذلك مشكلة بيئية تمتد آثارها السلبية إلى العالم كله، ووفقا لتقارير الاممالمتحدة يتعرض حوالى 30% من سطح الأرض لخطر التصحر مؤثرا على حياة مليار شخص فى العالم. وقد فقدت بالفعل ثلث الأراضى الجافة فى العالم أكثر من 25% من قدرتها الإنتاجية. كما يفقد العالم كل عام 10 ملايين هكتار (الهكتار = 2.4 فدان) من الأراضى الزراعية ويكلف التصحر العالم حوالى 42 مليار دولار سنويا. وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) الصينية نقلا عن تقرير أممى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون قال إن الناس الذين يعيشون فى الأراضى القاحلة، وهى تحتل أكثر من 40% من مساحة اليابسة فى كوكب الأرض، هم من بين أكثر الناس فقرا وضعفا فى مواجهة الجوع، ولن نستطيع أن نحقق الأهداف الإنمائية للألفية بحلول عام 2015 ما لم نحافظ لهؤلاء على تربتهم التى يعتمدون عليها فى معيشتهم. وأضاف مون: ولن نكون قادرين على ضمان مواردنا من المياه العذبة، والتى يستخدم 70% منها بالفعل لأغراض الزراعة، وحذر مون من أنه بحلول عام 2030 يتوقع أن يرتفع الطلب على المياه بنسبة 35%، وإذا لم نغير ما تعودنا عليه من ممارسات فى استغلال الأراضى، سنكون أمام احتمال تناقص إمدادات المياه وعدم كفايتها، وسنتعرض لموجات من الجفاف أكثر شدة. وتوقع الأمين العام للأمم المتحدة أنه بحلول عام 2050 سنكون بحاجة إلى ما يكفى من الأراضى المنتجة لإطعام ما يقدر بتسعة ملايين نسمة، مع العلم بأن مستويات نصيب الفرد من الاستهلاك ستكون حينها أعلى مما هى عليه اليوم، وهذا سيكون أمرا مستحيلا إذا استمر ضياع التربة بالوتيرة الحالية – إذ يضيع من التربة سنويا حوالى 75 بليون طن. ويشار إلى أن حوالى 32% من أراضى العالم الجافة توجد بالقارة الأفريقية، و73% من الأراضى الجافة بأفريقيا المستخدمة لأغراض زراعية قد أصابها التآكل أو التعرية، وبعض المناطق بالقارة الأفريقية تفقد أكثر من 50 طنا من التربة لكل هكتار من الأرض سنويا. كما يقدر برنامج الأممالمتحدة للبيئة القيمة الإنتاجية المفقودة سنويا فى الدول النامية بسبب التصحر ب 16 مليار دولار.