يوميا أرى صوراً لجثث فوق بعضها ترمى فى الطرقات هى لمسلمى بورما، حيث تتم ضدهم أعنف عملية تطهير عرقى فى العصر الحديث، ورغم أننى بعد بحثى فى هذا الموضوع وجدت أن المسلمين هناك مضطهديون منذ قديم الأزل من البوذيين، إلا أننى لم يشغلنى أبدا موقف البوذيين ولا الأسباب التى تدفعهم لفعل هذه الأفعال الشنيعة كما لم يؤثر فىّ الصمت الرهيب الذى تنتهجه الأممالمتحدة حيال هذه القضية، فمن المعروف أن تلك المنظمة تحركها المصالح لا حقوق الإنسان، لكن مايؤلمنى حقا موقف الدول العربية والإسلامية من هذه الكارثة، فالجميع يغض الطرف عنها وكأن الذين يقتلون وتسفك دماؤهم وتستحل نساؤهم ليسوا بشرا، أبحث يوميا عن خبر عابر فى أى جريدة مصرية أو عن حديث قصير فى إحدى فقرات برامج التوك شو يتحدثون فيها عن مأساة هؤلاء البشر ويعرفون الناس بها لكنى لا أجد، ألهذا الحد انغمسنا فى شأننا الداخلى ونسينا غيرنا من المستضعفين؟ أين الموقف الشعبى المصرى الذى لطالما كان أقوى بكثير من ردة فعل الحكام المتعاقبين، لكن للأسف شعب يشترى ملايين الفوانيس الرمضانية من الصين رغم علمه التام بأن الصين توافق بشار على مايفعلة فى سوريا لا أستبعد أبدا أن يشاهد صور جثث مسلمى بورما ويتصفحها دون أن تحرك به ساكنا، لكن ليعلم الجميع أننا محاسبون عن كل مسلم من بورما خير بين شرب الخمر وأكل لحم الخنزير وبين الموت واختار الموت، فيكفيهم بذلك شرفا على اعتزازهم بدينهم ويكفينا عارا وخزيا على صمتنا المشين وتفريطنا فى حقهم، فصرخاتهم تملأ الدنيا ضجيجا وصخبا، ولكنها للأسف لا تصل لأن الجميع قرر أن يصم أذنيه، فلو قرر الحكام العرب أصحاب الريالات والدينارات نصرة هؤلاء المستضعفين وإنقاذهم مما هم فيه ما أخذ ذلك من وقتهم ولا جهدهم إلا النذر القليل لكننا للأسف نسينا الله فأنسانا أنفسنا ، وها هو قد بدأ شهر رمضان، وبالطبع سننشغل بإقامة الولائم والعزومات ومتابعة البرامج والمسلسلات وننسى مسلمى بورما ومن قبلهم أطفال سوريا ولا يحق لنا بعد ذلك أن نعجب على حال الإسلام مادام كان ذلك حال المسلمين.