أصبح ازدحام المرور فى قاهرة المعز أمراً عادياً، ولم يعد المصريون يقفون أمامه كثيرًا باعتباره من البديهيات والتى ليس من المنطقى تضييع الوقت بالتفكير فيه!! وعندما نبحث عن أسباب هذا الازدحام، فإننا نرمى المسئولية كاملة إما على كثرة السيارات، أو ضيق الطرق، أو حتى عدم كفاءة المسئولين عن تنظيم حركة المرور، المهم أننا لسنا المسئولين! هذا بالرغم من أننا نشترك فى جزء كبيرمن المسئولية أو هكذا أدعى، ربما لأنى أرى مثالاً واضحاً أمامى، فمنذ شهور أرى ازدحام شارع أحمد حلمى بسبب تراكم مخلفات البناء والقمامة، ولأنى رأيت أن هذه المخلفات قد رفعت من جانبى الطريق أكثر من مرة لتعود حركة الشارع كما كانت، ويستمر ذلك الوضع ليوم أو أكثر، قبل أن ترجع «عربات الكارو» لتلقى مخلفات جديدة فى نفس المكان وسط ذهول المارة الذين لا يستطيعون فعل أى شئ، ومما أذكره تعليقا على هذا المشهد الدائم التكرار أن أحد الركاب كان يتحدث مع سائق الميكروباص عن حل لهذه المشكلة، فأجابه السائق بتلقائية غريبة «ماهى الشرطة والمحليات لو يشتغلوا مش هتشوف المنظر ده، زمان المحافظ كان بيدى أمر يكسروا العربية ويودوا الحمار حديقة الحيوان». ورغم أن هذا الحل يعد قويا ورادعا لكنه يحمل قسوة شديدة، لأنه سيتسبب فى ظلم شخص بسيط ليس من المعقول أن تعاقبه على عمله فى نقل مخلفات الهدم، ونترك صاحب تلك المخلفات الذى ينحصر كل همه فى أن يتخلص منها وكفى، و فى رأيى أن الحل يكمن فى بعض الاهتمام من السادة المسئولين حتى لا تضيع جهودهم هباء، فما الداعى من نقل المخلفات إن كنا متأكدين أن غيرها سيلقى مرة أخرى، فحل أصل المشكلة يأتى بتحديد أماكن بعيدة عن المناطق السكنية يمكن لهؤلاء إلقاء هذه المخلفات بها دون عقاب، المهم أن نُفعل هذا الحل دون ظلم لأحد، ولا أعتقد أن هذا الحل يحتاج قرارا جمهوريا.. فقط يحتاج بعض التخطيط.