بعد الإيرادات غير المتوقعة التى حققها فيلما «المصلحة» و«حلم عزيز»، برغم اضطراب الأحوال السياسية فى مصر، واستمرار المظاهرات والاعتصامات، تشجع كثير من منتجى السينما وشركات التوزيع لعرض أفلامهم فى موسم الصيف. واستقبلت دور العرض السينمائى فيلم «غش الزوجية» للفنان رامز جلال والفنانة إيمى سمير غانم ب 65 نسخة ليدخل سباق الأفلام التى تتنافس على «كعكة» موسم الصيف السينمائى،خاصة بعد أن أثارت الإيرادات الكبيرة التى حققتها الأفلام المعروضة شهية الموزعين والمنتجين. وسيطرت حالة من التفاؤل الحذر على صناع السينما بعد نجاح أكثر من فيلم خلال موسم الصيف فى إنعاش دور العرض التى عانت الركود طيلة الفترة الماضية وبينها فيلم «المصلحة» الذى افتتح الموسم وبعدها فيلم «حصل خير»، و«حلم عزيز». ويراهن منتجو السينما حاليا على استقرار الأوضاع بعد انتهاء الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة وموسم الإجازات الدراسية خاصة مع قرب حلول شهر رمضان الذى يمثل النهاية الرسمية لموسم الصيف السينمائى. فيلم «غش الزوجية» يدور حول شاب يبحث عن فتاة أحلامه التى تشبه كلاً من إليسا ونانسى وهيفاء ولكن ينتهى به الحال للارتباط بإيمى سمير التى تلعب دور لاعبة كرة قدم «مسترجلة». وقبل أيام طرح السبكى فيلم «جيم أوفر» بطولة يسرا ومى عزالدين فى محاولة لاقتسام جزء من «كعكة» إيرادات الصيف. وتجسد يسرا دور مذيعة متسلطة كل ما يهمها هو جمالها ومظهرها الخارجى، إلا أنها فجأة تقرر ترك عملها من أجل ابنها الذى يصر على الزواج بإحدى الفتيات والتى وقع فى غرامها،ومن هنا يبدأ الصراع بينها وبين تلك الفتاة. وتشير التقديرات إلى أن هناك 20 فيلما جاهزا للعرض خلال الصيف، ولكن لم يحسم عرض معظمها حتى الآن بسبب قلق المنتجين من عدم تحقيقها الإيرادات المتوقعة، وعلى الرغم من طرح نحو 8 أفلام فإن طرح بقية الأفلام لا يزال مرهوناً باستقرار الأوضاع الأمنية عقب نهاية الانتخابات. وجاء النجاح الذى حققه فيلم «المصلحة» ليمثل بارقة أمل لكثير من المنتجين بعد أن تجاوز إيراداته 16 مليون جنيه، مما شجع الشركة العربية للانتاج على طرح فيلم «حلم عزيز» بطولة أحمد عز وشريف منير، ليواصل الفيلم النجاح ويدلل على رغبة جمهور السينما فى متابعة أفلام الموسم. ويرى الناقد السينمائى نادر عدلى ان هذه الافلام احدثت نوعا من الانتعاشة عند الناس، واننا لانقدر ان نقول إن الايرادات التى حققتها هذه الافلام كبيرة بالمعنى الدقيق، لأن هناك أفلاما مصرية حققت فى المواسم الماضية أضعاف هذه الأرقام، لكن الجديد فى الأمر هو نجاح تلك الافلام فى جذب الجمهور، رغم الأجواء السياسية الساخنة، والانشغال بامتحانات الثانوية العامة. وقال عدلى إن الناس حدث لها نوع من التشبع من برامج التوك شو، التى يذيعها التليفزيون والقنوات الفضائية على مدار ال?24 ساعة، ويشعر بحاجة شديدة إلى الترفيه والخروج من ضغط التطورات السياسية المتلاحقة. وأضاف أن افضل الأفلام التى عرضت هى «المصلحة»، أما «جيم أوفر» فهو من الأفلام الضعيفة والساذجة، وبالنسبة لفيلم «حلم عزيز» ففكرته جيدة لكن معالجتها كانت ضعيفة وينقصه الكثير من العمق. من جانبه يرى الناقد محمد الشافعى أن الناس وسط الضغوط والاوضاع حاليا تحتاج إلى شئ من الترويح عن النفس ويكون من خلال السينما بسبب أن جزءاً كبيراً من الشباب اخذوا اجازتهم الصيفية وعادة من يذهب من الجمهور هم من لا تهمهم السياسة. واضاف أن الافلام هذا الصيف مبشرة فأحمد عز والسقا من نجوم الشباك، ونجحا فى جذب الناس اليهما، مشيرا إلى أن «جيم أوفر» هو فيلم كوميدى وبعض الناس تحب هذا النوع من الأفلام، فمثلما كانت أفلام سعد الصغير تنجح بسبب أغنية ورقصة فى الفيلم، فالمتوقع نجاح هذا الفيلم، والشئ الغريب فى الفيلم هو يسرا فبعدما وصلت إلى مرحلة النضج الفنى تعود لتلعب دور الكوميديانة وقد تنجح. ويقول الناقد سامى حلمى إن الإقبال على السينما فى ظل الظروف الصعبة التى نعيشها هو نوع من التنفيس، فالناس زهقت من التليفزيون، وسواء كان الفيلم جيدا أم رديئا، فليست هذه هى القضية ولكن الجمهور يريد التغيير. واضاف انه لايرى افلاما جيدة هذا العام، والسينما تمر بمنعطف خطير، بعد ان فقدت بريقها، متوقعا انهيارا اكثر للسينما المصرية فى الفترة القادمة.