المنتجون يدفعون ب5 أفلام رغم اشتعال الشارع سياسيًا.. والجمهور لم يخزل النجوم السقا حقق 15 مليونًا.. والصغير 3 ملايين ونصف.. وعز يحلم بتكرار نجاح «المصلحة».. ويسرا تنتظر «جيم أوفر»
كتب أحمد فاروق:
«لا بديل عن الحياة» شعار رفعه منتجو وموزعو السينما فى الموسم الجارى الذى يواجه صعوبات كثيرة على رأسها ارتفاع درجة غليان الشارع بسبب عدم تقبل البعض نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. صعوبة الموقف لم تحرم دور العرض من استقبال 5 أفلام فى موسم قد يرى المتخصصون أنه مقبرة للأفلام.. فى التحقيق التالى يكشف صناع الأفلام ما الذى دفعهم لطرح أفلامهم.
يقول عمرو عرفة مخرج فيلم «حلم عزيز»: العادة جرت أن الموزعين يعتمدون على دراسات السوق السينمائى، وأن كل فيلم له موعد محدد يطرح فيه، لكن الأزمة أن الموسم الذى نعيشه الآن حالة فريدة لم تحدث من قبل، ولن تتكرر فهو موسم بين جولة الانتخابات الرئاسية الأولى والإعادة وملىء بالاضطرابات والاحتجاجات، وبالتالى فكانت المغامرة هى سلاح صناع الأفلام لمواجهة حالة الركود التى أصابت السينما، وليس صحيحا أننا نضحى بالأفلام لغموض المستقبل، لأن الذى يضحى بفيلم أنفق عليه ماله يجب أن يتهم بغسيل أموال غير شرعية.
وبتفاؤل أوضح عرفة أن العام الماضى شهد مواسم أسوأ من الحالى بمراحل كالذى طرح فيه فيلم «365 يوم سعادة» فى الأيام الأولى للثورة ورغم ذلك حقق إيرادات وصلت 13 مليون جنيه، وكذلك الموسم الذى طرح فيه فيلم «سامى أكسيد الكربون» وأيضا حقق إيرادات مرتفعة، وهذا مؤشر أن إيرادات السينما لا تتأثر بالأحداث، بدليل أن أعلى إيرادات حققتها السينما المصرية بعد الثورة كانت يوم الجمعة من كل أسبوع، وهذا يتعارض مع الرأى الذى يقول إن الاحتجاجات والمظاهرات تؤثر على الأفلام، لأن جميع «المليونيات» تكون يوم الجمعة.
ولا ننكر أن الإيرادات التى حققها فيلم «المصلحة» حمستنا على الدفع بالفيلم، وهذا أكد لنا فكرة أن السوق تقبل الفيلم الجيد مهما كانت الظروف، ولأنه لم يكن طبيعيا أن يكون «المصلحة» فقط هو فيلم الصيف، قرر الكثير من المنتجين طرح أفلامهم، حتى تنتعش دور العرض مرة أخرى، وبالتالى تنتعش الصناعة التى توقفت.
وتعجب عرفة أن الكثير ينادى بزيادة عجلة الإنتاج، لكنهم فى نفس الوقت يتجاهلون السينما التى تعد من أهم الصناعات فى مصر، وهذا تسبب فى تأثرها بشكل كبير، والسينمائيون فقط هم من سيتحملون وحدهم نتيجة التراجع الذى حدث فى السوق.
أما الموزع هشام عبدالخالق أحد منتجى فيلم «المصلحه» فأكد ألا أحد يعرف إذا ما كان اليوم هو السيئ أم أن الغد سيأتى أسوأ، فالموزعون لا يعرفون شيئا، ومن المستحيل عمل دراسات على سوق سينمائية متقلبة بشكل لا يمكن أن يتوقعه أحد.
فاليوم حدثت انتخابات الرئاسة وحدثت بعض الاعتراضات على نتيجة الجوله الأولى، لكن أحدا لا يمكن يتوقع ماذا سيحدث بعد انتخابات الجولة الثانيه إذا حدثت أصلا.
لذلك عندما اجتمعنا لنحدد موعد طرح الفيلم كان القرار ألا يتم تأجيله ولا يوم واحد، وكان الرهان على أن الناس ملّت مشاهدة برامج التوك شو، كما أن هناك أمرا مهما هو أن الشباب الذى يشارك فى المظاهرات لا يقاطع السينما، وبالتالى فهو ينتهى من المظاهره ويذهب ليستمتع بالسينما....والحمد لله أن الفيلم حقق 15 مليون جنيه فى ثلاثة أسابيع، ومن المتوقع أن يصل فى نهايه الموسم إلى 25 مليون جنيه.
وشبه عبدالخالق صناعة السينما حاليا بأنها مثل الذى ينتظر الموت ولكنه لا يعرف متى سيأتى، فالصناعة الحقيقية والجادة متوقفة تماما ولا يحدث فيها أى تطور، بدليل أن بعض الأفلام التى تطرح حاليا بدأ تصويرها منذ فترات طويلة يمكن أن تصل إلى عام ونصف العام، وتأثير ذلك سيظهر فى المرحلة المقبلة، حيث لن يجازف أى منتج بتصوير فيلم كبير بميزانية ضخمة لأنه لا يضمن عودة ما أنفقه، كما أن السوق لن تتحمل أفلام الوجوه الجديدة حاليا لأن الجمهور الذى يذهب السينما لم يكن يتمتع برفاهية التجربة.
وكشف أن الفرق بين السوق الآن وقبل الثورة أن الفيلم الكبير كان يتم اختيار موعد جيد له حتى نضمن للمنتج عودة ما أنفقه، أما الآن فالفيلم القوى ينزل فى أى وقت لأن دور العرض فارغة وتستوعب أى فيلم...والخسائر التى تعرضت لها السينما بعد الثورة ستتأثر بها الصناعة على المدى البعيد، لأن قلة عدد الأفلام التى تطرح تسببت فى وجود فجوة بين الجمهور والسينما، كما أنها تسببت فى أزمة أكبر، وهى التسويق الخارجى الذى تأثر كثيرا بسبب عدم وجود أفلام تصلح للعرض فى الخارج.
أحمد السبكى منتج فيلم «حصل خير» قال إنه لا يشغل باله بما يحدث فى الشارع مؤكدا «إحنا بنسيبها على ربنا، الفيلم هياخد حظه ونصيبه.. والرزق ده حاجة بتاعة ربنا، والحمد لله الفيلم حقق فى 8 أيام 3 ملايين و300 ألف جنيه»، ويقوم ببطولته المطرب سعد الصغير واللبنانية قمر.
وكان رأى محمد السبكى منتج فيلم «جيم أوفر» مطابقا لرأى شقيقه، حيث قرر طرح الفيلم الذى تشارك فى بطولته يسرا ومى عز الدين 16 يونيو الجارى، معترفا بصعوبة الظرف الراهن الذى تمر به البلاد، ولكن واجب عليه كمنتج سينمائى أن يتعامل معها ولا يتوقف عن الإنتاج، مؤمنا بنظرية «لو المنتجين خافوا على نفسهم كل السينمائيين هيقعدوا فى البيت». من ناحية أخرى يسعى المؤلف والمخرج الشاب علاء الشريف إلى عرض فيلمه الأول «الألمانى» فى هذا الموسم، والذى يقوم ببطولته الممثل الشاب محمد رمضان.