لم يتوقع يوما المهندس أنور درويش صاحب أشهر دعوى قضائية فى مصر بعد الثورة، والقاضية بحل مجلس الشعب بسبب عدم دستورية انتخاباته. وأوضح من خلال حواره الأول فى وسائل الإعلام والذى تنفرد به أكتوبر بأنه لم يكن راضيا عن هذا الحكم الذى أوقف الجهة التشريعية الوحيدة فى مصر، بل كان يطمع فقط فى أن يحصل على إعادة على مقعد الفردى فى دائرته فقط وليس تعميم الأمر على المجلس بأكمله. وأشار إلى أن الحكم كان سياسيا، فهناك العديد من الدعاوى منذ عشرات السنين ولم يتم الفصل فيها. وأكد أن نواب المجلس المنصرم هم أكفأ نواب فى تاريخ برلمان مصر لأنهم جاءوا بنزاهه وشفافية وديمقراطية إلى جانب العديد من الأمور التى كشف عنها من خلال الحوار التالى: *ما هى دوافع الدعوى التى أقمتها لبطلان الانتخابات؟ **أريد أن أوضح معلومة مهمة جداً، وهى أننى عندما أقمت دعوى بطلان الانتخابات، كانت بسبب كشف الانتهاكات التى حدثت معى إلى جانب المطالبة ببطلان نتائج دائرتى فقط. حيث تم تغيير رقمى فى الكشوف قبل التصويت بيومين فقط من 63 إلى 62، الأمر الثانى أن الرمز الانتخابى الخاص بى كان صغير الحكم جداً، لدرجه أنه أصبح مبهماً، وتم تغيره من كرسى السيارة إلى المكنسة، مما أحدث تشتيتا لدى الناخب وكلفنى دعاية باهظة، وقدر الله أن أخرج من هذا السباق، وقمت بعد ذلك بتحرير محضر وكان ذلك وأثناء التصويت حدثت بعض المخالفات فقد تم الاعتداء على أنصارى من المناديب، وأثناء الفرز وجدنا الأوراق التى تم التصويت لى فيها ملقاة فى الشوارع وعلى أرضية اللجان، ومعناها أنه تم استبعاد أوراقى التى صوت الناخبون لى فيها، وقمنا برفع دعوى أمام محكمة القضاء الإدارى يبنها، ومعى مجموعة من المرشحين الآخرين الذين وقعت عليهم نفس الأضرار وعلى رأسهم المرشح أبو بكر الصديق السيد عسكورة، وهذا المرشح أكد لى أثناء رفع الدعوى إنه لا يجوز لمرشح الحزب الترشح على قوائم الفردى، وبعد ذلك قمنا يضم هذه القضايا فى قضية واحدة ضمت 19 مرشحاً (فئات وعمال). *19 مرشحا قاموا برفع هذه الدعاوى.. لماذا أصبحت أنت الأبرز فى رفع الدعوى؟ **الذين اشتركوا معى فى رفع الدعوى فوضونى لتمثيلهم، حيث إننى كنت الأكثر فى الحصول على الأصوات بينهم، إلى جانب - ونعمة من الله- حسن السيرة.. فكل مرشح كان له طلب قدمه من خلال الدعوى العمومية وقام المحامى الخاص لى بعمل الإجراءات المطلوبة. *وما هى دوافعك لخوض انتخابات مجلس الشعب الماضى؟ **رأيت أن المناخ السياسى بعد الثورة أصبح متاحا للجميع، ورأيت أن أكون معيناً لأهل دائرتى، وأن أزلل لهم كل العقبات، يعكس ما كان سابقاً حيث إن النواب السابقين كانوا لا يخدمون إلا مصالحهم فقط، إلى جانب الأرضية الواسعة التى أو جدها أنصارى بين أهل دائرتى، كما أنها كانت رغبة كبيرة من المقربين إلىَّ لتمثيلهم وخوض هذه الانتخابات، ومع ذلك فقد طلب منى حزب النور النزول على قوائمه فى بداية الأمر، ولكن رفضت لاننى لا أحب الانتماء للأحزاب إلى جانب أن حزب النور وقتها لم يظهر بعد خاصة فى دائرتى القليوبية لأنه حزب حديث عهد بالسياسة، وقررت خوض الانتخابات على قوائم الفردى أمام فلول الحزب الوطنى، إلا أن نواب الحرية والعدالة والنور بدأوا ينافسوننا على هذه المقاعد. *وكيف سارت إجراءات الدعوى؟ **بعد رفع الدعوى لمحكمة القضاء الإدارى لم يعتد ب 7 حوافظ كنا قدمناها للمحكمة، سواء المخالفات القانونية فى التزوير، أو السى دى الذى قمنا بتصويره إلى جانب المحاضر التى قدمت، ودعوى الطعن فى عدم دستورية الانتخابات، ولكن تم تحويل هذه الأمور كلها إلى هيئة المفوضين. *هل كانت لديك معلومات بعدم دستورية الانتخابات من قبل؟ **نعم فقد كنت على علم بأن المجلس العسكرى حين اجتمع مع القوى السياسية للإعلان الدستورى فى 19 مارس، تقدم المجلس العسكرى بمعارضته نزول مرشح الأحزاب على قوائم الفردى المستقلين، إلا أن الأحزاب رفضت ذلك على اعتبار أن المرشح من حقه فيما بعد الانضمام إلى أى حزب، وفى كل الأحوال هى موروث من الحزب الوطنى المنحل. *هل كنت متابعاً لسير الدعوى فى المحكمة؟ **لم أكن متابعا لها فى البداية تماماً، ولكن عندما تحولت إلى المحكمة الدستورية العليا، أراث أن أسحب الدعوى، وأرسلت المحامى الخاص لى من أجل الرجوع وإيقاف القضية والتنازل لأكثرة من مرة، إلا أن رد المحكمة كان يقول: لا يجوز الانسحاب، وخاصة الإدارية وهيئة المفوضين هى التى حولت القضية إلى الدستورية، ولكن رد الدستورية باننا لسنا جهه اختصاص، ومع ذلك أردنا أن نقول لهم بإننا لنا بصدد الطعن على جميع مقاعد الفردى بل المقعد الخاص بنا فقط فى الدائرة الثالثة قليوبية. ??هل تعرضت لضغط أو حتى نوع من اللوم من أعضاء مجلس الشعب لأنك سبب حل مجلسهم؟ **لا يوجد أحد بادرنى حتى بالسؤال لماذا فعلت ذلك إلى جانب ذلك هناك أعداد قليلة جداً تعرف إننى الشخص الذى قدم دعوى بطلان انتخابات الفردى ومع ذلك، فإن الذين فازوا على هذا المقعد هم أصدقائى وجيرانى وتربطنى بهم علاقات حميمة جداً. *وهل كنت تتوقع هذا الحكم؟ **لم أكن أتوقع هذا الحكم، بل كنت أتوقع إعادة الانتخابات فى دائرتى فقط، وأن التنافس مع فردى آخر مستقل، وذلك عن طريق حكم قضائى من الإدارية العليا، ومع ذلك فأنا مستغرب من حكم الدستورية، وهذا الأمر يجعلنى أتساءل: كيف يمكن حل المؤسسة الشرعية الوحيدة فى مصر والتى انتخبها أكثر من 30 مليون مصرى إلى جانب مدى السرعة التى بنت فيها المحكمة، حيث أن المستشارين أنفسهم اعترفوا بأن هناك قضايا منذ أيام مبارك ولم يتم الفصل فيها. *وماذا كان تقييمك عن أداء البرلمان ككل؟ **مجلس الشعب الذى تم حله من الدستورية العليا، هو من أكفاً البرلمانات فى تاريخ مصر، لأن جميع أعضائه جاءوا بنزاهة وشفافية، ولا يوجد أحد منهم آتى بالتزوير، وأنا خلال الفترة الماضية كنت متابعاً جيداً لأغلب الجلسات العلنية، وأخباره، إلى جانب أن المجلس ضم جميع أطياف المجتمع، حيث يوجد الإخوانى، والسلفى واليسارى والقبطى، والليبرالى، ولو تم إجراء الانتخابات ألف مرة فيما بعد أؤكد لك أنه سيأتى شبيه هذا البرلمان، وأنا كنت سعيداً ومفتخراً وأداء هذا المجلس بسبب المشادات والخناقات من أجل الصالح العام. وهذه الظاهرة الصحية السياسية، ومع ذلك كان قليلاً إعلامياً ومعوقاً رقابيا، وتم محاصرته بالأزمات، ومع ذلك فإن المتربصين يريدون أن يتحول هذا البرلمان ليصبح مجلس الأمة الكويتى، عندما يتصارع النواب يقوم رئيس الدولة بحله بقرار فردى. *وماذا تطلب من أعضاء مجلس الشعب حيال هذه الأزمة؟ **أطلب منهم عدم التفريط فى المجلس، وضرورة الطعن على أحكام المحكمة الدستورية العليا، إلى جانب أن قرار رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة واجب الطعن عليه، فكيف تمارس الديمقراطية ولا نعمل بها؟، والتاريخ يقول لنا إن ألف باء ديمقراطية هى احترام القانون، فما حدث هو بدعه قانونية وتداخل فى السلطات. *هل تنوى الترشح مرة أخرى لمجلس الشعب، وخاصة وأن الطريق أصبحت مفتوحة أمامك؟ **أنا قررت عدم الترشح مرة أخرى، حيث إنه لما ظهرت لى الرؤية بأن هناك كفاءات جيدة تصلح لهذا العمل، فأنا سيكون دورى الدعم فقط، فأنا لم أعلم بأن هنا هناك أشخاصا على قدر المسئولية، ولديهم القدرة على التضحيات والسعى المصلحة العامة وليس المصلحة الشخصية، كما أن وقتى لا يسمح بالتفرغ الكامل. *الانتخابات القادمة خاصة على الفردى ستؤدى إلى مزيد من فرص المستقلين وأيضاً أعضاء الوطنى المنحل.. كيف ترى شكلها؟ **لا سأرى وجوها جديدة من الشباب تعبر عن العدالة الاجتماعية والحرية بشكل كبير وتمثيل أكثر لطوائف الشعب، ولكن أعضاء الحزب الوطنى المنحل فالناس تعرفهم جيداً وهنا لا ننكر أن فيهم أشخاصا جيدين سيكون لهم دور فاعل لأن الناس سوف تختارهم، أما غيرهم من الفاسدين فهم أيضاً معروفون، ومنهم أشخاص تم تفعيل قوانين من أجلهم سواء قوانين خاصة أو احتكارية، فلم يكن يوماً أن يصبح المال السياسى مولوداً لشخصية تحظى بالاحترام فى المجتمع. *وكيف تنظر إلى الإعلام ما بعد الثورة؟ **أنا حزين جداً بمستوى الإعلام، فهناك إعلام موجه لصالح فئه بعينها، وهناك قنوات بعينها لا أسميها بالاسم وهناك أيضاً قنوات هادفه، حيث نرى أن عدم الحيادية حتى فى نطق الأرقام واضحة، حيث نرى أن هناك أشخاصا قام بعمل جرائم ضخمة جداً ولا يسلط عليها الضوء، وهناك أشخاص لو سرقت عود كبريت، يصبح لا حديث فى الإعلام إلا عن هذا الشخص وكأن عود الكبريت هو أموال مصر كلها.