حالة من الفوضى الأمنية والعسكرية تشهدها مناطق مختلفة فى ليبيا، ويخوض الجيش الموالى للمجلس الانتقالى حروباً صغيرة على عدة جبهات فى الوقت الذى فشلت فيه جهود الوساطة القبلية فى وضع حد للقتال الدائر فى غرب وجنوب البرلمانية التى ستجرى فى السابع من يوليو المقبل، الاشتباكات وقعت الأسبوع الماضى بين قبيلتى الزنتان والمشاشية. وقالت مصادرليبية حكومية إن الجيش الوطنى يستعد للفصل بين المجموعات المسلحة المتناحرة ووقعت أعمال العنف بعد مقتل أحد سكان الزنتان عند حاجز للمشاشية بينما يتهم أفراد من المشاشية كتيبة الزنتان بقصف مدينة شقيقة بالدبابات والصواريخ. واحتدم التوتر بين الطرفين منذ بدء الثورة ضد نظام القذافى، وتتهم كتائب الزنتان المشاشية بأنها دعمت النظام السابق،وتصاعدت أعمال العنف حول منطقتى الشقيقة ومزدة بين أفراد من قبيلة المشاشية ومجموعات مسلحة من مدينة الزنتان، على بعد 170 كيلو مترا جنوب غرب العاصمة طرابلس، مما أسفر عن سقوط نحو مائة قتيل وجريح. وكان المجلس الانتقالى والحكومة ودار الإفتاء قد أصدروا بياناً طالبوا فيه جميع الأطراف المتنازعة بالوقوف الفورى لإطلاق النار، وكانت الحكومة قد أمرت رئاسة الأركان ووزارة الداخلية باستخدام القوة ضد مصادر النيران التى تستهدف المدنيين الأبرياء من أجل وقف نزيف الدم. معارك التبو والعرب وفى الجنوب تشهد مدينة الكفرة بجنوب ليبيامنذ عدة أسابيع قتالاً بين قبيلة التبو والقبائل العربية، حيث تتحصن مجموعات مسلحة من التبو فى الأحياء السكنية وتتخذ من المدنيين دروعاً بشرية. وقد تعطلت مهام الصليب الأحمر فى نقل الجرحى بسبب ممارسات التبو. وقد استعانت قبيلة التبو بعناصر من تشاد والنيجر ومالى ومجموعات لا تتكلم اللغة العربية ويكشف اندلاع القتال فى أماكن متفرقة من ليبيا عن ضعف الحكومة المؤقتة وعجزها عن فرض سيطرتها على أنحاء ليبيا. ويأمل المجلس الانتقالى الأ يضر العنف بالانتخابات البرلمانية التى ستجرى الشهر القادم. تهديد المصالح الغربية وكانت سلسلة من الهجمات قد استهدفت مؤخراً دبلوماسيين غريين ومنظمات دولية، وأثارت مخاوف من أن متطرفين يحاولون زعزعة استقرار أول انتخابات برلمانية فى ليبيا ما بعد الثورة. الهجمات شملت انفجاراً خارج مبنى القنصلية الأمريكية فى بنغازى، وهجوما بواسطة قذيفة صاروخية على موكب السفير البريطانى مما أسفر عن إصابةحارسين، كما استهدفت الانفجارات أيضاً مكاتب للجنة الدولية للصليب الأحمر، وسيارة تابعة للأمم المتحدة. مجموعة ليبية تدعى «كتائب الشيخ عمر عبد الرحمن» أعلنت مسئوليتها عن بعض الهجمات، لكن ليس هناك دليل على وجود علاقة بين كل الهجمات، أعمال العنف تأتى قبل أسابيع من تصويت الليبيين لانتخاب جمعية وطنية ستختار بدورها حكومة مؤقتة وكتابة دستور للبلاد. فلول القذافى وتناولت اتهامات أن من يقفون خلف أحداث العنف هم من أتباع القذافى، الذين يريدون إثبات صحة توقعاته من أنه بدون القذافى فإن ليبيا ستسقط فى أيدى « القاعدة» لكن بعض المحللين أكدوا أن الهجمات على المصالح الغربية فى ليبيا لم تقم بها « القاعدة» وما تم هو عمل هواة وليس أسلوب القاعدة. المواطنون الليبيون عبروا عن فزعهم من الهجمات والعنف بين القبائل، فهم لا يرغبون فى أن يصبح بلدهم مثل العراق أو أفغانستان، ومعظم الليبيين يرون أن الانتخابات هى الطريق الوحيد لتحسن الأمور وعودة الاستقرار إلى ليبيا رفم أنف فلول القذافى، وكانت حملة الانتخابات البرلمانية قد بدأت يوم الإثنين الماضى. وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات أنها أبقت على 2501 مرشح مستقل و 1206 مرشحين من مجموعات سياسية. ودعا رئيس المفوضية نورى العبار المرشحين للقيام بحملة شريفة وأن يكونوا على قدر المسئولية. ونشرت المفوضية تعليمات دعت فيها المرشحين إلى عدم التصرف بطريقة يمكن أن تؤدى لاندلاع النزاعات بين الناخبين أو تضر بالوحدة الوطنية. وسينتخب الليبيون فى السابع من يوليو القادم الأعضاء ال 200 فى المؤتمر الوطنى العام «مجلس تأسيسى» الذين سيعينون لجنة خبراء تكلف بصياغة مشروع الدستور الذى سيطرح بعد ذلك فى استفتاء وعند عقد المجلس الجديد أولى جلساته سيقدم المجلس الانتقالى استقالته.