اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية تنهي كافة الاستعدادات لامتحانات الفصل الدراسي الثاني    التأخيرات المتوقعة اليوم فى حركة قطارات السكة الحديد    أسعار الدولار اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    بدء مراسم تشييع رئيسي ومرافقيه في مدينة تبريز الإيرانية    رغم انتهاء ولايته رسميًا.. الأمم المتحدة: زيلينسكي سيظل الرئيس الشرعي لأوكرانيا    بعد رحلة 9 سنوات.. ماذا قدم كلوب لفريق ليفربول؟    الأجهزة الأمنية تكثف نشاطها لإنقاذ ضحايا حادث غرق سيارة في المنوفية    موعد إجازة عيد الأضحى 2024 في مصر: توقيت وقفة عرفات وعدد أيام العطلة    حمدي الميرغني يحيي ذكرى رحيل سمير غانم: كنت ومازلت وستظل أسطورة الضحك    ترتيب الدوري المصري 2023-2024 قبل مباريات اليوم الثلاثاء    ننشر بالأسماء ضحايا حادث العقار المنهار بالعياط    براتب 5000 جنيه.. وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة بالقاهرة    خالد عبد الغفار: مركز جوستاف روسي الفرنسي سيقدم خدماته لغير القادرين    قبل طرحه في السينمات.. أبطال وقصة «بنقدر ظروفك» بطولة أحمد الفيشاوي    وزير الصحة: لا توجد دولة في العالم تستطيع مجاراة الزيادة السكانية ببناء المستشفيات    الحماية المدنية تخمد حريق هائل داخل مخزن بمنشأة القناطر (صور)    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    أمير هشام: الكاف تواصل مع البرتغالي خوان لإخراج إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    تفاصيل طقس الأيام المقبلة.. ظاهرة جوية تسيطر على أغلب أنحاء البلاد.. عاجل    فرصة للشراء.. تراجع كبير في أسعار الأضاحي اليوم الثلاثاء 21-5-2024    مندوب مصر بالأمم المتحدة: العملية العسكرية في رفح الفلسطينية مرفوضة    أحمد حلمي يتغزل في منى زكي بأغنية «اظهر وبان ياقمر»    «سوليفان» يعد بالضغط على إسرائيل لصرف الأموال المحتجزة للسلطة الفلسطينية    وزير الصحة: صناعة الدواء مستقرة.. وصدرنا لقاحات وبعض أدوية كورونا للخارج    وزير الصحة: مصر تستقبل 4 مواليد كل دقيقة    مساعد وزير الخارجية الإماراتي: لا حلول عسكرية في غزة.. يجب وقف الحرب والبدء بحل الدولتين    وزير الصحة: العزوف عن مهنة الطب عالميا.. وهجرة الأطباء ليست في مصر فقط    هل يرحل زيزو عن الزمالك بعد التتويج بالكونفدرالية؟ حسين لبيب يجيب    أحمد حلمي يغازل منى زكي برومانسية طريفة.. ماذا فعل؟    محمود محيي الدين: الأوضاع غاية في التعاسة وزيادة تنافسية البلاد النامية هي الحل    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    مبدعات تحت القصف.. مهرجان إيزيس: إلقاء الضوء حول تأثير الحروب على النساء من خلال الفن    وكيل "صحة مطروح" يزور وحدة فوكة ويحيل المتغيبين للتحقيق    قتلها وحرق الجثة.. ضبط قاتل عروس المنيا بعد خطوبتها ب "أسبوعين"    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    رفع لافتة كامل العدد.. الأوبرا تحتفي وتكرم الموسيقار عمار الشريعي (تفاصيل)    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    بعد ارتفاعها ل800 جنيها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي «عادي ومستعجل» الجديدة    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    طبيب الزمالك: إصابة أحمد حمدي بالرباط الصليبي؟ أمر وارد    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    إيران تحدد موعد انتخاب خليفة «رئيسي»    مصطفى أبوزيد: تدخل الدولة لتنفيذ المشروعات القومية كان حكيما    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    كأس أمم إفريقيا للساق الواحدة.. منتخب مصر يكتسح بوروندي «10-2»    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سعر الدولار والريال السعودي مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    على باب الوزير    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخطر 5 تصريحات فى السنوات ال 10 الأخيرة :مجانين إسرائيل يدقون طبول الحرب
نشر في أكتوبر يوم 29 - 04 - 2012

يبدو أن مجانين إسرائيل وصلوا إلى حالة من الهياج والهذيان لدرجة أنهم حولوا نزاعًا تجاريًا عاديًا يمكن أن يحدث بين دولتين فى أى مكان فى العالم إلى محاولة للتصعيد العسكرى، وتهديد أمن واستقرار المنطقة والعالم.
ولكن الرد المصرى جاء حاسمًا وسريعًا على لسان المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذى أكد فى تصريحات قاطعة أن مصر ستكسر قدم كل من تسول له نفسه الاقتراب من الحدود أو تهديد الأمن القومى المصرى.
وقد كانت التصريحات التى أدلى بها المشير طنطاوى أمام الضباط والجنود المشاركين فى المناورات التى أجراها الجيش الثانى الميدانى بالذخيرة الحية فى عمق سيناء رسالة تحذير من القائد الأعلى للقوات المسلحة للمتربصين بمقدرات الوطن على حدود مصر الشرقية أو الذين يصطادون فى الماء العكر، كما أنها كانت رسالة تطمين لأبناء مصر الشرفاء الذين وضعوا أكفانهم على أكتافهم، ووهبوا حياتهم لهذا الوطن المقدس بعيداً عن تجار الشعارات الذين أجادوا الرقص على جثة الوطن بعد ثورة 25 يناير.
وقبل إعلان الحرب على مصر وكشف مافيا تهريب السلاح التى يتزعمها ضباط الموساد لضرب الاستقرار والسياحة، وسقوط جواسيس إسرائيل فى قبضة المخابرات المصرية، ودور أبناء سيناء فى حماية الأمن القومى المصرى.
قبل الإجابة عن هذه التساؤلات الخطيرة المتعلقة بالحدود الشمالية الشرقية والتى تمثل خط الدفاع الأول للأمة المصرية لا بد من التأكيد على حقيقة مفادها أن إسرائيل لا تعرف المعاهدات والالتزامات، كما أنها -كما يقول خبراء الاستراتيجية والأمن القومى - لا تعرف إلا لغة القوة، ولا تتعايش إلا مع لون الدماء، ولهيب الحرائق، وغبار أسلحة الدمار الشامل، وأنها - أى إسرائيل - لا تعيش إلا على جثث الموتى وأشلاء الأطفال والنساء.
وكما يقول د. رفعت سيد أحمد رئيس مركز يافا للدراسات السياسية والاستراتيجية فإن قوى الشر فى المنطقة وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل تنتظر على أحر من الجمر سقوط جيش مصر العظيم مستخدمين فى ذلك كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة حتى يلحق هذا الجيش بالجيش الليبى والسورى والعراقى واليمنى تمهيدا لإقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات.
ويتابع د. رفعت قائلاً: إن مجانين إسرائيل فى وزارة الدفاع ورئاسة الأركان، والخارجية والمعارضة والكنيست الإسرائيلى يدقون طبول الحرب الآن، ولا يخفى على أحد أن الإدارة الأمريكية ومعها إسرائيل تخططان منذ وقت طويل إلى ضرب الجبهة الداخلية، وإثارة الفتنة، وتهييج الأقليات والأقباط، وتأجيج الصراع فى النوبة وسيناء والصعيد ومحافظات الحدود.. فى أسوان ومرسى مطروح والوادى الجديد ومنافذ السلوم والعوجة وتجنيد المنظمات والحركات والأبواق الزاعقة وتمويل الصحف والفضائيات لتشويه صورة القوات المسلحة وإحداث وقيعة بين الجيش والشعب، وعقد ندوات ومؤتمرات مشبوهة لترويج قضايا ملفقة وشائعات مغرضة وأكاذيب مفضوحة لشغل القوات المسلحة المصرية عن أداء مهمتها الرئيسية وهى حماية الوطن والحفاظ على مكتسبات شعبه وسلامة أراضيه.
ولا يخفى على أحد أيضًا - كما يقول د.رفعت -أن من أسلحة الحرب التى استخدمتها إسرائيل فى تخريب الزراعة المصرية والتى تعد بمثابة سلاح تقليدى استخدمته إسرائيل لضرب الاقتصاد المصرى كما أكد الكاتب الصحفى صلاح بديوى فى كتابه عن الزراعة المصرية ناهيك عن الخطط والمؤامرات التى يستخدمها الكيان الصهيونى لخلخلة الاستقرار فى مصر.
وقد بدأ تخريب الزراعة منذ تولى وزير الزراعة الأسبق يوسف والى، والمحبوس حاليا على ذمة قضايا لا حصر لها عندما استعان بأكثر من 50 ألف باحث إسرائيلى لتطوير الزراعة وإبرام 5 اتفاقيات متعلقة بشركات نقل البضائع، واستيراد المبيدات والأسمدة، وزراعة الصوب واتفاقيات مكافحة الأمراض والآفات وتطوير السلالات، وكانت الطامة الكبرى عندما قامت إسرائيل بتخليق وتطوير نوع جديد من الفئران يحمل فيروس الطاعون ولديه قدرة غير عالية على التناسل، وكانت النتيجة إصابة المحاصيل الزراعية بكل أمراض الدنيا.
وفى ذات السياق يرى الكاتب الكبير د. نبيل فاروق والمتخصص فى أدب الجاسوسية إن حروب المخابرات لا تعرف السلام، وأن قوة أجهزة المخابرات لا تكمن فى عدد العملاء أو انتشار الجواسيس، ولكن تكمن فى قيمة المعلومات التى يمكن أن يحصل عليها العميل، وأن جهاز المخابرات الإسرائيلى يحاول أن يصور نفسه على أنه سوبرمان أو سابق عصره وأوانه، وهذه وسيلة من وسائل الحرب النفسية التى يشنها الموساد على أجهزة المخابرات الأخرى، مؤكدا أن الجهاز الذى يصور نفسه على أنه أقوى جهاز فى العالم كثيرًا ما يقع فى إخفاقات لا حصر لها، والدليل أنه رغم تعاون جهاز الموساد مع أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية وبعض الدول الأوروبية فإنه فشل فشلا ذريعا فى اكتشاف أو تحديد مراحل الإعداد لحرب أكتوبر المجيدة، كما لم يكتشف الدور الذى كان يلعبه أشرف مروان لصالح المخابرات المصرية إلاّ بعد فوات الأوان.
ويعترف د. نبيل فاروق أن المخابرات المصرية تعمل بنفس هادئ وصمت تام والدليل أنها نجحت بعد الثورة فى إلقاء القبض على أكثر من 10 شبكات تجسس، وكان آخرها قضية المكالمات الدولية والتى اتهم فيها أردنى و4 مصريين من شركة موبينيل لقيامهم بتمرير مكالمات كبار المسئولين عبر شبكة متصلة بالأقمار الصناعية؛ بالإضافة إلى الشبكات الأخرى المعروفة والتى كان يتزعمها محمد سيد صابر وحسن العطار وإيلان تشايم جرابيل الذى تمت مبادلته مؤخرًا ب28 سجينًا مصريا.
مشكلة الموساد
ومشكلة الموساد كما يقول د. فاروق أنه لا يعترف بالهزيمة، ويجيد تزييف الحقائق وصناعة الأساطير، كما أن بينه وبين المخابرات المصرية «تار بايت» والتنافس بينهما ليس له حدود، والطريف كما يقول د. فاروق أن كل شبكات التجسس التى تكشفها المخابرات المصرية، تنكرها المخابرات الإسرائيلية والأغرب من ذلك أنها تنسب انتصارات الجهاز المصرى إلى نفسها كما حدث فى قضية العميل بابل أو أشرف مروان حيث اتهموه على غير الحقيقة أنه كان يعمل لصالح إسرائيل ضد القاهرة، وكذلك رأفت الهجان، حيث حاولوا تصويره عبر الآلة الإعلامية الإسرائيلية أنه جاسوس مصرى يعمل لصالح تل أبيب إلاّ أنهم فشلوا بعد أن أفرجت المخابرات المصرية عن ملف العملية بالكامل، وكشفت للرأى العام العالمى أن رأفت الهجان صناعة مصرية زرعته المخابرات العامة فى قلب تل أبيب.
ونوه فاروق إلى أن حرب الجواسيس هى حروب دائمة، لا تعرف السلام أو الاستسلام كما أنها بمثابة (قراءة) جيدة لمسرح العمليات وتجهيز لأرض المعركة وحرب صامته بعيداً عن أصوات القنابل ودانات المدافع.
قراءة سياسية
وفى قراءة سياسية وأمنية للتصريحات الإسرائيلية الأخيرة، والتى أطلقها مجانين إسرائيل بعد صدور قرار منع تصدير الغاز يقول الخبير الاستراتيجى الكبير اللواء سامح سيف اليزل إن التصريحات ال6 الأخيرة التى خرجت من إسرائيل هى تصريحات مضادة لمصر، وتنتقد بشكل واضح الموقف المصرى فى قضية تصدير الغاز باستثناء التصريح السياسى الذى أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتناياهو كنوع من التلطيف السياسى والذى له معانٍ كثيرة فى ظل الأوضاع الراهنة.
سيناريوهات سابقة
وحتى يكون القارىء على علم فإن التصريحات التى تخرج من إسرائيل ما هى إلا تصريحات معدة سلفًا، بتوقيتات محدوة، وسيناريوهات محسوبة وليست خبط عشواء كما يحدث فى كثير من دول العالم، حيث يتم الاتفاق عليها مسبقاً فى الغرف المغلقة، وعرضها على دوائر صنع القرار فى الموساد والحكومة والكنيست والجيش وحتى المعارضة.
وعندما يتم تحليل تلك التصريحات يتبين أنها مضادة لمصر وتعبر بشكل واضح عن الزلزال الذى أصاب الدولة العبرية بعد صدور القرار وقد انحصرت تلك التصريحات المستفزة فى تصريحات ثلاثة من أعضاء الحكومة الإسرائيلية أفيجدون ليبرمان وزير الخارجية، الذى قال صراحة إن قيام الحكومة المصرية بإلغاء اتفاقية الغاز لا يبشر بالخير، فيما قال بينى جانيتس رئيس هيئة الأركان أثناء تأبينه جنديين ماتا أثناء الخدمة إن جيش إسرائيل مستعد لأداء أى مهمة لمواجهة التهديدات المحتملة خاصة إذا تحولت مصر إلى عدو، بعد إلغاء تصدير الغاز بشكل أحادى، هذا بالإضافة إلى تصريحات وزير الطاقة الإسرائيلى الذى طالب بنشر قوات هجومية على الحدود الجنوبية لدعم القوات الثابتة والمتنقلة ثم تصريحات وزير المالية وتصريحات زعيم كتلة المعارضة، وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق شاؤول موفاز، وأخير تصريح ممثل حزب الاتحاد القومى فى الكنيست وممثل التيار الدينى المتطرف الذى دعا إلى شن هجوم عسكرى بغرض احتلال سيناء مرة أخرى.
والملاحظ كما يقول اللواء سامح سيف اليزل أن هذه التصريحات المعادية، تمثل الدولة العبرية ككل وهم ثلاثة وزراء من الحكومة وممثل القوات المسلحة الإسرائيلية، وممثل عن كتلة المعارضة وتصريح من البرلمان أو الكنيست الإسرائيلى.
قرارات مدروسة
وبالتالى فأنا أتوقع -والكلام لليزل- أن دوائر صنع القرار عندنا قامت بتحليل كل كلمة فى تصريحات المسئولين الإسرائيليين، وتقييم الرسائل المرسلة، وهذا ما ظهر واضحاً فى تصريحات المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأننا سنكسر رجل من يعتدى على حدودنا، وأشار بالتحديد إلى الحدود الشمالية الشرقية دون ذكر الحدود الغربية لليبيا والجنوبية للسودان، كما أن تصريحات المشير طنطاوى تحمل معانى كثيرة ومهمة للجانب الإسرائيلى، خاصة أنها صدرت من الحاكم الفعلى للبلاد والمسئول عن سلامة أمنه وحماية أراضيه، كما أنها -أى التصريحات- أرسلت من داخل سيناء وخلال مناورة للجيش الثانى بالذخيرة الحية، وتدخلت فيها كافة الأسلحة المشتركة بما فيها القوات الجوية.
ويتابع اللواء اليزل قائلاً: حملت تصريحات المشير طنطاوى مضامين قوية ورداً قاطعاً وصريحاً على تهديدات إسرائيل خاصة ما تفوه به وزير الأمن والبنية التحتية السابق أفيجدور ليبرمان والذى تولى مسئولية وزارة الخارجية فى حكومة بنيامين نتنياهو، ومن المعلوم أنه يهودى روسى متطرف، ظل قابعًا فى روسيا 50 عاماً لم ينطق ببنت شفة، وجاء ليهدد القوات الباسلة والجيش المصرى العظيم، حيث يعد على رأس قائمة المسئولين الإسرائيليين الكارهين لمصر. ومن المعلوم أن هذا المتطرف كان قد سبق وهدد بضرب السد العالى منذ عدة سنوات.
رسالة قوية
كما أن تصريحات المشير طنطاوى بمثابة رسالة قوية أيضاً لمن طالب بإعادة احتلال سيناء والاستيلاء على آبار البترول والغاز الموجودة بها؛ وكأنه ذاهب إلى فسحة أو نزهة خلوية.
وعن التحليل السياسى والعسكرى للموقف الراهن يؤكد الخبير الاستراتيجى اللواء سامح سيف اليزل إنه من المستبعد أن تقوم إسرائيل بأى عمليات عسكرية على الحدود المصرية، لحرصها على استمرار اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين، والتى توصف الآن بالاتفاقية الهشة نتيجة استنفار الرأى العام المصرى ضد إسرائيل لخططها التوسعية فى القدس واستمرار حصار غزة، وما يتبعها من سلوكيات سياسية مرفوضة، ولهذا فإن إسرائيل تحرص حالياً فى الحفاظ على شعرة معاوية، لسريان وجريان اتفاقية السلام.
وألمح اليزل إلى أن إسرائيل لا يمكن أن تتهور وتهاجم سيناء أوالحدود المصرية، لأنها تعمل للقوات المسلحة ألف حساب، وأنها لن تجازف بإلغاء اتفاقية جعلتها مطمئنه نسبياً على حدودها الجنوبية مع مصر فى ظل تنامى قوة حزب الله وصواريخ حماس والتى باتت تهدد تل أبيب.
وعن دور إسرائيل فى زعزعه الاستقرار فى سيناء أشار اللواء اليزل إن الدولة العبرية لا تريد استقرار سيناء لضرب السياحة، وقد ظهر هذا واضحًا فى التحذيرات المتوالية التى أطلقها المسئولون الإسرائيليون لمواطنيهم لعدم السفر إلى سيناء بحجة عدم الاستقرار الأمنى كما أن إسرائيل صورت سيناء بعد أحداث العنف الأخيرة التى مارستها بعض العناصر الجهادية ضد المواطنين والمنشآت وأقسام الشرطة على أنها نهاية المطاف، وعندما أحكمت أجهزة الأمن المصرية ممثلة فى قوات الشرطة والجيش قبضتها على تلك العناصر المتمردة لم تنطق إسرائيل ببنت شفة، بل كما يتوقع الخبير الاستراتيجى فإن إسرائيل متورطة فى عمليات تهريب وتمويل شبكات السلاح داخل الحدود المصرية حيث ألقت أجهزة الأمن مؤخراً على شبكة لتهريب السلاح أبطالها إسرائيليان وأوكرانى وبحوزتهم أسلحة وذخائر مصرية الصنع كالتى تستخدم فى مقذوفات وذخائر أسلحة قوات الشرطة وأفراد القوات المسلحة، مما يؤكد بأن الغرض من دخول تلك الأسلحة للبلاد هو استخدامها فى أعمال عدائية للوقيعة بين أفراد الشعب، والقوات المصرية، وإنه فى حال إطلاقها على متظاهرين أو أبرياء مدنيين يمكن إلصاق التهمة بالقوات المصرية لإشعال الفتنة فى البلاد.
تدريبات عملية
ولا يستبعد اللواء اليزل أن تكون شبكات تهريب الأسلحة التى يتم إلقاء القبض عليها على صلة وثيقة بدول معادية لا تريد الخير لمصر، حيث ألقت الأجهزة الأمنية مؤخراً القبض على 3 بحارة بريطانيين فى ميناء الغردقة، وبحوزتهم خزائن أسلحة نارية وقناصة ونظارات ميدان وأجهزة لاسلكى، وأجهزة تنصت، وأجهزة لاب توب عليها خطط وبرامج وتدريبات عملية لتركيب وتشغيل الأسلحة الآلية وغيرها من الأسلحة المتطورة.
ولهذا يطالب اللواء سامح سيف اليزل، وسط هذه الأجواء الضبابية بإعادة النظر أو التفاوض مع الجانب الإسرائيلى فى الملحق الأمنى المرفق باتفاقية السلام لزيادة عدد القوات المسلحة المصرية، فى منطقى ب و ج المتاخمتين للحدود الإسرائيلية والنظر فى نوعيات وكميات الأسلحة خاصة أن الظروف السياسية والإقليمية المحيطة، باتقافية السلام منذ 33 عاماً ليست هى بالتأكيد الظروف الحالية من الناحيتين السياسية والأمنية، والتى تحتم على المفاوض المصرى إعادة التفاوض على بنود الملحق الأمنى الخاص بالاتفاقية أو عمل ملحق جديد يساير التطورات الآنية، ويتم إرفاقه باتقاقية السلام.
فض مجالس
وفى ذات السياق يضيف الخبير الاستراتيجى اللواء عبد المنعم كاطو أن التصريحات المستفزة التى خرجت من دولة إسرائيل ما هى إلاّ فض مجالس، واستعراض للقوة التى لا يمكن استخدامها على أرض الواقع لأن إسرائيل تعلم أنها لا يمكن لها نقض معاهدة السلام، كما أن الولايات المتحدة ترفض رفضاً قاطعاً المساس بأمن الشرق الأوسط حتى ولو كانت إسرائيل لها نيه فى تعكير صفو المنطقة، وذلك لأن الموقف الدولى والانتخابات الأمريكية وتورط القوات الأمريكية فى أفغانستان وتنمر كوريا الشمالية، وإيران وطالبان، وصواريخ حزب الله وحماس، كل هذه الأخطار المحيطة، بأمريكا وإسرائيل تمنع كلا الدولتين من التفكير فى الإقدام على أى عمل استفزازى، بل تدرك الدولتان أن من مصلحتهما فى الوقت الراهن تهدئة الأوضاع والحرص على الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، كما أنهما يعلمان قدرة وقيمة مصر على درء أية أخطار.
وأكد اللواء كاطو أن ما أكد عليه المشير طنطاوى بأنه سيكسر قدم ويد كل من تسول له نفسه الاقتراب من الحدود المصرية، ليس بغرض الإستهلاك المحلى، أو لرفع الروح المعنوية للجنود، ولكنها حقيقة ثابته، وناتجة عن عقيدة قتالية معروفة لدى الجيش المصرى وهى «النصر أو الشهادة» وهو الشعار الذى يسبب زلزالاً بين الإسرائيليين سلمًا وحربًا.
وحدات الجيش
ويخطىء من يظن -والكلام لكاطو- أن تواجد بعض وحدات الجيش المصرى فى الشوارع سيؤثر بالسلب على الكفاءة القتالية، وذلك لأنه يتم عمليات احلال وتجديد لهذه القوات، وأن القوات الموجودة على الأرض لا تمثل نقطة فى بحر من حجم القوات المسلحة المصرية، ناهيك عن طبيعة الشعب المصرى العجيبة والنادرة والذى يقف خلف قواته المسلحة بكل قوة واقتدار، دون الالتفات إلى تلك الجماعات والحركات التى تحاول -بناء على أجندات معروفة - إحداث الوقيعة بين الجيش والشعب، حيث أثبت التاريخ من أيام الملك مينا موحد القطرين، مرورًا برؤساء وحكام مصر أن شعب مصر جزء لا يتجزأ من القوات المسلحة الباسلة.
ولذلك يعقب لواء عبد المنعم كاطو على تلك الائتلافات والحركات التى استغلت جو الحرية الذى تعيشه مصر بعد 25 يناير، وصبر قيادات القوات المسلحة، واستمرأت شعار «يسقط حكم العسكر» وهو الشعار الذى رفعه اليهود فى وجه هتلر فى الاربعينيات والهنود فى وجه الإنجليز أيام الاحتلال البريطانى لشبه القارة الهندسة.
وقال كاطو إن سقوط الجيوش وإعلان الحرب على الدول لم يعد مقصوراً على تحرك الطائرات والفرقاطات ولكنه فى الحروب الحديثة يبدأ بتشوية صورة الرموز العسكرية، وشيوع روح التشكيك فى مؤسسات الدولة وضرب الاقتصاد والتمهيد لثورات جياع حتى لا تقوم للدولة قائمة.
مارس 2011
ولم يعد خافياً أن إعلان الحرب على مصر وعلى القوات المسلحة المصرية بدأ فى مارس 2011 عندما رسم المجلس الأعلى خارطة طريق بناء مؤسسات الدولة، ونجحت الثورة المصرية فى إيداع أركان النظام السابق السجون وحماية القوات المسلحة للثورة ورفض إطلاق رصاصة واحدة على صدور المصريين عندها قررت أمريكا تنفيذ مخطط جهنمى تمت الموافقة عليه فى جهاز الCIA عام 2006 وهو استخدام أسلوب الخنق، ويعنى ببساطة خنق الدولة من الداخل، بتأجيج المظاهرات والاحتجاجات وضرب الاقتصاد، وتحريك بؤر الصراع المتعلقه بالأقليات والأقباط.. وعندما فشلت فى تنفيذ المرحلة الأولى من المخطط استعانت بأصحاب النفوس الضعيفة، وأغدقت عليهم المال بوفرة لتنفيذ سياسة الخنق بالقوة بالاشتباك مع الشرطة المدنية، وجر شكل القوات المسلحة، وتشوية صورة الرموز الوطنية، عندها قرر المجلس العسكرى تقليم أظافر هذه المنظمات والحركات وتجفيف منابع التمويل حتى تستقر الأمور، ومن الحقائق التى سيعرفها الشعب فيما بعد أن أمريكا وإسرائيل كانت تسعى فى أوقات معينة وبتكنيكات معينة إلى جر القوات المسلحة للاشتباك مع الثوار والمتظاهرين.. وقد جندت عملاء لها تم رصدهم بالاسم لتنفيذ هذا المخطط، إلاّ أن الدور العظيم الذى قام به رجال المخابرات، قد كشف هذه المخططات أولاً بأول، وضيع الفرصة على أمريكا وإسرائيل، وبعض العناصر الداخلية، من هز هيبة أو تفكيك الجيش المصرى.
سر الخطة
وفى سر ربما يكشف لأول مرة -كما يقول كاطو أن أمريكا وإسرائيل، اتفقنا من عام 2006 أيضًًا على سقوط مصر وسوريا لتحقيق مخطط دولة إسرائيل الكبرى من النيل للقرات.. وكما هو واضح فإنهما أوشكا على إنجاح مخطط إسقاط سوريا لغباء بشار الأسد الذى فضل الحكم والرئاسة على مصلحة البلد، فيما فشل المخطط فى مصر لأن الرئيس السابق - أخذها عن قصيرها كما يقولون، وأسند المهمة للقوات المسلحة التى أدركت منذ اليوم الأول أن الأوطان هى الأهم، أما الأفراد فهم زائلون.
ولهذا فقد فوت المجلس الأعلى للقوات المسلحة الفرصة على أعداء الوطن، وقرر عدم توجيه السلاح إلى صدور المتظاهرين، وضبد النفس إلى أقصى درجة، حتى لا يحدث صدام بين القوات المسلحة والشعب، والتأكيد على سيادة القانون والاصرار على نجاح الثورة والتعامل برفق وحرفيه مع بعض الثوار الذى وجهوا بقصد أو بدون قصد بعض الإساءات إلى رموز القوات المسلحة، مع أن هذا لا يحدث فى أمريكا أو بريطانيا وهما أكثر الدول يمقراطية على مستوى العالم.
زوبعة فى فنجان
واستكمالاً لما أكد عليه اللواء كاطو أضاف الخبير الاستراتيجى اللواء د. أحمد عبدالحليم عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن ما صدر من تصريحات مستفزة من جانب دولة إسرائيل ما هو إلا زوبعة فى فنجان، وسريعاً ما تهدأ هذه الزوبعة، وذلك لأن إسرائيل تدرك جيداً أن القوات المسلحة المصرية قادرة على حماية الأمن القومى المصرى وحدود مصر الدولية سواء من الجبهة الشمالية الشرقية، أو باقى الجبهات الثلاث، كما أن إمكانيات الجيش المصرى قادرة على التهديد والوعيد أرضاً وبحراً وجواً، ولو كانت مصر ضعيفة لكان قد تغير الحال، ولكن هناك حسابات دقيقة قبل إجراء أى تصرف، وأهمها حجم ووزن الدولة التى توجه إليها هذه التصريحات، فمصر كما يعلم القاصى والدانى ليست دويلة، أو شبه دويلة، ولكنها دولة كبرى لها مقومات وأذرع طويلة، يمكن لها أن ترد الصاع صاعين.
الجيش والشعب
ومع كل هذه الحقائق التى يعرفها خبراء الاستراتيجية فى مصر وإسرائيل -كما يقول اللواء أحمد - فإن المشير طنطاوى قال فى تصريحاته الأخيرة إننا لا نعتدى على أحد وسنكسر قدم من يفكر فى الاقتراب من الحدود المصرية وعندما يتكلم هذا الرجل بتاريخه العسكرى الطويل فإنه يعى ما يقول ويستند إلى أرض صلبة قوامها الشعب المصرى ومكوناتها الجيش المصرى العظيم.
ويتابع لواء د. أحمد عبد الحليم قائلاً: إن إسرائيل تدرك وقبل غيرها أنها على المحك، وأن التهديدات تحوطها من كل الاتجاهات، فلا يمكن لها أن تغامر فى اتجاه، وتفاجأ بالخطر من اتجاه آخر.
وألمح إلى أن تصريحات المشير طنطاوى ما هى إلاّ رسالة موجهة للخارج الذى تصور أن انتشار القوات فى شوارع القاهرة قد أثر على كفاءة القوات القتالية، خاصة أن تلك التصريحات خرجت من أرض سيناء وعلى مسافة قصيرة من الحدود الشمالية الشرقية، كما أنها -أى التصريحات- رسالة موحية لبعض القوى الداخلية التى تريد الهيمنة على كل شىء، مع التأكيد بأن قوات الجيش المصرى قادرة على حفظ الأمن ضد أى اضطرابات أو دعوات يروج لها البعض فى الداخل.
وأخيراً أكد اللواء د. أحمد عبد الحليم أن قرار وقف تصدير الغاز لإسرائيل لا علاقة له بمعاهدة السلام.. لأنه قرار تجارى جاء بناء على رفض الشركة المتعاقدة مع وزارة البترول دفع ثمن الغاز المستورد، ولأنها أخلت بشروط التعاقد، فقد قررت الحكومة المصرية فسخ العقد، وكفى الله المؤمنين القتال.
تدريبات مستمرة
ومن جهته أكد اللواء د. محمود خلف - الخبير الاستراتيجى والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا‏ ومستشار المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط - أن تصريحات المشير ما هى إلا رسالة اطمئنان إلى الشعب المصرى، بأن القوات المسلحة فى سيناء قادرة تماماً على تأمين مصر ضد أى عدوان، أو فرد، أو جهة، تسول لها نفسها الاعتداء عليها، مؤكدا أن خطة التدريب والعمليات الموجودة حالياً لدى القوات المسلحة، قادرة على تأمين سيناء.
واستبعد استخدام إسرائيل لخيار الحرب لأنها تدرك أن القوات المسلحة لا تغفل عن مهامها الرئيسية وعلى استعداد للقتال وهى تقوم بتدريبات مستمرة وتقوم بتطوير الأساليب والمعدات والأسلحة. مؤكدا ثقته فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة مكونة العمود الفقرى لمصر وأن الأيام والتاريخ سيثبت مكان ذلك وسيظهر للجميع الجهود التى قامت بها القوات المسلحة فى المرحلة الحالية. معبرا عن تفاؤله تجاه المرحلة القادمة وأن مصر ستعبر إلى بر الأمان وأن القوات المسلحة أخذت على عاتقها هذا الأمر وستسلم البلاد لنظام مدنى منتخب من الشعب وصياغة دستور يرضى عنه كل الأطياف.
وفى الإطار ذاته استنكر السفير محمد كامل عمرو - وزير الخارجية - التصريحات الإسرائيلية أثر قرار إلغاء اتفاقية الغاز واستدعى السفير الإسرائيلى بالقاهرة يعقوب أميتاى للاحتجاج على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان وخاصة التى قال فيها «إن مصر أشد خطراً على إسرائيل من النووى الإيرانى»، فضلاً عن توصيته بإعادة تشكيل فيلق الجنوب بالجيش الإسرائيلى والذى تم حله بعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
ومن جانبه أكد د. محمد حسام الدين – أستاذ القانون الدولى وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية - أنه على الرغم من أن قرار وقف تصدير الغاز لإسرائيل تجارى واقتصادى، إلا إنه ذو أبعاد سياسية، ويندرج فى إطار التصريحات المتبادلة بين مصر وإسرائيل، التى اتسمت بعدم الودية قبل صدور هذا القرار بإعلان إسرائيل أن سيناء أصبحت خارج السيطرة، مضيفا أنه لا يجب اعتبار هذا القرار نوعًا من المصادمات السياسية بين الدولتين.
ومن جانبه وصف د. حسين حمودة - الخبير فى الشئون الإسرائيلية - قرار إلغاء تصدير الغاز إلى إسرائيل بالخطوة الصحيحة لكون القرار يريح الكثير من أفراد المجتمع المصرى وكذلك الحكومة المصرية من أعباء الخسائر التى تكبدتها بعد تفجير هذا الخط لأكثر من 14 مرة، كما أنه يساهم فى حل مشكلة مد الغاز للصعيد.
دولة قطر
وقال إن تعليق مصر لتوريدها الغاز
ل «إسرائيل» أصابها بضربة اقتصادية قاتلة حيث كان الغاز المصرى يوفر 40% من احتياجات الكيان الصهيونى والذى يشكل نحو ثلث إجمالى احتياجاتها مما وضعها فى موقف لا تحسد عليه ولكن قامت قطر الدولة العربية التى دائما تستنكر تصرفات إسرائيل إزاء الشعب الفلسطينى لتنقذ إسرائيل من هذا الموقف حيث أبدت دولة قطر وعلى لسان وزير التجارة والصناعة القطرى حسن بن عبد الله فخرو استعداد قطر تزويد إسرائيل بالغاز والى مدة غير محدودة وبأسعار مخفضة.
وأكد أن القوات المسلحة تقوم بتدريبات مكثفة تحسبا لأى هجوم على أرض سيناء وهى رسالة واضحة للجميع لكى يتذكروا ويعيدوا حساباتهم قبل الاعتداء على أى بقعة من ارض الوطن.
ومن جهته أكد د. طارق فهمى - أستاذ العلوم السياسية ورئيس وحدة الإسرائيليات فى مركز دراسات الشرق الأوسط - أن قرار وقف تصدير الغاز لإسرائيل جاء بعد إخلال الجانب الإسرائيلى ببنود عقد التوريد وبالتالى فالقرار جاء بعد دراسة قانونية مستفيضة ومتأنية، وبعد استشارات قانونية دولية ومحلية أكدت أحقية الشركة فى استخدام حقها لفسخ العقد.
وقال إن القضية لن تتطور إلى حرب بين مصر وإسرائيل خاصة أن قرار الحرب ليس سهلا، مشيرا إلى أنه لا يوجد أساس للربط بين اتفاقية كامب ديفيد واتفاقية الغاز مع إسرائيل. موضحا أن حالة القلق التى تسيطر على إسرائيل ليست بسبب توقف الغاز ولكن بسبب مخاوفها من تجميد اتفاقية الكويز وهو ما يسبب متاعب كثيرة لها خاصة وأنها فى حالة رعب منذ أن تقدم بعض رجال التيار الإسلامى لانتخابات الرئاسة.
ملاحق :
====
حديث الجنرالات
--------------------------
أثناء تسجيل مذكرات اللواء محمد بسيونى سفير مصر الراحل فى إسرائيل قال لى صراحة إن الجندى الإسرائيلى ليس سوبر مان كما تدعى الآلة الإعلامية الإسرائيلية ولكنه أجبن ما يكون وذلك بنص القرآن الكريم الذى يقول: ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ولهذا فلم يكن من المستغرب أن يهرب شارون الذى كانوا يضربون به المثل فى الشجاعة والإقدام من أمام القوات المصرية التى هاجمته فى منطقة الحسنة بوسط سيناء ليتحصن فى منطقة القسيمة على الحدود، حتى لا يتعرض للموت المحقق ومع ذلك - كما يقول السفير بسيونى الذى كان رئيس هيئة عمليات الكتيبة المهاجمة آنذاك تتبعت قوات شارون ودمرت له ثلاث دبابات، وذكرته بهذا الهجوم الذى نجا فيه من الموت بأعجوبة أثناء زيارته لسفارة مصر بتل أبيب، كما ذكرت إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلى الحالى بمعارك المزرعة الصينية التى هرب فيها من نيران دبابات المقدم محمد حسين طنطاوى قائد الكتيبة 16 فى حرب أكتوبر والقاشد العام والمشير ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة فيما بعد.
ولهذا كما قال السفير بسيونى فإن عقيدة إسرائيل القتالية هى زرع الألغام بجوار المواقع العسكرية خشية أى هجوم مفاجئ لدرجة أن موشيه ديان زرع فى سيناء ما يزيد على 6 ملايين لغم يجوار معسكرات وحصون خط بارليف.
الحنين إلى الماضى
وضع د. مسعد عويس الرئيس السابق لجهاز الشباب دراسة مستقبلية لتنمية وتطوير سيناء اعترافا منه بأن هذه البقعة الغالية من أرض مصر تحتاج إلى بذل كثير من الجهد وسهر الليالى لرد الجميل لأبناء سيناء الذين يطمحون فى عيشة كريمة.
وتعتمد دراسة د. عويس على نقاط مهمة تتلخص فى الاستفادة من الموارد الطبيعية سواء كانت شواطئ أو معادن، أو محميات أو آثار وتسخير العلم لتعظيم هذه الموارد، والاعتماد على أبناء سيناء فى ملفات الأمن وتشغيل العمالة، وإنشاء شركات مساهمة لتوفير التحويل، وتعيين قيادات شابة قادرة على الحركة واتخاذ القرار. كما يحذر د. عويس فى دراسته القيمة من بيع الاراضى للأجانب الذين يعملون من وراء ستار، وتمليك أراضى سيناء للمصريين من أبناء سيناء والوادى، كما يطالب القوات المسلحة بإعداد رحلات للشباب لمعاينة حصون خط بارليف كنوع من الحنين إلى الماضى والإستفادة من دروس التاريخ وإعلاء قيمة الولاء لمصر.
مأساة وادى فيران
فى الوقت الذى اهتمت فيه حكومات العهد البائد بأصحاب المليارات والاستثمارات من رجال الأعمال والمقربين من صناعة القرار تجاهلت الحكومات المتعاقبة أيضا مشاكل أبناء سيناء ونظرت إليهم على أنهم عملاء وخونة مما ضاعف المواجع فى قلوب هؤلاء الشرفاء لدرجة أن 65 % منهم يعيشون تحت خط الفقر ويلجأون إلى تجارة السلاح والمخدرات على أساس إن «ما باليد حيلة».
وفى مقابلة لأكتوبر مع الشيخ همام أبو عياد من أبناء سيناء فى مسجد الإمام الحسين أكد أنه يعيش فى وادى فيران الذى يبعد عن مدينة أبورديس لأكثر من 60 كيلو مترا، وقد شهد الوادى معارك طاحنة مع العدو الإسرائيلى، وكنا نتوقع أن يكون مزارا سياحيا، ولكنه تحول إلى خرابة تنعق فيه الغربان.
وعن مواجع أبناء سيناء يقول الشيخ همام نأمل أن ينظر إلينا د. كمال الجنزورى بعين الرحمة.. وأن يكون أبناء سيناء على رأس المعينين فى شركات البترول، وفى مقدمها شركة أبو رديس، ويقول: نسبة كبيرة من أبناء سيناء تعانى من البطالة، وندرة المياه، وجفاف الآبار فى الوديان والمطاردات الأمنية، والأحكام الغيابية، والحرمان من تملك الأراضى.
ويؤكد أبو عياد بأنه لو أخلص الرؤساء لشبه جزيرة سيناء، لأصبحت جنة الله فى ارضه ولكن المشكلة فى قلة الضمير التى اصبحت صفة سائدة بين جموع الشعب المصرى سواء كانوا حكاما أو محكومين.
حكاية الجمل الذى عبر قناة السويس
أكدت أسماء لامعة من مشايخ وعواقل أبناء سيناء على تحويل أجسادهم إلى قنابل موقوتة إذا اقتربت أية قوات معادية من الحدود المصرية، وستكون النهاية لدولة إسرائيل، وأن «بطن» الأرض أولى بها من «ظهرها».
فيما يكشف الشيخ سلامة مسلم شيخ مشايخ العريش أن القوات المسلحة المصرية هى مصنع الرجال، وأن رجال المخابرات هم خيرة شباب مصر لكونهم يعملون فى صمت بلا ضجة أو ضجيج، حيث دربونا نحن أبناء سيناء على حمل السلاح، واستخدام اللاسلكى، وتصوير مواقع الطائرات وأماكن الرادارات وتمركز قوات العدو فى سد الروافعة، وجبل خشاعة الذى كان يتطلب دخوله 7 كيلو مترات داخل أرض العدو.
ويكشف الشيخ عودة الويمى شيخ مشايخ سيناء أنه كان يعمل مع المخابرات المصرية وقام برصد 12 آلية للعدو يوم 16 أكتوبر عام 73، كما قام بالاشتراك مع خيرة أبناء سيناء بنسف تجمعات الجنود الإسرائيليين فى منطقة أبو عجيلة.
كما يذكر التاريخ أن أبناء سيناء قاموا بأعمال بطولية نادرة منها تدمير مركز القيادة الإسرائيلى فى العريش مما أصاب موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك بالجنون لدرجة أنه ركب طائرته العسكرية وتفقد الموقع بعد تدميره. كما أن أبناء سيناء نجحوا فى تدريب الجمال على السباحة فى قناة السويس لتعبر إلى الضفة الغربية فارغة وتعود من السويس وهى محملة بالأسلحة والذخيرة والطعام والشراب لمجاهدى وأبناء سيناء الشرفاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.