يبدو أن مقولة (جوبلز) مساعد هتلر أثناء الحرب العالمية «أعطنى إعلاما بلا ضمير.. أعطك شعبا بلا وعى» مقولة صحيحة مائة بالمائة.. هى لسان حال الأحداث الحالية بعد أن أصبحت بعض القنوات الرياضية عبئا على كاهل المجتمع المصرى بما تصنعه من فتنة وإثارة للتعصب بين الجماهير الكروية ومن خلال تضخيم الأحداث ومحاولة استضافة الشخصيات التى تعمل على دفع بوادر التعصب والتى كانت آخرها إثارة مشاعر جماهير فريقى الأهلى والمصرى قبل الموقعة الشهيرة حتى ترتب على تلك الإثارة المذبحة الدامية يوم 2 فبراير، فى مباراة الفريقين والتى وصفت ب «مجزرة بورسعيد» ولم تكن تلك الواقعة هى الأولى، حيث سبقتها قبل ذلك حالات الإثارة فى الفضائيات أثناء مباراة المنتخب المصرى مع الجزائرى فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2012.. هذه الفتنة تسببت فى تلقى العديد من مقدمى البرامج الرياضية وعلى رأسهم أحمد شوبير ومدحت شلبى تهديدات بالقتل فى حالة عدم تراجعهم- حسب ما تم وصفه- عن إثارة الفتن. مصطفى الكيلانى عضو مجلس إدارة نادى الترسانة يقول إنه مفترض تنامى دور الإعلام الرياضى ليكون تثقيفيا وتنويريا ولا يكون انحيازيا أو مثيرا للغضب، والعمل وفق الاعتدال والحيادية عند تناول أى قضايا لأنها رسالة سامية يخاطب بها ثقافات مختلفة وعقولا متباينة وشبابا متحمسا. ولكن هناك إعلام خاص لم يكن دوره إيجابيا تسبب فى نشر روح الفتنة والتعصب والمصادمات بين كثير من الجماهير وابتعد عن الخط المرجو منه، وما يظهر على السطح حاليا (أحداث بورسعيد)، فالمفترض كإعلاميين تناول المشكلة باعتبار أن مصلحة مصر هى الأهم، واقترح من الإعلام تبنى دعوة اختيار الشخصيات العاقلة فى مصر ليكونوا ممثلين عن الرياضة مثل د.طه إسماعيل، د.كمال درويش، ومن هم على هذا القدر من الموضوعية والأخلاقيات والبدء لعمل مجلس عرفى للحديث مع أطراف المشكلة وفرض أطروحات قبول كل القرارات الرسمية عليهم. أما أشرف قاسم نجم الزمالك الأسبق فيرى أنه فى الفترة الأخيرة تناولت العديد من القنوات الرياضية والسياسية، موضوع التعصب، واستضافت بعض الشخصيات المثيرة للفتنة، وتم تسييس أزمة بورسعيد وتعميمها، وكان مفترضا ألا يحدث ويتم الفصل بين الأمرين (رياضة، سياسة)، والمفترض أن يكون هناك قبول للقرارات وهذا ما كان سيحدث إذا تم اتخاذ هذه القرارات منذ بداية الأزمة. وطالب قاسم بوضع ضوابط لعودة الإعلام للحيادية منها استضافة الشخصيات التى تكون على قدر كبير من المسئولية وتملك دقة فى معلوماتها. ويقول حمادة المصرى نجم الأهلى والمصرى الأسبق: إن أزمة الإعلام حاليا تتمثل فى أن «كل من هب ودب» أصبح يتكلم بصفة وبدون صفة لدرجة تثير الناس وليست هناك مسئولية، وأصبح كل شخص يتكلم حسب انتمائه وليس للصالح العام، وكذا العمل على الإثارة لجلب مزيد من الإعلانات والمشاهدة! ويضيف: للأسف خرج الإعلامى عن دوره فهو كرجل المطافئ عليه أن يصب الماء على النار، ولكن ما يحدث حاليا هو «صب البنزين على النار» إلا ما رحم ربى، وعلى الإعلامى تناول القضايا من نطاق الدفاع عن الحق. ويشير إلى أنه تم فرض مساحة وقيمة أكبر للرياضة واللهو عما تستحقه، وتناسينا أنها جزء من مجتمع فيه علماء وأدباء ومفكرون لا يحصلون على حقهم كما يحصل عليه الرياضيون، وكذلك تم خلط الرياضة بالسياسة حتى أن النظام السابق كان يلهو بالناس من خلال الرياضة، كما أن هذه القنوات وراءها بيزنس كبير وتساءل عمن يمولها، لأن هناك بعض القنوات موجودة لإثارة الفتن ووراءها أياد خفية تخطط لذلك!