شهدت المدن العراقية مؤخراً موجة تفجيرات متعددة ضربت بغداد وبابل وكركوك، واستهدفت مراكز للشرطة ومؤسسات مدنية، موجة التفجيرات حصيلة ضحاياها هى الأكبر منذ إنهاء الانسحاب الأمريكى من العراق منتصف يناير الماضى. كثرت التفسيرات حول موجة التفجيرات ومن بينها إفشال انعقاد القمة العربية فى بغداد أواخر الشهر الحالى. وهناك من يؤكد أن الهدف الرئيسى من التفجيرات إعاقة حل الأزمة السياسية التى انفجرت باتهام نائب الرئيس طارق الهاشمى فى قضايا إرهابية. اختلفت الأسباب لكن الأكيد أن الأمن العراقى عاجز عن تحقيق الأمن. والتوترات السياسية تمهد لمزيد من التدهور الأمنى - الطائفى. وقد بات بالفعل انعقاد القمة العربية فى بغداد محل شكوك كبيرة. الخوف على القمة ليس من الأمن وحده، العراق يلح على عقد القمة العربية فى موعدها ليظهر للرأى العام أن العراق قد عاد إلى طبيعته. وكان من المقرر أن يعقد مؤتمر القمة فى بغداد العام الماضى، ولكنه ألغى بسبب تدهور الأوضاع الأمنية. وتأمل بغداد فى تفعيل الدور العربى للعراق ما بعد صدام لكن التفجيرات والوضع الأمنى ليسا وحدهما سبب منع القمة من الانعقاد، فالقمة تحمل فى طياتها بذور فشلها أو منع انعقادها. ومع أن الدعوات الرسمية وجهت من القيادة العراقية إلى الزعماء العرب، لكن ليس من السهل التكهن بعقد القمة. ومن بين أبرز العقبات الملف السورى وتداعياته الإقليمية. فالحكومة العراقية تتخذ موقفاً داعماً للنظام السورى وبشار الأسد وهو أمر يزعج الأنظمة الخليجية وأيضاً ليبيا وتونس ومصر والمغرب والأردن. ورغم إعلان العراق بعدم توجيه الدعوة للنظام السورى، لكنه من الصعب ضمان حضور دول الخليج ودول الربيع العربى للقمة، خاصة إذا كانت بغداد مصرة على تمرير أى قرارات تتناقض مع قرارات الجامعة العربية بشأن سوريا.. وثمة من يتحدث فى عدة عواصم عربية عن إصرار بغداد على حضور بشار الأسد وهو ما سيشكل عملياً عقبة أمام انعقاد القمة. وقد ذكرت بعض المصادر أن وزير الخارجية الإماراتى عبدالله بن زايد آل نهيان قد حمل إلى بغداد شروط خليجية تتعلق بالملف السورى وموضوع الوحدة الوطنية العراقية، مما يزيد الشكوك فى إمكانية عقد القمة، أو إلى انعقاد قمة فاشلة تعجز عن اتخاذ قرارات، أو اتخاذ قرارات لا يتم تنفيذها. لكن الهدف الرئيسى لبغداد من وراء انعقاد القمة هو استعادة وجهها العربى، فبغداد مصممة على أنها عاصمة القمة وأنها رئيسة الدورة الحالية حتى عام 2013، وهى بذلك تستطيع التعطيل أو التأجيل على أقل تقدير لأى قرار لا يناسبها ولا يناسب حليفيها سوريا وإيران، وأغلب الظن أن الكثير من الدول العربية لن تقبل التوجهات العراقية، مما يهدد أصلاً انعقاد القمة، أو الخروج بقمة تعجز عن اتخاذ قرارات حيوية تخدم الأوضاع العربية الراهنة. ماجد بدران maged B.7 @yahoo.com