ها هى ذى 10 سنوات تمر على الغزو الأمريكى الذى اجتاح العراق فى مارس 2003، انسحبت بعده القوات الأمريكية من العراق مخلفة وراءها بلدا مدمرا لا يعانى فقط من الانفلات الأمنى والعنف الطائفى والانقسام العرقى ولكن يضم بداخله قنابل موقوته تتمثل فى ضحايا الغزو الأمريكى للبلد من الأرامل والأطفال، حيث أشارت إحصائيات حكومية عراقية إلى وجود خمسة ملايين يتيم يعيشون فى ظروف قهرية، وحوالى نصف مليون منهم بلا مأوى، وأن طفلا من ثمانية أطفال عراقيين يعتبر مشردا وفق ما ذكرته منظمة «انقذوا الطفولة» الأمريكية وترك أكثر من ربع مليون طالب لمدارسهم عام 2008 فضلا عن 760 ألف طفل لم يلتحقوا بالمدرسة أصلا مفضلين الانخراط فى سوق العمل والتسول بسبب حالة أسرهم إضافة لوجود مئات الأطفال فى السجون الأمريكية العراقية، وكذلك تجنيد المليشيات المسلحة للأطفال العراقيين. ووجود 11 ألف طفل مدمن للمخدرات فى العاصمة بغداد فقط، وأن المئات من الفتيات أصبحن ضحايا للاغتصاب. ولم يكتف الأمريكان بقتل الأطفال، بل ترصدوا الأجنة فى الأرحام، حيث أشارت دراسات إلى أن استخدام الأسلحة المحرّمة دوليا فى العراق قد أثرت فى أجنة النساء، حيث إن الخطورة الأكبر التى ستواجه العراقيين هى أن الأطفال والإناث الذين سيولدون بعد هذه الحرب سيكونون مشوهين، وذلك لاستخدام القوات الأمريكية لأسلحة الدمار الشامل المحرّمة منها القنابل الفسفورية واليورانيوم والأسلحة الجرثومية وأيضا استخدام الأراضى العراقية مأوى للنفايات النووية. إضافة لمعدلات وفيات الأطفال الذين يفارقون الحياة قبل بلوغهم سن الخامسة هو 105 أطفال لكل 1000 طفل عراقى. كما أشار أحد مسئولى اليونيسيف إلى أن أكثر من نصف مليون طفل عراقى سيكون بحاجة إلى العلاج نفسى من الصدمة النفسية التى تعرضوا لها خلال الحرب، أضف إلى ذلك تلوث المياه بالإشعاعات مما سبب زيادة مهولة فى حالات الإصابة بالسرطان بجميع أنواعه بين الأطفال. ومن الميراث الأسود الذى تركته القوات الأمريكية فى العراق أرامل يقدر عددهن بنحو مليونى امرأة عراقية تصارعن الحياة من أجل إطعام أبنائهن وهو الأمر الذى سلّطت عليه الضوء مؤخرا عدة تقارير صحفية من بينها تقرير لوكالة رويترز، فعلى الرغم من أن مشكلة الأرامل ليست بجديدة على العراق نظرا للحروب المتعددة التى شهدتها فإن أعداد الأرامل زادت بشكل كبير بعد الغزو، كما أن ظروفهن ازدادت سوءا بعد الإطاحة بصدام حسين حيث أشار التقريرإلى أن الحرب الأخيرة وما تلاها من صراع طائفى وتفجيرات أسفرت عن مقتل أكثر من 100000 عراقى. وأسفرت عن مائة أرملة يوميا وأن ثلاثاً من بين كل خمس أرامل فى العراق فقدن أزواجهن خلال سنوات العنف التى اعقبت الغزو الأمريكى للبلاد حسب الدراسة التى أجرتها منظمة الإغاثة الدولية، حيث تقدر المنظمة عدد أرامل العراق بنحو 1.5 مليون امرأة أى 10% تقريبا من العراقيات. وصرحت وزيرة الدولة لشئون المرأة ابتهال الزيدى بأنه يوجد فى العراق الآن نحو مليونى امرأة معيلة معظمهن أرامل وأن 23% من سكان العراق البالغ عددهم 30 مليوناً أى نحو 7 ملايين يعيشون تحت خط الفقر.