ينتقل العالم خلال العام الجارى من الثورات إلى الانتخابات إذ تشهد أكثر من 50 دولة حول العالم انتخابات رئاسية وبرلمانية، وتأتى انتخابات الرئاسة المصرية فى مقدمة التصنيف لتمثل المركز الثانى بعد الولاياتالمتحدة فى قائمة الانتخابات الأكثر تأثيراً فى العالم بحسب مجلة «فورين بوليس» الأمريكية. «أكتوبر» ترصد فى هذا التقرير أبرز الانتخابات الرئاسية التى يتوقع أن تغير وجه العالم فى 2012، ومن بينها الانتخابات فى أمريكا وروسياوفرنسا والصين.شعبية أوباما متأرجحة ووصلت إلى 51% حسبما جاء فى آخر استطلاع للرأى بعد أن ترجعت خلال الأشهر الماضية ويحظى أوباما الذى أعطى الضوء الأخضر للعملية التى أدت إلى مقتل أسامة بن لادن فى مايو من العام الماضى فى باكستان بثقة أكبر لدى الناخبين حول هذه المسائل من المرشح الجمهورى «ميت رومنى» حيث أشار الاستطلاع أنهم يؤيدون استراتيجية سحب القوات من أفغانستان التى تبناها أوباما وانتقدها الجمهوريون، كما أن 56% يثقون بأوباما فى مجال مكافحة الإرهاب وفى السياسة الخارجية التى ينتجها، كما زاد من شعبية أوباما انخفاض معدل البطالة. وأمام عجز المرشح الجمهورى عن جمع دعم شعبى كافٍ يمنح الحزب الجمهورى فرصة للفوز فإن فرص أوباما فى الفوز مازالت كبيرة، حيث أظهر استطلاع الرأى الأخير أن أوباما لديه القدرة على الفوز فى الانتخابات القادمة، وحين سئل المستطلعون حول ما إذا كان أوباما يستحق أخذ فترة رئاسية ثانية قال 49% نعم يستحق بينما قال 41% لا يستحق. الانتخابات المصرية وبالنسبة لمصر فقد اعتبرت مجلة «فورين بوليس» أن انتخابات مصر التشريعية والرئاسة تشكل علامة فارقة على طريق انتشالها من هوة الدكتاتورية إلى آفاق الديمقراطية حيث أدرجتها المجلة الأمريكية كثانى أهم الانتخابات المؤثرة فى العالم فى 2012، والتى جاءت على إثر ثورة شعبية غير مسبوقة فى 25 يناير 2011 احتجاجاً على الأوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية السيئة مما اعتبر فساداً فى ظل حكم الرئيس السابق حسنى مبارك. روسيا وانتقالاً للكرملين حيث جاءت الانتخابات الرئاسية الروسية القادمة فى مارس كثالث أهم حدث انتخابى فى 2012، حيث سيتوجه الناخبون الروس إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد فى الرابع من الشهر المقبل فى ظل حراك احتجاجى تشهده روسيا حالياً رفضاً لنتائج الانتخابات البرلمانية التى اتهمت المعارضة السلطات بتزويرها، حيث زادت فرص العودة المتوقعة لرئيس الوزراء الحالى فلاديمير بوتين إلى الكرملين منذ إعلانه رسمياً الترشح للرئاسة وسط جرعة من النزعة القومية ضده إضافة للمشهد السياسى الدولى، حيث أرسى الرئيس الحالى «ديمترى ميدفيديف» تلميذ بوتين سياسة خارجية أقل عدوانية حيال الولاياتالمتحدة وأوروبا شكلاً ومضموناً فى حين لا يعير «بوتين» التعاون الدولى اهتمامه ولا تشكل السياسة الدولية لعبة رابحة بالنسبة له وأمام التحديات التى تواجهه منذ إعلانه العودة إلى الكرملين من خروج تظاهرات تطالب بإعادة الانتخابات النيابية وترفض ترشحه للرئاسة فتح بوتين النار فى كل الاتجاهات متهماً واشنطن ودولاً أوروبية بالتشجيع على التظاهرات، إلا أنه على الرغم من كل هذا الحراك فمازال المحللون واثقين من فوز رئيس الوزراء الحالى فلاديمير بوتين فى الانتخابات الرئاسية، لكن السؤال يكمن فيما إذا كان بوتين سيفوز فى الجولة الأولى أم الثانية؟! الصين فى حين جاءت انتخابات الصين المقررة فى أكتوبر فى المرتبة الرابعة لتصنيف المجلة والتى ستحدد من سيحكم الصين خلال الأعوام العشرة القادمة. حيث يستعد الرئيس الصينى الحالى «هوجينتاو» ورئيس وزرائه «وين جيابو» لتسليم السلطة فى مطلع 2013 إلى آخرين هما «سى جينبيج» و «لى تشيانج» فى إطار ما يسمى بتداول السلطة. ومن المتوقع تغيير 70% من القيادة الصينية بنهاية العام الحالى. فرنسا ومن بين الرؤساء المنتهية ولايتهم يبدو الرئيس الفرنسى الحالى نيكولا ساركوزى المرشح الأكثر عرضة لخسارة منصبه. فإذا كانت النتائج معروفة سلفاً فى الانتخابات الروسية والتغيير الحزبى الصينى، فإن الغموض لا يزال سيد الموقف فى فرنسا، ومع بدء العد التنازلى للانتخابات الرئاسية لا تزال العوامل تزيد من غموض هذه المعركة التى لم يعد يفصلنا عنها سوى أقل من ثلاثة أشهر، ومع اقتراب الموعد ازدادت حدة التنافس وبدأت استطلاعات الرأى تقدم النسب التى يمكن أن يحصل عليها كل من المرشحين فى الدور الأول والتساؤلات والتكهنات كثيرة فى الأوساط السياسية، فبناء على ميول الناخبين وقياس الرأى العام لم تشهد انتخابات رئاسية رئيس يعانى هذا الضعف كما هو الحال بالنسبة للرئيس الحالى الذى يواجه مشكلة كبيرة قبل إجراء الانتخابات وهى أن 6 ناخبين من كل 10 ناخبين يرفضونه لكون ساركوزى الذى لم يعلن حتى الآن رسمى عما إذا كان سيرشح نفسه فى الانتخابات أم لا. ويواجه ساركوزى فى حال ترشحه خصمه الاشتراكى «فرنسوا هولاند» وهو يعتبر حتى الآن من أكبر منافسيه ويحظى بشعبية لا يستهان بها ومع الصعود المدوى لليمينية «مارلين لوبين» التى تحتل المرتبة الثالثة بعد ساركوزى بنسبة 20% من أصوات الناخبين، وهو رقم قياسى لليمين المتطرف حيث يمكن أن تحدث المفاجأة بالوصول إلى الدور الثانى وأن يتكرر الزلزال عندما استبعد رئيس الوزراء السابق «ليونيل جوسيان» عن الدورة الثانية عام 2002 لصالح معركة بين الرئيس جاك شيراك ومرشح اليمين المتطرف جان مارى لوبين. السنغال أما فى السنغال فيخوض الرئيس عبد الله واد، الانتخابات الرئاسية التى تجرى حالياً وسط معارضة قوية فى الداخل ومطالبات غريبة بتنحيه عن السلطة وإفساح المجال للأجيال المقبلة، حيث انطلقت حملة الانتخابات فى جو يسوده التوجس والخوف بعد تسجيل حالات من العنف والعنف المضاد على خلفية الاحتجاجات التى شهدتها البلاد إثر إعلان المجلس الدستورى قبول ترشح «واد» لفترة رئاسية ثالثة. المكسيك وفى المكسيك من المقرر أن يتوجه الناخبون للإدلاء بأصواتهم واختيار مرشحهم الرئاسى فى الأول من يوليو المقبل حيث ستشهد البلاد معركة حامية بين الحزب الثورى المؤسساتى، وهو المعارض الأبرز لتشكيلة الرئيس الحالى.. فيلبى كالديرون، وقد طعنت عصابات تهريب المخدرات بشكل غير مسبوق على الحملة الانتخابية التى شهدت خصوصاً اغتيال مرشح الحزب الثورى لمؤسساتى لمنصب حاكم ولاية تاموليباس. كينيا وفنزويلا أما مطلع العام المقبل فستكون كينيا هذه المرة على موعد مع الانتخابات الرئاسية بعد أن تم تأجيلها وهى الأولى منذ الانتخابات المثيرة للجدل التى أجريت عام 2007 والذى قتل فى أعمال عنف بعدها أكثر من 1220 شخصاً وشرد 350 ألفاً آخرين وقد تم تأجيلها للعام المقبل بسبب مشاكل فى التمويل وفى حفظ الأمن. وفى فنزويلا ستجرى الانتخابات الرئاسية فى 7 أكتوبر 2012 كما هو مقرر حيث أكد الرئيس الفنزويلى هوجو تشافيز رغم إصابته بالسرطان أنه سيترشح لفترة رئاسية جديدة مدتها 6 سنوات ويواجه شافير منافسة شرسة. تايوان كما اجتذبت الانتخابات الرئاسية فى تايوان التى جرت فى يناير الماضى من هذا العام الاهتمام العالمى بسبب السؤال عما إذا كان الفائز قد يسعى إلى الحصول على الاستقلال الرسمى لتايوان حيث صوت 18 مليوناً فى انتخابات تنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته «ماينج جيو» مهندس التقارب مع بكين و«تساو اينج وين» التى تنتمى إلى الحزب التقدمى الديموقراطى حيث ركز «جيو» فى معظم حملته على حلوله الاقتصادية وسياسة لتقارب مع الصين التى تطالب بتايوان كإقليم تابع لها. فنلندا وتركمانستان وفى 5 فبراير توجه مواطنو فنلندا للإدلاء بأصواتهم لاختيار من يحل محل الرئيسة «تاريا هالونين» إحدى أكثر الرؤساء شعبية فى البلاد والتى قضت الحد الأقصى فى فترات الرئاسة وهو فترتين متتاليتين والتى يعد منصبها شرفياً، وقد فاز المحافظ وزير المالية الفنلندى السابق «سولى نينيستو» بانتخابات الرئاسة متغلباً على مرشح التحضر «بيكاها فيستو». كما شهدت تركما نستان فى 12 فبراير انتخابات رئاسية فاز فيها بالأغلبية الرئيس الحالى على بردى محمدوف: بولاية ثانية فى ظل غياب معارضة حقيقية فى هذه الجمهورية الواقعة فى آسيا الوسطى وتعد من أكثر بلدان العالم إنغلاقاً والتى يقودها «محمدوف» بقبضة من حديد الذى وصل إلى السلطة منذ 2006 بعد وفاة سلفه «صفر مرادنيازوف» الذى عرف بتصرفاته الغريبة. ويتوقع إجراء انتخابات رئاسية ونيابية فى مدغشقر بعدما أرجأت مراراً منذ الأزمة السياسية فى 2009 وتسليم راجولينا السلطة، كما يتوقع إجراء انتخابات رئاسية فى ألبانيا وسيراليون والجابون وغانا ودول أخرى خلال عام 2012 الجارى.