الاقبال الشديد على المشاركة فى التصويت خلال انتخابات مجلس الشعب دفع المراقبين للتأكيد على أن نسبة المشاركة فى «الشورى» لن تقل عن 40% وهى ضعف أى مشاركة سابقة فى خلال النظام البائد. ولكن ما حدث على أرض الواقع كان مفاجئاً للجميع حتى التيار ات الاسلامية التى شارك مريدوها بقوة فى انتخابات الشعب، حيث لم يشارك سوى نسبة لاتزيد على 10% ممن لهم حق التصويت. لماذا عزف الناخب عن «الشورى»؟ الأسطر التالية تكشف أن السبب هو «الشعب» وانتخاباته وممارسته!! وعن رؤيته لانتخابات مجلس الشورى قال الدكتور السيد عبد الستار العضو السابق بجماعة الإخوان المسلمين إن نسبة التصويت فى المرحلتين الأولى والثانية تعكس حجم الدور الحقيقى للإسلاميين فى مصر وليس هذا فقط بل إن من حرك الشارع السياسى فى انتخابات مجلس الشعب الصراع الأيديولوجى وكذلك الدعاية الضخمة. وأشار إلى أن مادفع الشارع المصرى للانصراف عن التصويت فى مجلس الشورى، كان لعشوائية الأداء فى الجلسات الأولى لمجلس الشعب فما حدث فى تلك الجلسات أفقد الناخب الحماس وخاصة بعد تصاعد الخلافات حول قضايا لا تهم المواطن أو تمس حيا?ه اليومية لذلك فإن الصورة جاءت على غير ما يتوقع المواطن مما جعله يتيقن أن فكر المجلس ليس متجددا. فى حين يرى الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن السبب الأول هو ما واكب انتخابات الشعب من شبهات مالية ودعاية ضخمة مما جعل المواطن يشعر بعدم التغيير إلى جانب الفجوة الكبيرة التى حدثت بين تيار الإسلام السياسى والحركة الجماهيرية بسبب عدم المشاركة مما أعطى صورة سيئة للخطاب ولغته الحادة مما جعل المواطن يشعر أنه ليس النموذج الذى كان يطمح إليه مما أثر بشكل كبير على أداء الناخب فى انتخابات مجلس الشورى . ومن جهته يؤكد الدكتور عماد الدين عبد الغفور رئيس حزب النور أن عزوف الناخب عن المشاركة فى مجلس الشورى هو نتيجة ضعف القناعة بالدور الذى يؤديه الشورى حتى التيارات الإسلامية لم يكن لديها حماس لهذا المجلس لذلك فإنها تؤدى بالشكل الذى يحقق النتيجة المطلوبة فقط وهى المشاركة من أجل التمثيل المشرف . ويشير عصام شيحة نائب رئيس حزب الوفد إلى أن المواطن شعر المجلس الحالى هو البديل للحزب الوطنى لذا رفض المشاركة فى انتخابات الشورى فضلا عن أسباب ثانوية جعلت المواطن لا يرغب فى التصويت لصالح تيار الإسلام السياسى وهى التجاوزات التى حدثت فى انتخابات مجلس الشعب والتى أدت لتراجع عدد كبير من المصريين عن المشاركة فى انتخابات الشورى حيث اعتقد المواطن أن مجلس الشعب يمثل الانتقال من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية وهومالم يحدث، فضلا عن الخوف الذى أصاب معظم المصريين خشية الغرامة المالية الكبيرة، مشيرا إلى أن معظ? هذه الأسباب أدت إلى جعل المواطن يشعر بتخوف حيث إنه كان يميل إلى التغيير ولكن التغيير المتنوع الذى لا يعرف «التصويت الطائفى» بالإضافة إلى أن تصريحات بعض قيادات التيار الإسلامى أفزعت الشارع المصرى وهى الفتاوى المرتبطة بالسياحة والآثار والملابس والاقتصاد والمرأة والأقباط مما جعل المواطن يفقد الثقة عندما تغير الخطاب ما قبل البرلمان. ويرىالخبير السياسى الدكتور حسن نافعة أن الشارع المصرى ليس مقتنعا بمجلس الشورى حيث إن الغالبية يتفقون على عدم جدواه على الرغم من أنه سوف يشارك فى الجمعية التأسيسية لوضع الدستور كما أن الأغلبية الصامتة لا تنحاز إلى أى قوى سياسية ولا تجد مبرراً لذلك، كما أنها لا تجد أن هناك معركة حقيقية وأن خريطة مجلس الشورى هى نسخة مكررة مما حدث فى مجلس الشعب لذلك آثرت عدم التصويت، مشيرا إلى أنه لابد أن نعلم بشكل عام أن الخريطة النهائية للقوى السياسية فى مصر لن تظهر فى تلك المرحلة الانتقالية المؤقتة لأن هناك أحزابا سوف تندم? مع بعضها البعض وسوف تظهر خريطة سياسية جديدة فى المرحلة المقبلة. ويرى سعد هجرس مدير تحرير صحيفة العالم اليوم أنه من الطبيعى ضعف الإقبال فى التصويت فى انتخابات الشورى بما فى ذلك القوى الإسلامية لأن الجميع لم يكن متحمسا للشورى وفى سياق متصل، طالب هجرس بإعطاء أعضاء مجلس الشعب الفرصة من أجل تحقيق برامجهم السياسية خاصة أن الأحداث متلاحقة أما على الجانب الآخر فإنه من الملاحظ حدوث فجوة بين حزب الحرية والعدالة وبين الشارع السياسى وخاصة ثوار 25 يناير الذين هاجموا جماعة الإخوان المسلمين وقد يكون أثر بشكل غير مباشر على التصويت لصالح تيار الإسلام السياسى فى انتخابات الشورى . من جانبها ترى الدكتورة سوسن فايد أستاذ النفس السياسى أن الإسلاميين حشدوا الناخبين فى انتخابات مجلس الشعب وأقتنع بهم المواطنون بوصفهم القوى السياسية المنظمة الوحيدة وكانت فرصة كبيرة للإسلاميين لإثبات ذاتهم بعدما ظلوا يرددون أنهم لم يحصلوا عليها فى عهد النظام السابق كما ان إحجام المواطن عن التصويت يرجع إلى أعتقادهم بأن مجلس الشورى غير مجد.