تمر مصر بفترة عصيبة من تاريخها، بفعل الدفع نحو الوقوع فى مستنقع الفوضى الذى سقط فيه البعض بإرداته لأنه يخدم مخططاته، والبعض الآخردون وعى عبر استغلال حالة الثورةالتى تسير فى اتجاهات مدمرة، وبطبيعة الحال سيكون الخاسر فى النهاية فى ظل استمرار هذا السيناريو المأساوى هى مصر التى ستبتعد عن تحقيق حلمها بإقامة دولة ديمقراطية حديثة تنهى عقودا طويلة من الاستبداد والقهر والتخلف. إن الفترة القادمة هى الأخطر فى تاريخ مصر وكلما سرنا خطوة للأمام لتحقيق هذا الهدف يجب أن ننتبه لمخاطر أكبر، لأن أعداء مصر ليسوا فى الخارج فقط، إنما داخل الوطن أيضا! هل يريدون الانتقام من الداخلية أم من الشعب؟. وماذا بعد إسقاط مؤسسات الدولة؟. هل يراد لمصر أن تغرق فى مستنقع الفوضى؟. الاتهام أصاب الكثير من الأطراف بالعمل على إدخال البلاد فى هذه الدوامات وألا تخرج منها، فلول النظام السابق، أحزاب وتيارات أثبتت التجربة الانتخابية أنها ليس لها رصيد لدى الناخبين يؤهلها للفوز، وهناك أطراف خارجية تعبث بالأمن لخلق حالة الفوضى العارمة، ولا تريدلهذا البلد أن ينهض من جديد، عبور مصر إلى بر الأمان يجب أن يكون هدف كل الشرفاء والمخلصين لهذا البلد، ولن يتم ذلك إلا من خلال بناء جسور الثقة بين الشعب ومؤسساته المختلفة، فالتشكيك والتخوين أصبح شعار الكثير من التيارات السياسية والفكرية تجاه الجيش والشرطة والقضاء والحكومة ولم يسلم من ذلك البرلمان الجديد. وأن تواصل الحفاظ على نهج الثورة السلمى فالهدم دون البناء سوف يوصلنا جميعا للفوضى والمجهول! ولن يستفيد أحد من تنفيذ سيناريو الفوضى لأنه سيخدم فى النهاية من يتربصون بمصر فى الداخل والخارج. أما عن الإعلام فقد ابتلينا بقنوات فضائية تعمل على إشعال نار الفتنة فى كل مكان ويجب أن تخضع تلك القنوات للمحاسبة.