كتب : هادى البدراوى ... أسود أو أبيض، كلنا على قدم المساواة .. كانت هذه هى الكلمات التى اعتلت لافتات يهود الفلاشا (اليهود من أصول إثيوبية) عند تظاهر الآلاف منهم أمام مقر الكنيست الإسرائيلى بالقدس للاحتجاج على التمييز والعنصرية والتطرف الفكرى ضدهم، هاتفين بعبارات ضد العنصرية مثل : (أزرق وأبيض.. كلنا متساوون)، فى إشارة للونى العلم الإسرائيلى. كما رفع البعض لافتات كتب عليها: (العدالة الاجتماعية)، و(دمنا جيد فى الحروب فقط). جاءت هذه التظاهرات فى أعقاب الممارسات التمييزية الصارخة ضد يهود الفلاشا القادمين من إثيوبيا، فقد نقلت القناة الثانية بالتليفزيون الاسرائيلى مقابلة أجرتها مع فتاة إثيوبية تدعى «إيدانو فوكر» تعرضت لممارسة العنصرية على يد سائق أتوبيس بسبب أصولها الإثيوبية، حيث قالت إنها فى طريقها إلى الجامعة ، وعند صعودها للأتوبيس أغلق السائق الباب فى وجهها دون سبب وعندما طرقت الباب بشدة ، قال لها: «عودى إلى إثيوبيا، ما الذى جاء بكم إلى إسرائيل؟ أنتم تضرون البلاد ولا تساهمون فى شىء». وفى حادث مماثل نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن إحدى الطالبات قولها إنها وزميلاتها قررن تسجيل هذه الإهانات لأنها تكررت معهن، وقالت الفتاة: «ركبنا حافلة المدرسة فقال أحد التلاميذ للسائق: افتح النافذة، الجو هنا خانق من رائحة الإثيوبيين». وتابعت الفتاة: عندما نزل باقى التلاميذ لمدرستهم، توجه إليهن السائق بإهانات، قائلا: إن الناس لا يستطيعون الاقتراب منكم لأنكم إثيوبيون عفنون . والتمييز ضد الطلاب ذوى الأصول الإثيوبية فى المدارس الإسرائيلية لا يقف عند هذا الحد، بل يتعدى أكثر من ذلك حيث يرفض التلاميذ الإسرائيليون الجلوس بجوارهم، كما يلقبونهم دائماً بكلمة (كوشى)، والتى تعنى العبد الأسود. وفى مفاجأة من العيار الثقيل نقلت صحيفة هآرتس دراسة أعدتها وزارة الاستيعاب الإسرائيلية تكشف غياب الاهتمام بمعالجة ظاهرة قتل النساء اليهوديات القادمات من إثيوبيا. وقالت الصحيفة إن الدراسة اكتملت عام 2009، إلا أن الوزارة حظرت نشرها، وأشارت إلى أنه حتى الآن، وبعد الكشف عنها، مازالت الوزارة ترفض نشر أجزاء كبيرة منها. وتوضح الدراسة أن إسرائيل تعتبر يهود إثيوبيا مسيحيين أكثر منهم يهودًا ولكن يخضعون لعمليات تهويد حيث تتيح لهم الفرصة للهجرة إلى إسرائيل . وخلاف ذلك يعانى يهود الفلاشا من تمييز عنصرى واضح فى مجال التعليم حيث رفضت المدارس الخاصة قبل بدء العام الدراسى فى الأول من سبتمبر الماضى استيعاب الطلاب من ذوى الأصول الإثيوبية، وفى أعقاب ذلك صرح الدكتور اسحق كيدمان المدير العام لمجلس رعاية الطفولة بأن الاتجاه للفصل بين الطلاب الإثيوبيين والإسرائيليين لا يطاق لدى كل من يسعى للمساواة. هذا بالإضافة إلى التمييز فى مجال العمل حيث يعمل معظم الإسرائيليين من أصل إثيوبى فى وظائف خدمية متدنية، مثل كنس الشوارع وتنظيف دورات المياه، بسبب إحجام الكثير من أصحاب الأعمال عن تشغيلهم.